أضاعها الفلسطينيون والعرب ولن يعيدها برلمان الطيب مصطفي ..!

جاء الرجل المغفل الذي أودع عند جاره التاجر الجشع مبلغا من المال..أراد أن يستعيده منه كحق مستحق .. فقال له التاجر.. المبلغ الموجودعندي حاليا في حدود التسعين في المائة..إما أن تأخذه هكذا أو تراجعني غدا لأكمله لك ..ففضل صاحب المال العودةغدا .. ولكنه ظل لعدة أيام يراجع صاحبه يومياً والمبلغ يتضاءل نسبيا وهو لسذاجته ظل منتظرا من ذلك اللص إكماله غدا..الى أن أضطر الرجل للقبول بعشرة في المائة من ماله خشية أن يفقده كله في مراوحته إنتظارا للغد الذي لم ولن يأتي له بالخير !
وهكذا حال الإخوة الفلسطينين ..رفضوا كل عروض التسويات التي كانت ستعطيهم وطنا بمساحة واسعة منذ يوم النكبة ومرورا بحدود سبعة وستين وثلاثة وسبعين.. الى أن رضخوا لتسوية أوسلو التي أعطتهم غزة واريحا ومقراً لسلطتهم في رام الله..مالبثوا أن شقوها الى حكومتين ..ففتح والعلمانيون يريدون ديمقراطية على نمط شفافية فلاديمير بوتين العرجاء ..وحماس كسبت الإنتخابات وتريدها سلما للصعود الى سدة التمكين ومن ثم رميه في وجوه الناخبين إعلانا لحكم الله على طريقتهم الإخوانية.. ففقد الإثنان وحدة كومة التراب التي جمعوها مغموسة بالدم والدموع ..فشيدوا بها قلعة فساد فتح ومن شايعوها أوإنشقت بها ترعة سقيا الغلابة من سراب أحلام التنظيم الإخواني الحمساوي ..وانفلت عيار العداء بين الفريقين أكثرمما هو بينهما مجتمعين وبين اسرائيل التي استغلت شقاقهم لزيادة تعنتها مستقوية بضعف العرب والدعم الأمريكي اللا محدود !
بينما جاء الربيع العربي وبالا على الفلسطينين وتراجعت قضيتهم الى البنودالخلفية في قمم الكلام و الشجار ..فانشغل عنهم زعماء العرب بأنفسهم أوبالأحرى بكراسيهم المهتزة ..فسحبوا بساط الدلال عن أقدامهم التي كانت تخطر في كل الإتجاهات آمرةً بما يروق لهم من العطايا التي اعتبرها الفلسطنيون مجاهرين بنبرة التعالي والصلف كحق دون سداده اللعنة والوصف بالتأمروالخيانة التي تستوجب الموت..وليس كمنحة يشكرون من يسديها لهم إقتطاعا من لقمة شعبة الذي قد يكون جائعا أحيانا مؤثراً القضية الضائعة بيد أهلها على نفسه وكم له من القضايا و العسر !
وهاهي القدس آخر أدوات استجلاب العواطف الإسلامية والعربية تدخل برمتها في جراب الدولة اليهودية في عهد ترامب الذي أوفى بأخلاق عطاء من لا يملك لمن لا يستحق وعداً إنتخابيا للوبي الصهيوني الذي نصره على المدام كلينتون !
فما الذي فعله العرب وماذا سيفعلون غير الإستنكاربهمهمة خائفة تخرج كأصوات الضفادع التي في فمها ماء !
وبرلمان ابراهيم أحمدعمر ..والطيب مصطفى ليس مهموما بحال الشارع السوداني الذي طفح الدم من إحتلال الإنقاذ لكل ممرات الهواء في وطننا السليب ..ولكن جماعة ذلك المجلس النائم على مسامعه يتباكون كالنائحة المستأجرة على حال القدس بمدامع عيون حماس التي يختبي قادتها خلف شعارات الجهاد كجعجعة بلا طحين يُرى .. ويدفعون بالطيور الزغب لتنتاشها بندقية اسرائيل وهي عدوعنيد لايتوقع أن تبادلهم قذف الحجارة بارسال اكاليل الزهور.. فيسقط في يوم أمس فقط إثنان وخمسون شابا وشابة ..ولم يملك رئيس دولتهم المغوار محمودعباس غير إعلان الحداد ووصف سفارةأمريكا في القدس كحالة استيطانية ..عداه العيب.. فهو..وإن كان صاحب الجلد والرأس في القضية فلم يفعل أكثر مما فعله بقية العرب الذين ملوا سماع الحكاية .. ونفضوها خلف ركضهم لنيل رضاء أمريكا الذي لن يتأتى إلاعبر مهادنة الدلوعة اسرائيل شاء من شاء ومن أبى فليشرب من البحر الميت ..أو أن باب الخُلُع عن مُلكه سيخرج كل من لا يبرك بالطاعة من الجمال المحملة بقراب النفطة في مناخ الإستسلام للواقع الجديد الذي يفرضه منطق القوة.. لا قوة المنطق ..!
مافي تشريح اكتر من كدة بس من أعمالهم الله كيف يرون الحقيقة
مافي تشريح اكتر من كدة بس من أعمالهم الله كيف يرون الحقيقة