جدوى “التشكيل الوزاري” ..!

نبض المجالس

هل كان من الاجدى للحكومة ان تعيد تحريك قطع “الشطرنج” من موقع لاخر ؟..ام ان الاجدى هو ان تقلب الحكومة “الطاولة” راسا على عقب ومن ثم اعادة قراءة الملعب من جديد وفق رؤية ومنهج مغاير تعلي فيه الدولة قيمة المضمون والمعني وليس الشكل والمحاصصة بمثل ما جرى الان عبر التشكيل الوزاري والذي ربما لا رجاء منه في تفكيك تعقيدات الاقتصاد السوداني وتسريح صفوفه الممتدة والمتطاولة خلف كل خدمة ضرورية ومطلوبة .
كثيرون يظنون ان الحكومة بامكانها اتخاذ افضل القرارات والخيارات من فكرة تغيير “الطاقم الحاكم” ان كانت فعلا هذه الحكومة تبحث عن تغيير او اصلاح حقيقي في مكونات الدولة التي اضحت وكانها معطوبة او عاجزة على انتاج البدائل “الناعمة” بدلا من انتاج القرارات والسياسات التي تدفع بالازمة الاقتصادية الى مزيد من الرهق والضغوط.
بالطبع لن يكون من بين هؤلاء اللاعبين الجدد في الملعب الحكومي من يحمل بين يديه عصا موسى كما ليس بينهم عبقري او قائد ملهم لياتي بعبقرية جديدة , لكن في واقع الحال لن يتجاوز هذا “التشكيل” الجديد كونه مجرد ادوار مرسومة بمساراتها وسقوفاتها المحددة والممنهجة فلا فرصة اذن لكل من يحاول ان يغرد (خارج سربه) .
كنا نظن ان هذه الحكومة ادركت تماما مكمن الازمة التي تعانيها وحددت تماما مواقع الفشل والقصور وادركت كذلك جذور المشكلة والاختلالات ليس على المستوى الاقتصادي فحسب وانما في كل مكونات واجهزة الدولة وبالتالي فهى مطالبة بتحديد “الوصفة العلاجية” لكل هذه الاعطاب وفق معايير واشتراطات دقيقة قائمة اساسا على معايير الكفاءة والامانة والاهلية بعيدا عن اي معايير اخرى , لكن يبدو ان الحكومة ربما ركبت سكة هذه المعايير الاخرى عبر تشكيلاتها الوزارية فطاشت سهامها على ما يبدو لان الازمة الاقتصادية لازالت في قبضتها على رقاب المواطنين , تبدلت الرموز والشخوص وظلت ذات “القوالب القديمة” هى التي تتشكل عبرها السياسات والقرارات الحكومية
فالاجدى والانفع للدولة وللحكومة معا هو انتهاج سكة البحث عن سياسات ومنهاج وافكار واصلاحات حقيقية يتحسسها المواطن ويجني ثمارها في معاشه وصحته وتعليمه وخدماته , فكان من المامول ان يكون الاصلاح الاقتصادي هو محور هذه التشكيلات الوزارية.

الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..