فى المشي الكدارى فاز الكبار وسقط الشباب

الأجواء ساخنة والجيوب فارغة والعقول منهكة، والكلاب ناقصة متنقصة فى البلد،والبيوت من النمل خالية والقطط من بيوت الناس مغادرة إلا من بيوت القطط السمان لو كان لها طريقة لدخولها،والناس ساخرة من حالها والحال ساخر من حالها،والمواطن يعاني والمعناة تعانى من معناة المواطن والوضع المعيشي تعيس والتعاسة من الوضع المعيشي تعيسة والغلاء فى كل شيء وكل شيء فى الغلاء.
البنزين ينعدم، والطوابير فى الطلمبات قصص وحكاوي لم تحكيها حتى الحبوبات لو كن يواصلن سرد قصصهن اليوم كما كن ،وتسعيرة المواصلات ترتفع بجنون الجنون ومع إرتفاعها تنعدم المواصلات مهما إرتعت وزادت التسعيرة.
والمواطن كحل من عند نفسه ﻷزمة المواصلات يختبر قوته (القدمية) بفشل ويحاول أن يقطع أميال وأميال (كداري) ويشعر بالفتر والتعب ويلاحظ أن (قدماه) غير قادرتين لحمله وحمل ما يحمل من (سبت الخضار) المتواضع جدا، ويلوم نفسه لعجزه ونفسه تلومه لعجزه عن (غذائها) لجهله وعدم إدراكه ولعدم علمه المسبق وعمله لمجيء أيام عصيبة وصعبة للسودان تلوم فيها النفس النفس والأعضاء الأعضاء.
وقد لاحظت العديد من الناس الجالسة هنا وهناك لعدم قدرتها لقطع المشوار (one go)
والغريب أن الأكثر تعبا وزهجا من (الكداري) من ولدوا فى عهد الإنقاذ وهم يمتازون بصعف البنية ونحافة الأجسام وهشاشة العظام،فناس الأجيال الأخرى مشاء الله عليهم لهم قدرة رهيبة على المشي ومقدرة عجيبة فى (الخطوة) وخاصة جيل الستينات تقول عنهم إذ شاهدتهم وهم يمشون أنهم من أهل (الخطوة) إذا تحركوا فلا (يقعدون) للراحة ولا يلتفتون الى الخلف وبخطوات ثابتة ومسرعة يصلون بيوتهم وبعزيمة فولاذية يمضون فى الخطوات وربما يعيبون الجلوس فى المظلات وتحت الأشجار للراحة وكيس الأولاد بين أيديهم وتحدى شباب عهد الإنقاذ الذين يصفونهم دائما بالضعف و(بالمنتهين) دوما في قلوبهم.
فشباب اليوم لم يستطع منافسة ناس الأجيال السابقة فى شيء فى العلم،فى الثقافة،فى اللغات، فى الرياضة،فكيف وأنى له أن ينافسه فى المشي!؟.
[email][email protected][/email]
دا الزول السمح فات “الصغار” والقدرو.
دا الزول السمح فات “الصغار” والقدرو.