ابتذال التكبير في حضرة البشير .. ورياح التغيير!

ابتذال التكبير في حضرة البشير .. ورياح التغيير! … بروفيسور معتصم سيد احمد القاضي

أرأيت في الدنيا أغرب من هؤلاء، الذين يصيحون “الله أكبر … الله اكبر” في حضرة سيدهم البشير. هكذا، بغض النظر عن ما يأتي به، سواء كان قولاً ساقطاً، أو وعداً كاذباً، أو نفخة فارغة. أو رقصة ماجنة؟

ربما يسترشد هؤلاء بما جاء في الطبري: أن «”الله اكبر” سلاح عظيم من أسلحة الرعب التي يزلزل بها قلوب الكفار، فهي سلاح معنوي يسبق السلاح المادي ويمهد له بخلع قلوب الأعداء وإرهابهم. وهو سلاح ماضي المفعول اذا صدر من قلوب مؤمنة تعتقد بما تقول، وتستحضر عظمة الله سبحانه الذي بيده كل شيئ»

لكن الحقيقة، انهم لا يكبّرون على الغرب (الكافر) ولا أمريكا (الفاجرة)، لأنهم يستجدونها لترفع عنهم العقوبات الاقتصادية، فيسلّمونها كشوفات بأسماء (المجاهدين) من أولي القربى الحزبية، ويزوّدونها بمعلومات عن من لهم بهم صلة رحم سياسية، غدراً وخيانةً لإستجداء رحمتها وإبراءاً لذمّتهم عندها.

إنهم يكبّرون علينا ويرفعون عِصِيِّهم وسبّاباتهم في وجوهنا، ونحن لسنا بكفّار. حتى لو كنّا كَفَّاراً لما تزلزلت قلوبنا لأننا نعرف أنهم كاذبون، ولن تكون بسلاح ماضي المفعول في أيديهم، لأنّها تصدر من قلوب تستحضر تملق البشير، لا عظمة الله،

ان هذا السلوك فيه إهانة كبيرة لحرمة الدين، لأنهم يضعون الدين في غير موضعه، ويشركون اسم الله في فسادهم، فيستعدون على الله من لا يوافقهم على أعمالهم وجرائمهم التي يرتكبونها في حق الشعب،

عندما يقولونها، فانهم يقولونها بطريقة اقرب الى السوقية، والبلطجة، والاستهتار، فتخرج من أفواههم بنبرة تحدي للناس على إقامة الفساد وإشاعاته في دواوين الحكومة، وبين الناس، وما على الناس الا الرضوخ لجبروتهم وعتوّهم.

يقولونها فلا تسري في جسد السامع قشعريرة اسم الله الأعظم، لأنهم جرّردوها من قدسيتها، وأفرغوها من حكمتها، وأهدروا هيبتها، ودنّسوا ثوب عظمتها.

يقولونها فلا تتذكّر عندها إلا إجرامهم، ولا تستحضر إلا ضحاياهم، ولا تشتم إلا رائحة فسادهم، ولا ترى إلا
نهمهم وتكالبهم على الدنيا، ولا تلمس إلا استبدادهم بالدِّين، ولا تسمع إلا إساءاتهم للشعب وكذبهم عليه.

لكن كل هذا لا يهمهم. المهم عندهم انها آلية استقطاب البسطاء، وحشد الرجرجة و الدهماء. ورغم ان أمرهم قد انكشف وبانت عورة نظامهم، إلا أنها قد تكون فعّالة عند من لا يدرك مصلحته، ولا يعرف عدّوه، فينساق بعاطفة حب الدين، وينقاد بحبل شعارات الشهادة والتمكين.

هؤلا الزبانية “هامانيون” يبنون صرح التجبّر والتكبّر والتسلّط “لفرعونهم” لعله يطّلع على اله هذا الشعب المقهور. لان فرعونهم لا يكترث لمكر الله، ولا يحسب عاقبة أمره.

وهذا الفرعون، بخفّة عقله وتبّلد احساسه، لا يدرك الواقع المزري الذي وصل اليه حال السودان، وان أدركه لن يتنازل عن السلطة، لكن غريزة خوفه الحيوانية من ثورة الشعب تجعله يستدعي مليشياته الى الخرطوم كآخر حائط صد له ضد الشعب.

أما الذين يرغبون في منازلة الفرعون في إنتخابات 2020، فنقول لهم ستعطون النظام الشرعية التي يبحث عنها، ثم لن تفوزوا تحت وقع تزويره المعهود، ثم لن تكون عاقبة فعلكم إلا إضعافاً للمعارضة وتشتيتاً لها في الزمن القاتل. وهذا هو خطاب الهامانيين لفرعونهم، الذي أعدّوه سلفاً لقراءته، بعد فوزهم بالانتخابات، تهكّماً بالمعارضة:

قُدت البلاد بعفّةٍ ونزاهةٍ *** وهمُ الفساد تبوءوه مكانا
وأتيت بالفوز الكبير موشّحاً *** في كل صندوقٍ حُملت عٓنانا
فأحمل عليهم انهم شرُّ الورى *** في كل سجنٍ زجّهم أزمانا
أو لم يروا الإنجاز عمّ بلادنا *** في كل ناحية سما بنيانا
أو لم يروا هذي المصانع إنها *** تطلي السماء بزبدها دخّانا
أو لم يروا هذي المزارع أزهرت *** في كل حقل أينعت ألوانا
أو لم يروا التعليم صار ميسّراً *** في كل جامعةٍ بنت إنسانا
اًو لم يروا الأشفاء عم بلادنا *** في كل حيٍّ مركزاً مجّانا
اًو لم يروا هذي السدود كأنها *** زُبَرَ الحديد لمأربٍ عنوانا
اًو لم يروا هذي الكباري شيّدت *** من كل سيخٍ أطعمت جرذانا
ويح المعارضة الكسيحة انها *** خٓشيت منازلة الرئيس بيانا
عرفت بان الفوز ليس نصيبها *** للفوز جندٌ طوّعوه سِنانا
وأتت تلفِّق للحديث فدع لها *** نسب الحساب تزيدها بهتانا
وحديث من شهد الوقيعة انها *** خير انتخابات تُخٓجُّ عيانا

لا فائدة ترجي من منازلة هذا النظام في أي انتخابات، لأنه مخادع، ورئيسه مطلوب للعدالة، ولذا سيعض على كرسي الرئاسة بأضراسه وأنيابه، وبجيشه ومليشياته، إتقاء سجن لاهاي.

هذا الفرعون وزبانيته يعرفون ان البلد قد تجمدت عروقه، ويسألون عن الثورة أيّان مُرساها، فيم هم من ذكراها!

سيأتي ذلك اليوم الذي يحشرون فيه ضحى ويلقي فيه الشعب عصاه فإذا هو ثعبان يسعى ويلقف ما يأفكون، ثم يضرب بعصاه فينفلق بحر مواكبه في كل الأحياء، والشوارع، والطرقات، والأزقة، ويقف كل فرق منه كالطود العظيم فيصبحوا مغرقين!

سيأتي قريباً، وماعلينا إلا أن ننتزع من هذا الفرعون وزبانيته “الله أكبر” ونجعلها شعاراً للثورة عليهم.

معتصم سيد احمد القاضي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نـعـم الـقـول , بارك الله فـيـك , لـقـد نصحـت وانـذرت وانشاء الله كل ما توقـعـت حصوله سوف يحصل بأذن الله .

  2. نـعـم الـقـول , بارك الله فـيـك , لـقـد نصحـت وانـذرت وانشاء الله كل ما توقـعـت حصوله سوف يحصل بأذن الله .

  3. حتالة القوم ورجرجته وسوقته.. يقول لهم البشير بأنه سب الدين للسفيرة فيهللوا ويكبروا وقد قال تعالي ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

    والأية تتحدث عن عبدة الأصنام فما بالك بالسفيرة التي تعتنق ديناً سماوياً منزلاً من عند الله،وإن أصابه التحريف.

    الرئيس يحتاج للكشف الطبي على قواه العقلية، فهو إما متخلف عقلياً أو مجنون، أو الاثنان معاً.

  4. حتالة القوم ورجرجته وسوقته.. يقول لهم البشير بأنه سب الدين للسفيرة فيهللوا ويكبروا وقد قال تعالي ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

    والأية تتحدث عن عبدة الأصنام فما بالك بالسفيرة التي تعتنق ديناً سماوياً منزلاً من عند الله،وإن أصابه التحريف.

    الرئيس يحتاج للكشف الطبي على قواه العقلية، فهو إما متخلف عقلياً أو مجنون، أو الاثنان معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..