هروب الأفيال

استيقظت الغابة في ذاك الصباح وهي مذعورة فقد غادرت قبيلة الأفيال الغابة سوى فيلاً هزيلاً مريضاً أرادوا أن يجعلوه عضواً لهم في برلمان الغابة. ذهب الثعلب إلى الأسد في عرينه فوجده متجهماً .. لم يستطع أن يفاتحه في الأمر الجلل، ورأى أن يعود له مرة أخرى .. وعندما عاد الثعلب مرة أخرى وجد الأسد على هيئته تلك المتجهمة ..تنحنح ولعب بذيله يمنة ويسرة وقال له بلهجة لينة … مولاي الأسد .. هل سمعت بالهجرة الجماعية للأفيال .. نظر إليه الأسد ملياً .. حينها ابتعد الثعلب قليلاً محتفظاً بمسافة تبعده عن مرمى ضربات الأسد .. نطق الأسد، وقال له وهو يكز على أسنانه : أنت أول مسؤول عن ذلك. قال الثعلب: يا مولاي الأسد شعرنا بهذا التحرك منذ شهور ولكننا لم نكن نعرف ساعة الصفر .. خاطبه الأسد متهكماً: كنتم تعرفون ماذا إذن؟ .. دقيقة الصفر .. هذا نتيجة أن تستعين بحيوان غير مناسب في المكان غير المناسب، ربما إذا كنا وضعنا الذئب في هذه الوظيفة لكان خيراً منك.. اذهب الآن اذهب قبل أن أبطش بك وأجعلك جثة هامدة. دعا الأسد لاجتماع طارئ حضره الثعالبة والذئاب والنمور. وتم اختيار النمر ليكون رئيساً للمخابرات بدلاً عن الثعلب. زمجر الأسد ففهم المجتمعون مقصده وصفقوا له طويلاً ورفعوا أذنابهم مؤيدين كل القرارات المصيرية التي خطها الأسد بكفيه .. خرج الأسد وهو يضمر شراً مستطيراً (هذا ما رآه الثعلب الماكر). قيل إن الأفيال خرجت لعدم وجود حريات .. فالغابة يسودها الظلم والفساد.. غابة سيطر عليها البوم وأكل أموالها الذئاب .. ولعبت فيها الثعالب بالأموال .. مضى عام فإذا بالأفيال تهز الأرض هزاً .. كانت ليلة عصيبة .. عادت الأفيال صاغرة .. استيقظ الأسد على صيحات مستشاره الثعلب الذي كاد يطير من الفرح .. اجتمع الأسد في ليلته تلك بالأفيال وتحدث إليهم ولاطفهم .. وقال لهم: لن تجدوا ظلماً مثل ظلمنا هذا … فنحن نظلم لنعدل .. ونصادر الحريات ونتكرم بها عند الضرورة .. فنحن أيتها الأفيال أجمل من ظلم.
[email][email protected][/email]