“الانتباهة” تستعين بوقيع الله لتشويه الفكر الجمهوري ضعُف الطالب وعزّ المطلوب!! (4-4)

د. عمر القراي
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ* وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) صدق الله العظيم
جهله بالتاريخ:
كتب وقيع الله (نشأت الفرقة الجمهورية كحزب سياسي، اسمه الحزب الجمهوري الاشتراكي، في أوآخر أكتوبر من عام 1945م)( الانتباهة 23/1/2013م). ولم يخبرنا هذا (الباحث)، من أين أتى بهذه المعلومة الخاطئة، ولو لم يكن جاهلاً بالتاريخ السياسي لهذا البلد، لعلم انه كانت هنالك ثلاثة احزاب جمهورية: الحزب الجمهوري الاشتراكي، ورئيسه الأستاذ بابكر كرار ? رحمه الله – والحزب الجمهوري الإسلامي، ورئيسه الاستاذ ابراهيم بدري ? رحمه الله – والحزب الجمهوري، ورئيسه الاستاذ محمود محمد طه.
يقول وقيع الله (ويذكر الأستاذ محمد عمر باشري، أن الجد الأعلى لمحمود هو الشيخ الهميم المعروف في تاريخ التصوف في السودان)(المصدر السابق). ثم ذهب يحدثنا عما ورد في كتاب “الطبقات” عن الشيخ محمد الهميم، من شطح، ومفارقة للشريعة، تحت عنوان “شطح وراثي”، يشير إلى ان افكار الاستاذ محمود، إنما هي شطح موروث عن جده الهميم. وبدلاً من ان يرجع الى وثائق الجمهوريين في هذا الأمر، التقط كتاباً ضعيفاً، معظم ما به أقاويل لا سند لها – كاتبه هو الاستاذ محجوب عمر باشري وليس محمد عمر باشري- عن الشخصيات السودانية. ولقد اعترض الجمهوريون على ما ورد في الكتاب، في وقته، ووعد كاتبه بالتصحيح. والحق أن الشيخ محمد بن عبد الصادق الركابي، المشهور بالهميم، والمدفون بالمندرة، شرق مدينة الفاو، ليس جد الأستاذ محمود!! وهل يعلم وقيع الله، ان الشيخ الهميم عاصر بدايات دولة الفونج، وهو لو كان جد الاستاذ، لكان جده العاشر أو أكثر؟! فهل يمكن ان نقبل رأي من يحدثنا، مثلاً، بأن حماقة د. محمد وقيع الله، التي اعترف بها، وأشرنا لها في المقال السابق، سببها أن جده العاشر كان أحمق؟! وإذا كانت الحماقة لا تورث فكذلك الشطح!!
ومن الجهل بالتاريخ أيضاً، قول وقيع الله (وقد أصدر الاستعمار قانوناً يمنع عملية الخفاض الفرعوني للصبايا ويعاقب القابلة التي تجري تلك العملية بخمسة أعوام سجناً. كان محمود في الصف المعارض لمنع الخفاض. وبسبب نشراته المعارضة للخفاض، أرسل إليه مدير الشرطة البريطاني يطلبه)(المصدر السابق). إذ لم يكن الاستاذ محمود في الصف المعارض للخفاض، ولم يرسل المدير البريطاني للأستاذ محمود بسبب نشرات معارضة للخفاض.. وإنما سجن الاستاذ محمود أولاً، بسبب منشور معارض للاستعمار، ثم جاءت حادثة الخفاض لا حقاً.. فقد جاء (مثل الأستاذ محمود محمد طه المهندس أمس أمام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهما من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيعه منشورات سياسية من شأنها الإخلال بالأمن العام، وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيها لمدة عام لا يشتغل خلالها بالسياسة ولا يوزع منشورات أويودع السجن لمدة سنة إذا رفض ذلك ولكن الأستاذ محمود رفض التوقيع، مفضلا السجن، وقد اقتيد لتوه إلى سجن كوبر “الرأي العام 3/6/1946م”). ولقد أوضحنا من قبل للطيب مصطفى، حين اثار نفس الفرية، بأن ذلك محض كذب، ونشر ذلك التوضيح، في صحيفة أجراس الحرية، ولكن وقيع الله لا يقرأ، وحين يقرأ لا يفهم، كما سنوضح لاحقاً، فقد جاء (ولقد كذب الطيب مصطفي، حين قال إن الاستاذ محمود كان يؤيد الختان الفرعوني، فقد جاء في منشور الحزب الجمهوري، الذي كان سابقاً لثورة رفاعة “اننا بمعارضتنا لهذا القانون لا نود ان ندافع عن عادة الخفاض الفرعوني، أو نحلل الاسباب التي اوحت بها لابناء السودان وجعلتها تستمر بين ظهرانيهم حتى يومنا هذا، ولكننا نود ان نناقش ترتيبات خاصة وسياسات خاصة ابتدعتها حكومة السودان ابتداعاً وتريد ان تجبرنا على اتباعها” ويمضي المنشور ليقول “إن الخفاض عادة سيئة ولها مضارها المتعددة، ولكن السودانيين كبقية الشعوب لهم عاداتهم الحسنة، وعاداتهم السيئة والعادات السيئة لا تحارب بالقوانين وإنما بالتربية والتعليم الواعي .. لا شك ان مجرد التفكير في الالتجاء الى القانون للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، تأصل الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على ان حكومة السودان، أما ان يكون قد رسخ في ذهنها اننا شعب تستطيع القوة وحدها ان تثنيه عن كل مبدأ، أوعقيدة أو ان تكون قد ارادت ان تقول للعالم الخارجي، أن السودانيين قوم متعنتون، وان تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الفرعوني الهمجية … أما القانون في حد ذاته، فهو قانون أريد به إذلال النفوس، وإهدار الكرامة والترويض على النقائص والمهانة .. قل لي بربك أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره؟ وأي كريم يرضى بأن يكون سبباً في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيرته للطبيب للكشف عليهن؟! عجباً لكم ياواضعي القانون أن تستذلونا باسم القانون! أومن الرأفة بالفتاة ان تلقوا بكاسبها في السجن؟!” “منشور الخفاض- الحزب الجمهوري 1946م”)(أجراس الحرية يناير 2010م).
يقول وقيع الله (وفي أوآخر سنة 1951م خرج محمود من عزلته ليواصل نشاطه العام من جديد، وكان أول ما بدأ العمل فيه أن دعا إلى افتتاح مدرسة للحديث النبوي، وكان يتجول بنفسه لجمع التبرعات، وكان مظهره وهو خارج من عزلته يشبه مظهر علماء الحضارات القديمة وحكمائها، حيث خرج بشعر كث، ولحية وافرة، وملابس رثة، ورأس عارٍ، وطفق يلقي على الناس أحاديث غريبة، ويحاورهم بمنهج لم يستوعبوه )(الانتباهة 24/1/2013م) من أين جاء وقيع الله بهذه المعلومات؟! هل هي مشافهة سمعها من أي شخص في ونسة؟! وهل لدى وقيع الله صورة فوتغرافية حتى يصف مظهر الأستاذ؟! وأين هذه المدرسة المزعومة؟! ولماذا مدرسة للحديث النبوي؟! هذا كذب صراح، وما كان وقيع الله ليحتاج له، لو لا انه كتب عند الله كذاباً!!
جهله بالشورى وبالديمقراطية
يقول وقيع الله (إن محمود يتناسى – مرة ثانية – أن آية الشورى التي سميت عليها سورة كاملة في القرآن نزلت في مكة وهي الآية التي تقول عن الجماعة المسلمة المكية: «والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون» وهي آية لم تنسخ قط لأن ما تضمنته من الإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لم ينسخ قط. يضاف إلى هذا التحكم في استخدام إستراتيجية ضرب القرآن بعضه ببعض أن هذا الفهم يستبعد كل ممارسات الصحابة الرشيدة لحريتهم، من اختيار للخلفاء إلى توجيه النقد والتقويم إليهم، وإلى كل ممارسات الشورى والحسبة في مجتمع النبوة، ومجتمع الخلفاء الراشدين)(الانتباهة 29/1/2013م). ولو كان وقيع الله يعرف، لعرف أن الآية التي أوردها، لا تحوي حكماً، وإنما تصف حال المسلمين في مكة .. فهم يصلون، وينفقون، ويتشاورون في امورهم. والنسخ لا يقع إلا مع وجود حكمين متعارضين. ولهذا فإن آية الشورى، التي نسخت الديمقراطية، التي هي من أصول الإسلام في أمر الحكم، إنما هي قوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) قد أمرت النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من يحكم المسلمين، وفق الشريعة، بأن يشاور من يشاء ممن حوله، ولكن له الحق، إذا عزم على امر، ان يتوكل على الله، ويمضيه، وإن خالف من شاورهم. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يشاور اصحابه، وكثيراً ما ينزل عند رأيهم، ولكنه يمكن ان يخالفهم، كما حدث في صلح الحديبية .. وتلك ايضاً كانت سيرة خلفائه، فقد خالف ابوبكر رضي الله عنه الناس، واصر على قتال مانعي الزكاة. فالشورى ليست ديمقراطية، وليست نظام حكم، وإنما هي آلية اتخاذ قرار. أما نظام الحكم في الشريعة الإسلامية، فهو نظام وصاية الفرد الرشيد على الجماعة.. وهو نظام غير ديمقراطي، لأن الخليفة فيه، يجمع في يده كل السلطات، ويمكن ان ينفذ حكمه، ولو خالفه كل الشعب!! ولئن ناسب ذلك النظام العرب، وهم يخرجون من ظلام الجاهلية في القرن السابع الميلادي، فهو لا يناسب الناس اليوم. ولهذا دعا الاستاذ محمود، لتحكيم قوله تعالى (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)، باعتباره نص دستوري، يمكن ان يشرع منه للديمقراطية، وذلك لأن رفع سيطرة الفرد لا يمكن ان يتم، إلا إذا شاركت الجماعة في حكم نفسها، وهذا لا يمكن إلا بالتمثيل النيابي، الذي تقوم عليه الديمقراطية. وليس صحيحاً أن الصحابة كانوا يختارون الخلفاء، كما قرر وقيع الله أعلاه دون علم. فلقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر للصلاة، ففهموا أنها اشارة الى تخليفه. وولى أبوبكر عمراً، قبل وفاته، وقال (وليت عليكم عمر بن الخطاب فاسمعوا واطيعوا)، وحدد عمر ستة، وحصر الخلافة فيهم. ولم يشارك جميع المسلمين، ولا اهل الامصار في كل ذلك، وإنما يوقعون البيعة، بعد ان يحدد الخليفة وفق التوصية، وليس وفق اختيار الناس.
ولوقيع الله إعجاب متردد بالديمقراطية، التي يمارسها الغرب، وهو لفرط جهله، يظن انه يمكن الجمع بينها وبين الشورى!! وقد سبق ان نبهنا الى ذلك التخبط، فجاء (وحين سأله المحاور بناءً على حديثه السابق “هل نحن محتاجون الى استيراد قيم سياسوية؟” اجاب بقوله “لا أعتقد .. من جانب آخر أعتقد ان دراسة وتمثل الموروث الشوري الاسلامي القديم وفهمه بنضج متقدم يكفي في حد ذاته” .. ولعله قبل ان يسجل الصحفي هذه الإجابة الواضحة التي فحواها أننا لا نحتاج لاستيراد الديمقراطية من الغرب، وإنما يجب ان نتمثل الشورى القديمة ونتفهمها، إذا بوقيع الله يفاجئه بقوله “لكن لا مانع من الاستزاده بالتجارب الديمقراطية العظيمة المتطورة في الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية وهذه البلاد تمارس فيها الديمقراطية ممارسة حقيقة حيّة وقوية وناضجة وشريفة”!! نحن هنا أمام جهل مزدوج جهل بالفرق بين الديمقراطية والشورى من ناحية، وجهل بتزييف الولايات المتحدة الامريكية للديمقراطية من ناحية اخرى. فوقيع الله يظن انه يمكن ان يطبق الشورى ثم يزيد عليها الديمقراطية الغربية في نفس الوقت)(الصحافة أكتوبر 2006م).
جهله بالرأسمالية وبالشيوعية
يقول وقيع الله (وهكذا ينسب محمود الإسلام برسالته الأولى إلى الرأسمالية، وهي نسبة غريبة بالطبع لأن نصوص الإسلام تهدر وتهدم وتحرم معظم دعائم الاقتصاد الرأسمالي، من ربا واحتكار واستعمار واستغلال للضعفاء. وكل ذلك مما لا يمكن أن يقوم النظام الرأسمالي بدونه، كما لا يمكن أن يقال إن الدولة المسلمة تقف عاجزة عن التدخل في السوق ولا تقوم بضبطه أو ترشيده عند الضرورة ….. وطبعاً فقصة الشيوعية منسوبة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر لا يستحق الرد)(الانتباهة 29/1/2013م). إن النظام الرأسمالي، هو النظام الذي يبيح ملكية وسائل، ومصادر الإنتاج، للفرد، أوالافراد القلائل في صورة شركة أو شراكة. والاحتكار، والربا، والاستغلال، تتبع كنتائج للنظام الرأسمالي، ولكنها ليست التي تميزه عن غيره، وإنما تميزه الملكية الفردية التي لا تقيد. وما دام النظام الاقتصادي، وفق الشريعة الإسلامية، لا يمنع الفرد من أن يملك المزرعة، التي يعمل بها العشرات، أو المصنع الذي يعمل فيه مئات العمال من الأجراء، ولا يطالبه إلا بنسبة ضئيلة من دخله، هي مقدار الزكاة، فإنه نظام رأسمالي، وإن كان ملطفاً بالدعوة الأخلاقية للصدقة، والبر، وعدم الاحتكار. ولهذا كان في مجتمع الصحابة، أهل الصفة، الذين يسكنون المسجد، ويعيشون على ما يتصدق به عليهم الميسورون.. وفيه الاثرياء، الذين يمولون الجيش، ومنهم من كان ذهبه يكسر بالفؤوس!! أما النبي صلى الله عليه وسلم، فكان لا يجمع المال، ولا يدخره حتى يبلغ نصاب الزكاة، وإنما كانت زكاته هي ان ينفق كل ما زاد عن حاجته الحاضرة .. وهو حين يفعل ذلك، غايته أن يشيع المال بين الجميع، فلا يكون بيد القلة دون الكثرة، ولذلك قال (كان الأشعريون إذا أملقوا أو كانوا على سفر وضعوا ما عندهم على ثوب واقتسموه بالسوية أولئك قوم هم مني وأنا منهم)، من هنا، جاء وصف الأستاذ محمود للنبي الكريم، بأنه عاش الشيوعية في قمتها، وهو ما استنكره وقيع الله، وقال عنه (… وطبعاً فقصة الشيوعية منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمرلا يستحق الرد)!! فهل يظن وقيع الله ان الشيوعية تعني الماركسية، وتعني الإلحاد، ولذلك لا يمكن ان ينسب النبي صلى الله عليه وسلم إليها؟! أوما علم ان الشيوعيين ظهروا قبل الماركسية، وكانوا مجموعة من العمال، المسيحيين، الفرنسيين، الذين يعيشون في تجمعات، ويتقاسمون بينهم كل ما يملكون، وقد أعجب بهم ماركس وسمى عليهم فكرته؟!
جهله بالقوامة وبحقوق المرأة
يقول وقيع الله (إن القوامة المشار إليها هنا لا تعني قوامة الرجل مطلق الرجل على كل النساء، وإنما هي قوامة الرجل على زوجته، وهي قوامة في نطاق الزوجية، ولو أرادت المرأة أن تفض هذه القوامة فما عليها إلا أن تفض علاقة الزوجية فتتحرر من تلك العلاقة… إن القوامة لا تعدو أن تكون رئاسة للأسرة لا يمكن أن تعطى للزوجة، ولا أن يشترك فيها الزوجان، وإنما يتولاها الزوج وحسب)(الانتباهة 30/1/2013م). هذا مبلغ علم وقيع الله، فما هو الحق في أمر القوامة؟؟ يقول تبارك وتعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) جاء في تفسير هذه الآية الكريمة ( “الرجال قوامون على النساء” أي الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت “بما فضل الله بعضهم على بعض” أي لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة ولذلك كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك الملك الاعظم لقوله صلى الله عليه وسلم “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” رواه البخاري، وكذا منصب القضاء “وبما أنفقوا من اموالهم” أي المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم في كتابه، وسنة نبيه، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه وله الفضل عليها والافضال فناسب أن يكون قيماً عليها .. قال الحسن البصري: جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو أن زوجها لطمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: القصاص. فانزل الله عز وجل “الرجال قوامون على النساء” فرجعت المرأة بغير قصاص. “واللاتي تخافون نشوزهن” أي النساء اللاتي تتخوفون أن ينشزن على ازواجهن، والنشوز هو الارتفاع، فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها التاركة لأمره المعرضة عن المنفعة له، فمتى ظهر منها أمارات النشوز فليعظها وليخوفها عقاب الله في عصيانه، فان الله قد أوجب حق الزوج عليها، وطاعته وحرم عليها معصيته، لما له عليها من الفضل والافضال. قوله “وأهجروهن في المضاجع” قال على بن طلحة عن ابن عباس: الهجر هو ألا يجامعها ويضاجعها على فراشها ويولها ظهره. وزاد آخرون منهم السدي والضحاك وعكرمة: ولا يكلمها ولا يحادثها. “واضربوهن” إذا لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران فلكم ان تضربوهن ضرباً غير مبرح)(تفسير ابن كثير ? الجزء الأول ص 491-492). وسئل الشيخ ابن تيمية: (هل يجب على المرأة أن تخدم زوجها؟ قال: وقيل وهو الصواب وجوب الخدمة فإن الزوج سيدها في كتاب الله وهي عانية عنده بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى العاني والعبد الخدمة)(ابن تيمية: فتاوي النساء ص 265). ولما كانت القوامة لا تتعلق فقط بالازواج وإنما كل الرجال قوامون على كل النساء كما جاء في صريح النص فقد حرمت المرأة في الشريعة من أي دور فعال في المجتمع. يقول أبو الأعلى المودودي، زعيم الجماعة الاسلامية في باكستان – رحمه الله – (“الرجال قوامون على النساء” “النساء 34” “لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة” رواه البخاري، هذان النصان يقطعان بأن المناصب الرئيسية في الدولة رئاسة كانت أو وزارة أو عضوية مجلس الشورى أو ادارة مختلف مصالح الحكومة لا تفوض الى النساء، وبناء على ذلك فإن مما يخالف النصوص الصريحة ان تنزل النساء تلك المنزلة في دستور الدولة الاسلامية أو ان يترك فيها مجال لذلك. وارتكاب تلك المخالفة لا يجوز البتة لدولة قد رضيت لنفسها التقيد بطاعة الله ورسوله)(أبو الأعلى المودودي ? تدوين الدستور الاسلامي ص 57). ومن حسن التوفيق، أن أحكام الشريعة في أمر المرأة ليست كلمة الدين الاخيرة، وان بعث الاسلام يقتضي تطويرها، على نحو ما جاء في كتاب تطوير شريعة الاحوال الشخصية، للاستاذ محمود محمد طه، فليراجعه القارئ الكريم.
أما بعد، فإن وقيع الله رجل جاهل، من أي النواحي اتيته .. فهو جاهل بالتاريخ، وجاهل بالشريعة التي يدعي الدفاع عنها، ويفترض ان يكون قد درسها بالجامعة الإسلامية، وجاهل بالمفاهيم الحديثة، كحقوق المرأة، والديمقراطية، والشيوعية .. وفوق ذلك، لا يتحلى بأي قيمة أخلاقية، ويكذب كما يتنفس!! ولو كان الأمر يتعلق به، ما استحق أن تهرق قطرة من مداد في الرد عليه. ولكننا قصدنا تصحيح التشويه، الذي ربما يكون قد أثر على بعض القراء الصادقين، الذين ما كان ليخطر ببالهم مبلغ الكذب والتحريف، الذي قد يتورط فيه وقيع الله. ولقد علق بعض القراء، بأن هدف وقيع الله، والطيب مصطفى، من هذه المقالات- وقد نجحا فيه- هو صرفنا عن النقد السياسي لحكومتهم، بالدخول معهم في جدل غير متكافئ، ولا ينتهي، لأنهم يكررون نفس اقاويلهم، ولا يعبأون بالردود.. وإني إذ اتفق مع أولئك القراء في ملاحظتهم الذكية، لا اوافقهم على نجاح وقيع الله والطيب مصطفى، في صرفنا عن نقد حكومتهم .. بل إننا بكشف مستوى ضحالة وقيع الله، إنما نؤكد ذلك النقد. فلو لا ان الحكومة فاشلة، وسيئة، وعاجزة، لما تقرب اليها أمثال وقيع الله وتسقطوا رضاها.. ولو لا ان الانتباهة صحيفة متهافتة، وبعيدة عن المهنية، لما نشرت له، وجل ما يكتب دون مستوى النشر. ورغم علمنا بعدم حياد الاخوان المسلمين، حمل الأخ علاء بشير، ردنا على وقيع الله الى المسؤولين في صحيفة الانتباهة، وقابل مدير التحرير، وطلب منه نشره عملاً بالعرف الصحفي المعروف بالحق في التعقيب.. ولكنه رفض ذلك، وتعذر بما يظهر ضآلة قامته، بإزاء حرية الصحافة. ولعل هذا الموقف، قد أوضح مفارقة هذه الجماعة، وكتابها، وصحفها، وحكومتها، بأبلغ مما فعلت هذه المقالات.
د. عمر القراي
[email][email protected][/email]
بعد التحية للكاتب, فلقد قرأت المقال سريعا كقراءة استطلاعية و وجدت أن الدكتور عمر القراي خفف من حدته في الاحتجاج باراء شيخه محمود طه بالرغم من أنه لم يتخلى عن ذلك الفكر و لكنه يحاول ان يكون اكثر اقناعا للقارئ .فقد استشهد بشكل واضح باقوال المفسرين و ءاراء بعض المعاصرين من امثال المودودي و عموما هذا أمر طيب . و لكن ما زال القراي يدس السم في العسلفهو مثلا:
1.اقتباس: فالشورى ليست ديمقراطية، وليست نظام حكم، وإنما هي آلية اتخاذ قرار. أما نظام الحكم في الشريعة الإسلامية، فهو نظام وصاية الفرد الرشيد على الجماعة.. وهو نظام غير ديمقراطي، لأن الخليفة فيه، يجمع في يده كل السلطات، ويمكن ان ينفذ حكمه، ولو خالفه كل الشعب!!
تعليق : من أين جاء القراي بنظرية “ان نظام الحكم في الشريعة الإسلامية، فهو نظام وصاية الفرد الرشيد على الجماعة” فهذا الرأي غير صحيح البتة فلقد ذم الله فرعون و قومه لانهم قبلوا وصايته عليهم قال تعالى “فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ”
و ورد في الحديث المرفوع: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجُوا ، قَالَ : وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ : أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي ؟ قَالَ : قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَقَالَ : اجْمَعُوا حَطَبًا ، ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ فَأَضْرَمَهَا فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَتَدْخُلُنَّهَا ، قَالَ : فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْهُمْ : إِنَّمَا فَرَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّارِ ، فَلَا تَعْجَلُوا حَتَّى تَلْقَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوها ، قَالَ : فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : ” لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ” .
و ليأتنا القراي بنص يدل على ذلك . أما افعال بعض الخلفاء من بعد الخلفاء الراشدين فهي ليست بحجة لأنهم خالفوا الكتاب و السنة
2.ما قام به ابوبكر الصديق رضي الله عنه في اصراره على قتال مانعي الزكاة بالرغم من معارضة بعض كبار الصحابة في بادئ الامر فقد كان خلافا فقهيا و لم يكن له علاقة بالشورى و نزول الصحابة عند رأيه في البداية ثم اقتناعهم قبل ان تتحرك الجنود لقتال المرتدين دليل واضح على ذلك و مما يدل على ذلك أن ابابكر قال ” و الله لاقاتلن من يفرق بين الصلاة و الزكاة” و قوله ” و الله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه” .مع العلم بانه لم يكن كل الصحابة او غالبتهم ضد رأيه في البداية و مع العلم أنهم ارتاجوا لرأي ابي بكر قبل الحرب و أيدوه فالامر ليس الا نقاش بناء و شورى رشيدة و لم يكن في الامر استبداد او شخصنة و انما هو الفقه في دين الله
و بالمناسبة حتى الديموقراطية التي يتشدق بها القراي في الدول المتقدمة اليوم, يحصل الكثير من الجدل في البرلمانات فيها و يحدث أن يؤثر شخص في قرار البرلمان كله كما ان تأثير اللوبيات في تلك البرلمانات و المال و الاعلام لا ينكره عاقل منصف فهل يعني ذلك انه لا توجد ديمقراطية؟
3. اقتباس : ولئن ناسب ذلك النظام العرب، وهم يخرجون من ظلام الجاهلية في القرن السابع الميلادي، فهو لا يناسب الناس اليوم. ولهذا دعا الاستاذ محمود، لتحكيم قوله تعالى (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)، باعتباره نص دستوري، يمكن ان يشرع منه للديمقراطية،
تعليق : اذا كنت يا عزيزي الدكتور فان هذا النص القرءاني الكريم لم يرد في الشأن السياسي بل ورد في شأن الدعوة الى الله و اذا قرأت الاية التي تليها و هي قوله تعالى ” الا من تولى و كفر ,فيعذبه الله العذاب الاكبر” اتضح الامر. و بالتالي فان الاستدلال بهذا النص علي أساس أنه نص دستوري خاطئ و هناك نصوص قراءانية في الشؤون الدستورية مثل قوله تعالى ” و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون”
4.اقتباس : وحدد عمر ستة، وحصر الخلافة فيهم. ولم يشارك جميع المسلمين، ولا اهل الامصار في كل ذلك، وإنما يوقعون البيعة، بعد ان يحدد الخليفة وفق التوصية، وليس وفق اختيار الناس.
تعليق : لقد كان من المتعذر في ذلك الوقت الحصول على موافقة او مبايعة كل الامصار فان ذلك كان يعني أن تبقى الامة شهورا في فراغ سلطوي.
و لقد راينا ما حدث عندما قتل عثمان ابن عفان من دون ان يولي احدا خليفى للمسلمين و من دون ان يفعل كما فعل عمر ابن الخطاب !!
يل صديقي ما أسهل التنظير و ما أصعب العمل
إذا بوقيع الله يفاجئه بقوله “لكن لا مانع من الاستزاده بالتجارب الديمقراطية العظيمة المتطورة في الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية وهذه البلاد تمارس فيها الديمقراطية ممارسة حقيقة حيّة وقوية وناضجة وشريفة”! إقتباس
هذا يدل على جهل وقيع الله والاحساس بالتقصير والبحث عن أدوات تجميل فى النهج الذى يؤمن به لذلك جعل دمقراطية الغرب زاد لى شورته يستذيد منها ما طاب له أو بالاحرى الحلال منها لان هذا ما يفهمه وقيع الله
شكرا د. عمر القراى وتأكد أن هذا الرد يدعم النقد الموجه لحكومة الدمار والخراب لا العكس
الخال الرئاسي فتح صحيفة غفلته للتكفيريين من امثال وقيع الله وبقية رهطهم لإضلال الشعب السوداني إفساد عقيدته ، فهؤلاء عندهم الخالق جل جلاله وعظم سلطانه في السماء والعياذ بالله منهم وأن الخالق يتنقل ويحل في الامكنة والعياذ بالله ، بعد الكيزان ما جوعوا الشعب هؤلاء التكفيريين حا يدخلوا كل من يواليهم الى جهنم وساءت مصيرا، فأنتبهوا ايها المسلمين وتمسكوا بعقيدة الدين الصحيح بتنزيه الخالق عن الأمكنة والحلول والإتحاد والجلوس على العرش وتشبيه الخالق بالمخلوق كما يزعمون.
اللهم اهلك الكيزان والوهابية والتكفيريين ومن والاهم.
قال فكر جمهوري….. ديل ما زمان انتهو…. دي من سلبيات الشكبه العنكبوتية كل من هب ودب داير يكتب ويعمل فيها كاتب أو سياسي معارض.. هدانا الله وإياكم
أستاذنا المحترم عمر القراي ، لا أستمتع بشئ كما أستمتع بما يجريه قلمك من فكر مستنير ، نفعنا الله وإياهم بعلمك – إن كاموا منتفعين – وجزاك الله كل خير عن أمة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل الله سنته سنتنا ، وطريقه طريقنا…
سلام علي رجل السلام الاستاذ عمر, الرجاء الاكتفاء بذلك في الرد علي ذلك المعقد نفسيا , فانت تعرف انه ليس بقريع للفكرة الجمهورية ولا فكر له ولا منطق . بالله يا استاذ لقراي لم لا تبداَ سلسلة من الكتابات عن الوضع السلوكي او الاخلاقي الراهن والبعد عن السنَّة , ورجاءا من غير تعيين اي جهة عشان ما يطلع لينا واحد تاني ياخد وقتك ووقتنا ويرفع ضغطنا ساكت.
يا المعجبين بالفكر الجمهوري ممكن باختصار شديد تنورونا عن صلاة الأصالة ومن غير لف ودوران وكوز و البطيخ الكتير .. وما تقولي أمشي اقرأ أريد ايجاز شديد .. زي ما أنا ممكن أوجز لكم الصلاة التي فرضت علي سيدنا محمد خسمها الفروض وسننها . وكيفية ادائها و الخشوع فيها .. أين تقع صلاة الأصالة في ألسنة النبوية وهل هناك حديث عنها وهل تنخرط دخل حديث الرسول صولات الله عليه القائل ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” .. أرجو أن يكون الرد واضح ومن غير مهاتارت لأن الموضوع المرة دي ما البشير والمحكمة الدولية الموضوع الله الذي يعلم السر واخفي وعبادته والمحكمة الربانية التي كل من علي هذه الأرض ماحكم فيها …
بعيداً عن خفة/هشاشة نقد وقيع الله وعبد السميع حيدر ودوافعه السياسوية.. الفكرة الجمهورية محتاجة فعلاً للنقد والمراجعة المنتجة:
1. بعيدا عن طبيعة نقد وقيع الله للفكرة الجهورية أو نقد عبد السميع حيدر وخفته الفكرية , علاوة على دوافعه “السياسوية” (عبد السميع كان يدعي التخصص في نقد الفكر الجمهوري وكان مرجعا للكيزان عندما يحتاجون “لشتم” الجمهوريين وزعيهم الأستاذ.. صار طبيبا للأسنان فيما بعد بعطبرة ولا أدري إن كان قد ترك الشغلة نهائياً!!).. بعيداً عن وقيع الله وعبد السميع.. الفكرة الجهورية تحتاج فعلا للنقد والمراجعة الفكرية النزيهة والصارمة و المنتجة باعتبارها واحدة من أهم محاولات تحديث وعصرنة الإسلام في التاريخ الحديث !
2. الجاذب في الفكر الجمهوري, من حيث هو فكر محض, كان ? في رأي- هو الحدثنة والرؤية التحديثية للإسلام بما يستوعب القيم العصرية كالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وضرورة استيعاب الدور الفاعل والإنساني للمرأة في المجتمعات المعاصرة. موضوع “التجربة الصوفية الروحية العرفانية العميقة للأستاذ ” على مركزيته في الفكرة , ليس هو الذي ظل يجذب النخب السودانية وغير السودانية للفكرة الجمهورية ولمنشئها الأستاذ محمود( الذين قرؤوا نصر حامد أبوزيد بعمق يدركون أنه لا شك قد تأثر أو تناص بطريقة أو بأخرى مع فكر الأستاذ ? خاصة أنه كان يدرس في جامعة القاهرة الفرع, ومن المؤكد اطلع على أفكار الأستاذ محمود.. بل ربما كان ذلك مدخله العميق لابن عربي) !!
3. يجب أن يكون مدخل نقد الفكرة الجمهورية هو السؤال “إلى أي مدى استطاعت الفكرة أن تقدم رؤية حديثة ومعاصرة للإسلام ؟؟ والى أي مدى هذه الرؤية متماسكة ؟؟
4. في تقديري, أن النقد المنتج الذي يمكن أن يقدم إلى الفكرة الجمهورية , هو فحص ما إذا كانت تقوم على “فرضيات جوانية” ( inherent/built-in assumptions/beliefs/hypotheses ) غير صحيحة.. وهذا هو أخطر أمراض وعيوب الأفكار والنظريات الكبيرة أو “القصص والسرود الكبيرة”( grand narratives) إذا استلفنا بعض أهم مصطلحات ما بعد الحداثة !!
5. ومن أكبر هذه الفرضيات “الجوانية” غير الصحيحة , في تقويمي, هو “افتراض الفكرة الجهورية والجمهوريين أنه لا يمكن إيجاد أي تأويل حديث للإسلام والشريعة إلا في إطار الفكرة الجهورية وثنائياتها الشهيرة (نصيا: أصول-فروع, تفسير-تأويل) (ثيولوجياً: رسالة أولى ? رسالة ثانية), (وعرفانيا ثنائية:التقليد-الأصالة), وغيرها من الداكوتيميهات / Dichotomies . ومن هذه الفرضيات الجوانية أيضا ” اعتبار الجمهوريين أن كل من ينقد الفكرة الجمهورية هو بالضرورة, لم يفهمها جيداً أو هو لا شك جاهل بها وبأصولها العميقة” ؟؟!!
6. لدى معاينة الأفكار التحديثية للإسلام ما قبل الفكرة الجمهورية وما بعدها, يتضح أنه من الممكن إيجاد قراءات حديثة أخرى للاسلام , لم توليها الفكرة الجمهورية أية اعتبار أو افترضت “جوانيا”, بحكم بنيتها ذاتها, أنها غير موجودة أو غير ممكنة .. كشأن كل “القصص الكبيرة grand narratives” !!
7. وفي إطار التحرر من هذه الثنائيات يمكن للجمهوريين , تفعيل علوم النص ودراسة الخطاب التي ترى أن النص يظل قابلاً باستمرار للتأويل وإعادة التأويل .. للقراءة وإعادة القراءة.. إذ أن المعنى وعملية “إنتاج المعنى” تعد من أعقد العمليات الإنسانية , على الطلاق !!
8. فعند قراءة كتاب لشيخ تدريبه كان سلفيا في الأساس مثل محمد شحرور ( نحو أصول جديدة للفقه الاسلامي) نرى محاولات مدهشة لتأويل حديث حتى “للحدود” (التي لم يتطرق لها الجمهوريون بأية قراءة حديثة ) .. فهذا الشيخ يرى أنه من الممكن تحويل جميع العقوبات الإسلامية إلى تعازير واستبدالها جميعا مثلا (بالسجن/الغرامة) !! وكذلك هنالك قراءة حديثة رائعة لنظرية العقوبات نفسها في الإسلام وردت في كتاب الصادق المهدي (العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي 1987) ومحاولات قراءة حديثة لدور المرأة من داخل بنية الشريعة نفسها وخارج إطار الثنائيات الجمهورية !!
بارك الله فيك يا ودالحاجة، الغيبة طالت ولكن شايفك لسه بالمرصاد.
د. القراي نفسه يخلط في مفهوم الديمقراطية، فهناك فرق بين إستخدام الديمقراطية كـ”أداة” وفي هذه الحالة لن تتعارض مع المنهج الاسلامي في تحقيق الشورى، وبين إستخدام الديمقراطية كـ “منهج” يتم نقله كما هو من الغرب لتطبيقه حيث أنه في هذه الحالة سيتعارض مع قواعد اساسية في الاسلام أبسطها ان الديمقراطية تقول بأن الحاكمية المطلقة للشعب بينما الاسلام يعطي الحاكمية للشعب بأمر من الله (كخليفة في الارض) على أن لا يكون في ممارسة هذه الحاكمية هذه مخالفة أو معصية لما أمرنا به الخالق.
وإذا فهم د. القراي الفرق بين الحالتين سيفهم لماذا يمكن قبول قول القائل بأن الديمقراطية قد لا تتعارض مع الاسلام.
أما الدفاع عن أفكار محمود محمد طه في العقيدة والموجودة بكتبه فلا أعتقد أن د. القراي أو حتى كل الجمهوريين لو أجتمعوا سوياً سيستطيعوا تبرير بعض أقوال محمود الكفرية الموجودة بكتبه. وكما قلت سابقاً أن لمحمود أفكار سياسية جيدة ولكن معظم المنتقدين له ينتقدون أقواله في العقيدة التي تعتبر في ظاهرها كفرية وقد ذهب محمود لربه وهو أدرى به وبحسابه.
جهل الكيزان أو وقيع الله لن يبرر قبول أفكار محمود أو الجمهوريين. فلا تخلطوا السم في الدسم يا معلقي الراكوبة، وأعتقد أن تعليق الأخ (جبكسين) هو أختصار لكل هذه الهرجلة!!
نرجو ان يتواصل الحوار حتى يتأكد للناس ان الاسلام لا مستقبل له فى ظل أمثال وقيع الله.
الانتباهةهي صحيفه الاقليه هدفهاهو تنبه الناس لاشياء غير مهمه حتي لا ينتبه الناس للاشياء المهمه والخاطئهالتي يقوم بهاجماعه الانقاذ
يكفي عملاق الفكر العالمي الاستاذ محمود الاتي :
(( اولا )) ان كل نبواته تحققت ومنها حكم الكيزان حتي عرفهم العالم علي حقيقتهم ثم خواءهم الفكري وعجزهم عن اداره الدوله بشريعه يدعوها وهم اول مخالف لها.
((ثانيا)) قوله يجب علي العرب والفلسطينيون بقبول دولتين والتعايش السلمي بينهما في ستينيات القرن الماضي حيث رفضها الجميع واليوم يبحث عنها الجميع
((ثالثا))لقد ولد هؤلاءومن داخل كتاب الله لطائف الحكم والتي لو وجدها غير السودانين لحكموا بها العالم
((رابعا))ان اخلاق هؤلاء وقيمهم لاتوجد الا في عهد الصحابه وهكذا فالغايه النبيله لاتاتي الا بالوسيله النبيله ومن اخلاقهم تدرك منبعهم
((خامسا)) حريه الفكروالتصالح مع النفس والصفح والتسامح والادب في الدعوه بلسان الحال قبل المقال
((سادسا )) مانعايشه اليوم من فشل ذريع لكل الحركات الاسلاميه التي في الحكم والتي تحاول له بالسلاح يوضح ضحاله مايحملونه من فكر.
((سابعا))موقف الاستاذ العظيم وفكره العظيم الذي لم يتراجع عنه قيد انمله امام المشانق بابتسامه ساخره يدل علي التوازن الجسدي والفكري والروحي وانصهار هذا الثلاثي في بوتقه الرضاء عن النفس
((ثامنا)) ان اخذنا بكل الاديان او تركناها جانبا واخذنا بانسانيه الانسان لم نجد اجمل مايقدمه الفكر الجمهوري للبشريه.
((تاسعا)) سوف يكون هذا الفكر هو الرائد في قياده البشريه في قادم الايام شئنا ام ابينا
((عاشرا))عندما قال الله جا في علاه(( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون )) ان قمه ما انزل الله هو العدل فكل متفق عليه يقود الي العدل فهو من عند الله .
(( حادي عشر )) كل غريب ياتي علي الناس تشمئذ منه وهكذا هذا الدين في بداياته ولكن بالتريث والتامل والتفكر والتحرر نجد الحكمه فالحكمه ضاله المؤمن انا وجدها اغتنمها .
دا الكلام زاتو المطفش منكم الشعب …
طول ماعندكم خرافات زي دي ومتبعين اللي اسموا محمود ماحتجد المعارضة شعبية
أي فكر؟ لم اشمت في موت القذافي مجندلا ولكن قلت كيف لمن كانت هذه نهايته قاد بلاد وساد عباد. وانظر كيف انتهى محمود محمد طه مشنوقا وقبره مجهول لم يزود عنه فكره ولا انصاره..يا انتم وياانتم ماذا افدتم البلاد والعباد في السودان.
السلام عليكم
من رحمة الله علينا ان ترك لنا طريقة اختيار الحاكم. حسب علمى لم يحدد الشرع طريقه معيه نتبعها لاختيار الحاكم, ولكنه الزم من يصير حاكما بأن يحكم بما انزل الله وبأن تكون هنالك شورى. وهنالك نقطه مهمه جدا, وهى الآن سبب المشاكل فى مصر وتونس وليبيا والدول التى دخلت فيها الديمقراطيه حديثا, وهى انهم لا يعطون الحاكم حق (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) هذا امر مهم جدا لابد ان تكون للحاكم كلمتة الاخيره ورأيه وفق ما يراه من منصبه لانه بحكم هذا المنصب يرى ما لاراه الآخرون. فالمفروض ان تنتهى الديمقراطيه بإختيار الرئيس وتبدأ بعدها الشورى وتنتهى الىى العزم والتوكل على الله.
د. القراي كفيت ووفيت امابخصوص خريجي الشعيرية والغسيل والنفاس انهم وما عارف اية دعك منهم انهم طرش وعمي ومكابون ويكفي انه اسمة وقيع الله اسم علي مسمي رحمة الله شهيد الفكر الاستاز حلاج السودان محمود محمد طة
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا دكتور القراي على المقالات الضافية ولكن حين يتحدث امثال وقيع الله وترد انت
نستفيد نحن القراء
ان مستوى وقيع الله في الفكر والرؤية والتدبير يصدقه الواقع اليوم من تخبط في عمل الشي
اليوم وعمل عكسه في اليوم الدي يليه
هو الفشل في كل شي هو الفساد هو حب السلطة والمال والمحسوبية
الفكر الجمهوري يأمرنا بعمل النبي في خاصة نفسه وما أعظمه من عمل وما أعظمها من أخلاق
يكتسبها الفرد المسلم بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
محمود عاش هدا المبدا ومات عليه
محمود عاش فقيرا وهو كان من أول المتعلمين وأول السياسيين
كان كل همه أن يعيش فكره ويبشر به
شكرا دكتور القراي
محمود محمد طه أول نبي اسود فرض نفسه على اله الأديان المختبئ في السموات , أول نبي وقف في وجه الموت عندما هرب كل الأنبياء واختبئوا خوفا ورعبا , كان آخر الأنبياء الحقيقيين ولدت في ارض السودان أصيلا شجاعا مفكرا فيلسوفا من دمنا ولحمنا وستظل شعلة من لهب تدمي عقول القتلة والإرهاب الإسلامي حتى انهيارهم الأبدي
في قصيدة الأخ العوض مصطفى لروح بطل الحرية الاستاذ محمود
كان الحبل الملتف على رقبتك الشامخة الرأس هو
الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق الوطن المقتول
ليس بعيداً كل قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت
ووجوههم متفحمة خجلاً وصغاراً
وثباتك مثل الخنجر بين اضالعهم
فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقاً وتحرر
ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل
انت الأغلى ، والأعلى ، والانبل
كنا ندرك انك تفدي الوطن الأجمل
فلتكن القربان اذن حتى يتطهر وجه الارض
وينخسئ البهتان
ولكن كما قال السيد جيفارا من قبل
ما يؤلم الانسان هو أن يموت علي يد من يقاتل من أجلهم….تكبرو وتفهمو ان شاء الله