ليست قديمة ..!!

:: وصلاً لزاوية الأربعاء الفائت، وكانت نعياً على رحيل الباخرة النيل الأبيض، وهي آخر بواخر ثاني أعظم أسطول بحري في إفريقيا، وقد تم سحبها من ميناء بورتسودان – صباح الثلاثاء – بعد بيعها ك ( إسكراب) .. والجدير بالذكر والتوثيق، قبل الباخرة النيل الأبيض بأشهر قليلة، كان قد باعوا الباخرة دارفور أيضاً ك ( إسكراب).. وقبل البيع، عرضتاً على الإدارة الفنية بالشركة، إذ هي السلطة المسؤولة عن تحديد صلاحية البواخر .. أكرر.. الإدارة الفنية، وليست الإدارة العامة أو مجلس الإدارة، هي التي تقرر ..!!
:: وبعد فحص الباخرتين ، بتاريخ 25 إبريل 2012، كتب المهندس تاج السر بكري، مدير الإدارة الفنية، تقريراً رصيناً جاء فيه بالنص : ( لم يحدث أن عوضنا أية باخرة بيعت من قبل .. ودارفور والنيل الأبيض ليست بهما عيوب أوأعطال فنية تمنع تشغيلهما تجارياً، ومرفق تكلفة تشغيلهما.. وحالتهما الفنية هي نفس الحالة الفنية التي كانتا تعملان بها السنوات السابقة، ولم يستجد عليها شئ ..ويمكنهما حاليا أن تعملا تجارياً وتحققا أرباحاً..وهناك الكثير من العروض التجارية في المنطقة..وفقنا الله لما فيه الخير/ مدير الإدارة الفنية بشركة سودانلاين)..!!
:: هكذا كان ملخص التقرير الفني، والتقرير من ثلاث صفحات، باللغتين العربية والإنجليزية، ومرفق معها المطلوب – إدارياً وتجارياً- لإعادة تشغيل البواخر، ونشرناه – للنصح والتحذير – قبل بيع البواخر بعام ونيف في هذه الزاوية، ولكن لم يستبينوا النصح والتحذير، كما ضربوا بالتقرير عرض الحائط .. كل التقارير الفنية كانت تدحض تبرير إدارة الشركة بعدم صلاحية البواخر ويُكذب الأسطوانة المشروخة : ( البواخر غير صالحة)..نعم، فالتقرير الفني ظل يؤكد سلامة النيل الأبيض ودارفور – وكل البواخر – وقدرتها على الابحار وتحقيق الأرباح ، ولذلك من الكذب أن يبرر البعض لهذا البيع بمزاعم ( البواخر قديمة ).. !!
:: و الأدهى ، قالت الإدارة الفنية في تقريرها ما يلي بالنص : ( الباخرة دارفور لم تتوقف لاسباب فنية، وكان لها شهادات صلاحية سارية عندما توقفت ببورتسودان.. وايضا الباخرة النيل الابيض لها شهادات صلاحية سارية، و كانت قد توقفت بسبب كسر عمود المنتصف، وتم اصلاح العمود بتاريخ 18 أغسطس 2009)..وهكذا.. حسب التقرير الجهة الفنية المختصة، باعت إدارة الشركة الباخرتين النيل الأبيض ودارفور سريان صلاحيتهما، فلمصلحة من تُباع هذه البواخر ذات -شهادة الصلاحية السارية – كقطع إسكراب؟ ..فالبواخر لم تكن قديمة، ولكن الضمائر المسؤولة عنها هي المهترئة..!!
:: وكان خيراً للناس والبلد أن تعض المسماة بالحكومة على المشاريع الإستراتيجية – التي من شاكلة سودان لاين و سودانير و السكة حديد والملاحة النهرية – بنواجذ التطوير والحماية بدلا عن نهج التصفية و البيع الرخيص..و وضع مرافق استراتيجية – كسودانير وسودانلاين والسكة حديد – بأي دولة نظامها يعرف معنى الاستراتيجية لا يقل أهمية عن (وضع الجيش).. ولكن النهج الحاكم في بلادنا ( مُريب )، بحيث في التخلص من مرافق الشعب الإستراتيجية، ثم يُنافس – بوزاراته وشركاته – التجار والسماسرة و الجوكية في إمتلاك وكالات السفر و قنوات المنوعات وتجارة السكر والقمح والوقود وغيرها ..!!
اين ذهبت الفلوس التي تحصلوا عليها من بيع هذه البواخر وهل بيعت هذه البواخر في مزاد علني ؟
اين ذهبت الفلوس التي تحصلوا عليها من بيع هذه البواخر وهل بيعت هذه البواخر في مزاد علني ؟