مفارقات رمضانية عجيبة .!

ما أن يحل علينا شهر رمضان المبارك وتري كل الناس بجميع شرائحهم اﻹجتماعية الفقراء قبل اﻷغنياء واﻷغنياء قبل الفقراء يفكرون فقط وفي عملية تنافسية محمومة ومحفوفة بالممكن والما ممكن في ” تظبيط ” أكﻼتهم وتجويد مستوي معيشتهم ” اﻷكلي ” وملئ جيوبهم المرئية والخفية وجزﻻناتهم الفوقية والتحتية بكل أنواع العملة السودانية وربما اﻷجنبية الصعبة لشراء ما لذ وطاب من كل أنواع وأصناف اﻷطعمة المحلية والمستوردة والقومية والبلدية والمشروبات الباردة جدا والباردة إلي حد ما والساخنة والبين بين والمعبئة في العلب التي تحتاج إلي عملية فك وتركيب وتحليل مائي في بلد ” التحلل ” حتي يمتعوا أنفسهم أكﻼ وشربا .!
والبعض من الناس من شدة حرصهم علي طيب اﻷكل ولذيذ الشرب وحلوه يضعون له ميزانية خاصة وسرية للغاية قبل حلول الشهر المعظم بشهور وشهور، والبعض اﻷخر من بداية شهر شعبان يخزن زاده في البيت كالدقيق والسكر والذرة … ويضعه خلف قضبان الطبل الحديدي ويفرض له حصار أممي صارم إلي حين حلول الشهر الكريم وبزوغ أمسية هﻼله المباركة،ومن العجائب والغرائب تجد بعض المهمومين والمحيرين أنفسهم بمصاريف رمضان والنادمين علي عدم إدخار المصاريف في الشهور واﻻيام التي سبقته، وفي أيامه المباركات يكلف بعض الناس أنفسهم وميزانيتهم المحطمة المقعدة ” المكلفتة ” أصﻼ تكليف التكليف بالديون والسلفيات بشراء مواد غذائية ﻻ قبل لهم بها ويبالغون في شراء ما يريدون وما ﻻ يريدون وما يظنون أنهم يريدون أو يحتاجون في كل ما تتعلق به قلوبهم من السوق الذي كان يسمي باﻷسود واﻵن أصبح كجبال الهمﻼيا ﻻ يستطيع صعوده إﻻ من كان مستعدا له وإﻻ شعر بإرهاق اﻹرهاق في رحلة صعوده فارضين بذلك علي الميزانية أعباء إضافية من غير جدوي وسبب ومن عند أنفسهم ودون أن يكلفهم أحد بذلك وهنا ” للبوبار ” اﻹجتماعي والرياء ” الشوفوني ” كﻼم وكﻼم، وﻻ أدري حقيقة لماذا أصبح شهر رمضان المبارك من دون الشهور اﻷخري للبعض موسما وشهرا لﻸكل والشبع وما بعد الشبع ” التضايق البطني ” وتتخيمه ” تتخيما اللهم إلا يريدون التشبه بالمؤتمر الوطنيين ” ومن ثم الغوص في نوم النوم وليس شهر للذكر الحكيم وتﻼوة القرآن الكريم والعبادة التي يتضاعف أجرها بأضعاف وأضعاف والتراحم المحمود بين الناس وتذكر حال الفقراء المساكين الجائعين المجوعين المعدمين واﻹحساس و ” التحسس ” بأحوالهم وأهوالهم الجوعية العطشية في شهور السنة اﻷخري ال .”11″
ومما ﻻ شك فيه أن ما يتم جمعه من الصائمين ” المفرطين ” في جمع الجمع بالتأكيد ﻻ يأكل كله بل يذهب جزءا كبيرا منه كفائض غير مرغوب في وجوده بالبيت ﻻ يستفاد منه أحد إلي الشارع أو يرمي ويلقي أمام البيوت في بلد مصنف عالميا كأفقر فقراء بﻼد الدنيا وهذا هو اﻹسراف والتبذير بعينه إضافة إلي أن ذلك يظهر شهر رمضان وكأنه شهر لﻸكل والتبذير .
والمعروف أن المقصد اﻷول للصيام التقوي لقوله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” وليس لعلكم تأكلون حتي تشبعون ثم تأكلون حتي تشبعون وحتي تنومون شبعا إلي أن ينتهي الشهر الفضيل .
وبمناسبة النوم هناك نوع أخر من الناس غريب جدا وعجيب أمره وأعجب طريقته ﻹستقبال شهر الخير واﻹيمان يجعلون ليلهم نهارا بالسهر والتعب والسمر ولعب الكوشتينة ليﻼ ويجعلون نهارهم كله خالصا ومكرسا فقط للنوم بكل درجاته وبكل أنواع تقلباته ورقداته اليمينية واليسارية والبطنية التي يقوم به النائم إراديا أو ﻻ إراديا أثناء نومه، وبل البعض ولعا في النوم النهار الرمضاني يوقت إجازته السنوية ويأخذها مع حلول شهر رمضان المعظم حتي يعرف معني وطعم النوم من نوم نومه، وربما البعض يندهش من نوم بعض الصائمينن الذين تمتد فترات نومهم دون إنقطاع أو ” بريك ” من بعد السحور إلي أذان المغرب … وإن لم ” ييقظهم ” أحد أو نغمة موبايﻼتهم ” المضبوطة ” مع ساعة اﻹفطار ربما واصلوا في نومهم إلي لحظة حلول ” سحور ” اليوم التالي غير مبالين بسلوكهم الذي يضحك منه حتي النوم ذاته .!!
وكل هذه اﻻمور مجتمعة تفقد الشهر المعظم روحه الجليلة ومقاصده الحميدة وأهداف وغايات فرضه النبيلة .
وغير بعيد عن الواقع المواطني المذهل تتنافس كل القنوات الفضائية العالمية والمحلية في جذب أكبر كمية ممكنة من المشاهدين وتقدم لهم بعضها برامج هادفة ومفيدة ومقبولة تناسب المناسبة العظيمة وبعضها اﻷخر تقدم مسلسﻼت وأغاني سخيفة وعديمة و ” هايفة ” وهابطة الهابطة وﻻ عﻼقة لها بالمناسبة الكريمة من أي زاوية ومن أي ناحية تستغرب بأنها برامج رمضانية هذا طبعا بعد أن تعد القنوات المشاهدين ببرامج وأعمال غير مسبوقة وحصرية لها وفي النهاية يجد المشاهد برامج أردأ وأسوأ من السنة أو السنين السابقة!.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..