بين معتمد بحري والوجود السوري!

عجبت لمعتمد بحري الذي قال إنه وجه بإجراء دراسة وحصر للسكان السوريين الذين يقطنون منطقة كافوري وإنه وجه بمنع (العزابة السوريين) من السكن بالمحلية مع استثناء الأسر السورية وأشار إلى أنه (يتحسب) لتصرفات السوريين بالمحلية.

أعجب أن تصدر مثل هذه التصريحات من هذا المعتمد الذي ربما توهم أنه أصبح رئيساً للسودان يحق له أن يصدر قرارات (رئاسية) لا تسري إلا على محليته دون غيرها من ولايات ومحليات السودان.

هذا الرجل ، ربما جراء جهل بحدود وصلاحيات منصبه ، لا يعلم أن من شأن مثل هذه التصريحات العنصرية المسيئة لإحدى الجاليات المقيمة بالسودان أن تُحدث مشكلة سياسية ودبلوماسية مع البلد الذي تنتمي إليه تلك الجالية وأكاد أجزم أنه لولا الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة السورية لأقامت الدنيا وأقعدتها احتجاجاً وغضباً على هذه المعاملة الانتقائية لجاليتها دون سائر الجاليات التي يحتضنها السودان.

مما يثير الدهشة أن يجهل ذلك المعتمد أن قرار إدخال السوريين بدون تأشيرة أصدره رئيس الجمهورية تفعيلاً لمبدأ المعاملة بالمثل وكذلك تقديراً للظروف الإنسانية القاهرة التي يمر بها الشعب السوري والتي حملت دولاً أوربية مثل ألمانيا على استضافتهم بدون الحصول على تأشيرة وكذلك تركيا (أردوغان) التي تميزت على الدنيا بعطاء كبير للاجئين من جيرانها السوريين لم تسبقها إليه دولة أخرى في العالم.

سوريا يا رجل هي الوحيدة التي ظلت منذ زمان طويل لا تطلب تأشيرة من مواطني الدول العربية وظل السودانيون يدخلونها دون أي عائق من تأشيرة أو غيرها كما ظلوا يقيمون بها كما يشاؤون وظللنا نزورها منذ عشرات السنين ولا نجد غير الترحيب والاحترام من شعبها الودود وما كان مواطنوها مضطرين إلى الهجرة من أجمل وأعرق بلاد الدنيا (ارض الرسل والأنبياء) إلى السودان أو غيره لولا الشديد القوي الذي أجبرهم على ذلك بعد أن انفجرت بلادهم بحريق كبير لا يزال يفعل بها وبشعبها الأفاعيل.

بمجرد أن تفاقمت الأزمة وتصاعد لهيب الحرب الأهلية في سوريا واشتد القصف ودمرت المدن وشرد السكان من دورهم وبلادهم وتوافد السوريون نساء ورجالاً وأطفالاً على السودان في ظروف إنسانية قاهرة وقاسية هب نفر كريم من السودانيين وكونوا لجنة عليا لإغاثة الوافدين السوريين الذين فر كثير منهم بدون أن يحملوا معهم أي شيء من حطام الدنيا واستنفرت اللجنة المجتمع السوداني وأجهزة الدولة من خلال القيم الإسلامية المركوزة في نفوس أبناء السودان وكانت الاستجابة كبيرة وهل كان شعب السودان على مر العصور إلا كذلك وهل اشتهر بين شعوب الدنيا إلا بخصائصه المتفردة في التكافل والتراحم وإغاثة المنكوبين وتفريج كرب المكروبين؟

حظي موقف السودان وشعبه الكريم في مؤازرة ودعم المهاجرين واللاجئين السوريين بتقدير كبير إقليميا ودولياً وبثت القنوات الفضائية بما فيها (قناة الجزيرة) تقارير رائعة حكت عن المعاملة الكريمة التي لقيها المهاجرون السوريون في السودان والذين قارب عددهم المائتي ألف فرد ولا أشك أن معظمهم سيعودون إلى بلادهم بمجرد أن تنجلي الأزمة الحالية ويعود السلام إلى ربوع الشام مما رأينا بشائره هذه الأيام .

لم يكن كل الوافدين السوريين من المعدمين فقد جاء عدد مقدر من رجال الأعمال الذين استثمروا أموالهم وأنشؤوا المصانع وأقاموا عشرات المشاريع الناجحة.

للأسف الشديد كان هناك بعض المتربصين والمبغضين للوجود السوري لأسباب معلومة فأخذ هؤلاء يضخمون بعض الحوادث الفردية من بعض المنحرفين في تجاهل غريب لحقيقة أنه لا يوجد مجتمع ملائكي في هذه الدنيا فكل مجتمع فيه الصالح وفيه الطالح وأشهد أن غالب السوريين رجالاً ونساء مثالاً للأدب والسلوك القويم فهم الذين تضج بهم وبأطفالهم المساجد في الأحياء التي يتركز وجودهم فيها وهم الذين أدخلوا قيم عمل جديدة جراء تميزهم بالجد والهمة والنشاط.

من تلك الحالات التي ضجت بها مانشيتات بعض الصحف السودانية ونالت من سمعة السوريين أذكر واقعة كنت متابعاً لها اضطر فيها أحد السوريين إلى استخدام السلاح الناري ولو كنت مكانه لفعلت ما فعل سيما وأنه برئ من قبل القضاء.

أحكي لكم باختصار تلك الواقعة التي حدثت في حي كافوري ويمكن أن يسأل عنها الفريق شرطة صلاح خليفة المقيم بحي كافوري والذي اضطلع على تفاصيلها فقد اعتدى شبان سودانيون يركبون رقشة على سوري كان يسير في الشارع وانتزعوا منه لاب توب وموبايل كان يحملهما وقاوم الشاب بمعاونة آخرين أولئك المعتدين واسترجع الجهازين.. في الليل جاء أولئك الشبان السودانيين إلى منزل الشاب السوري وهم يحملون سكاكين وعكاكيز واعتدوا على سكان المنزل الذين أصيب بعضهم فقام أحد أفراد المنزل بإطلاق النار في الهواء من سلاح مرخص بغرض إخافة المعتدين بدون أن يصيب أيّاً منهم.

مما تجدر الإشارة إليه أن ذلك السوري جاء إلى السودان مستثمراً منذ عدة سنوات قبل انفجار الحرب الأهلية في سوريا وأقام في السودان عدة مصانع وعمارات ومزارع لتربية العجول وهو معروف بين جيرانه ، ممن يصلون معه في المسجد القريب من داره ، بالاستقامة وأفعال البر والإحسان .

نرجع لمعتمد بحري لنقول له إنك تجاوزت صلاحياتك وارتكبت خطأ فادحاً فإن صح ما تناقلته الوسائط فعليك أن تعتذر فوراً وإلا فعليك أن تصحح ما ورد في الصحف والأسافير .

الصيحة

تعليق واحد

  1. عقدت التلصق في العرب موجوده في مدعي العروبه.واسأل اي سوري ما كنية السوداني عندكم.يقول ليك (ابوزنبور) معناها العبد .

  2. بس يا شيخ الطيب يا خال يا هندسه ..لعل الفريق شرطه “اطّلع” على الواقعه . الواقعه ماهيّاش ما يُمكِن “الاضطلاع بها” وليس من الممكن الاضطلاع “على” شىء.

  3. وإنه وجه بمنع (العزابة السوريين) من السكن بالمحلية مع استثناء الأسر السورية وأشار إلى أنه (يتحسب) لتصرفات السوريين بالمحلية.

    أفتكر هذا قرار سليم وفي دائرة اختصاصه يجب فصل سكن العذاب عن مساكن العوائل وجود العذاب بين سكن العوائل فيه مفسدة ويجب ينطبق هذا على كل الجنسيات بما فيهم السودانيين عدم تأجير سكن للعذاب جوار مساكن العوائل … والطيب مصطفى … رجل بتاع اثارة فتنة وبكرة الرئيس سيُأيد المعتمد على هذا القرار ونشوف الطيب مصطفى فاقد العقل والوعي بسيادة الدولة أين سيذهب بالتلج حقو.. ولا يريد يبطل انبطاح حتى للسوريين.

  4. على ما اعتقد انك اخذت الموضوع من جانب واحد.. لا نتفق معك فيه.. فانا اعتبر أن سكن العزاب الاجانب يجب ان يكون مقنن.. لسنا ضد السوريين ولا غيرهم من اي جنسية في تواجدهم في السودان.. ولكن اعتقد ان تصرف معتمد بحري إن كان امنياً أو اجتماعياً أو ما يهدف إليه المعتمد( لما لا).. فكل بلاد الدنيا وحتى الخليج.. يعمل بذلك النظام.. فنحنا لسنا ملائكة والسوريين ليسوا بشياطين.. والعكس.. فهذه الامور اعتقد انها من صميم عمله.. نحن نرحب بكل ضيف محترم ملتزم بالانظمة والقوانيين ويحترم شعبها ويقدر تضحياتهم.. لا نريد شكراً ولا جزاء.. ولكن انا مع اجراءات المعتمد إن كانت الشغلة امنية أو اجتماعية أو حماية للمجتمع من ازدياد الجريمة والوقاية منها أو بما تراه محلية بحري.. فلما لا.. بل بالعكس هذا الكلام بيكون في صالحهم هم انفسهم.. وثانياً يساعد الجهات الامنية في حصر الوجود العزوبي في الخرطوم بالذات وبحري خاصة.. لا أرى ان ذلك الاجراء ينقص من كرامتهم ولا كبريائهم شيئاً… في بعض السوريين لا نقول كلهم يتجاوزون الانظمة والقوانيين واغلبية معروفة بهذا.. كما يوجد هناك سودانيين مواطنون يضاهونهم في نفس التصرفات.. ولكن ربما السوداني بيكون معروف لناس الحي أو لمعارفه أو حتى وجهه بيكون مألوف.. ولكن الاجنبي ربما لا يرتبط بعلاقات اجتماعية تخول للناس معرفته هل ملتزم أو متفلت..

  5. انتم عائلة البشير المرتزقة كسبتم الملايين من هؤلاء واستغليتم حاجتهخم ، في المقابل السودان والسودانيين في ستين داهية
    لعنة الله على كل من باع السودان بثمن بخس
    ياتجار الدين

  6. السوريون ساهموا في انتعاش المأكولات الشامية مثل الشاورما والفلافل والبيزا ولم يساهموا في اقتصاد السودان وجل عملهم في المطاعم والحلويات والموبيليات أما من ناحية حديث المعتمد فهو المسئول الاداري وله الحق في تنظيم السكن والوجود الأجنبي في نطاق محليته وحسب تقديري فهو من أجدر المعتمدين في عمله الاداري

  7. الطيب مصطفى قال ناس الجنوب مابيشبهونا وطالب بالوحدة مع مصر ولعلم الطيب معتمد بحرى من انشط المسئولين فى الدولة وناس بحرى بيعتبروة رئيسم

  8. يبدو أن الخال أحد الذين يتربحون من بيع الجوازات و أحس بالتهديد على تجارة الجوازات من هذا التصريح

  9. عقدت التلصق في العرب موجوده في مدعي العروبه.واسأل اي سوري ما كنية السوداني عندكم.يقول ليك (ابوزنبور) معناها العبد .

  10. بس يا شيخ الطيب يا خال يا هندسه ..لعل الفريق شرطه “اطّلع” على الواقعه . الواقعه ماهيّاش ما يُمكِن “الاضطلاع بها” وليس من الممكن الاضطلاع “على” شىء.

  11. وإنه وجه بمنع (العزابة السوريين) من السكن بالمحلية مع استثناء الأسر السورية وأشار إلى أنه (يتحسب) لتصرفات السوريين بالمحلية.

    أفتكر هذا قرار سليم وفي دائرة اختصاصه يجب فصل سكن العذاب عن مساكن العوائل وجود العذاب بين سكن العوائل فيه مفسدة ويجب ينطبق هذا على كل الجنسيات بما فيهم السودانيين عدم تأجير سكن للعذاب جوار مساكن العوائل … والطيب مصطفى … رجل بتاع اثارة فتنة وبكرة الرئيس سيُأيد المعتمد على هذا القرار ونشوف الطيب مصطفى فاقد العقل والوعي بسيادة الدولة أين سيذهب بالتلج حقو.. ولا يريد يبطل انبطاح حتى للسوريين.

  12. على ما اعتقد انك اخذت الموضوع من جانب واحد.. لا نتفق معك فيه.. فانا اعتبر أن سكن العزاب الاجانب يجب ان يكون مقنن.. لسنا ضد السوريين ولا غيرهم من اي جنسية في تواجدهم في السودان.. ولكن اعتقد ان تصرف معتمد بحري إن كان امنياً أو اجتماعياً أو ما يهدف إليه المعتمد( لما لا).. فكل بلاد الدنيا وحتى الخليج.. يعمل بذلك النظام.. فنحنا لسنا ملائكة والسوريين ليسوا بشياطين.. والعكس.. فهذه الامور اعتقد انها من صميم عمله.. نحن نرحب بكل ضيف محترم ملتزم بالانظمة والقوانيين ويحترم شعبها ويقدر تضحياتهم.. لا نريد شكراً ولا جزاء.. ولكن انا مع اجراءات المعتمد إن كانت الشغلة امنية أو اجتماعية أو حماية للمجتمع من ازدياد الجريمة والوقاية منها أو بما تراه محلية بحري.. فلما لا.. بل بالعكس هذا الكلام بيكون في صالحهم هم انفسهم.. وثانياً يساعد الجهات الامنية في حصر الوجود العزوبي في الخرطوم بالذات وبحري خاصة.. لا أرى ان ذلك الاجراء ينقص من كرامتهم ولا كبريائهم شيئاً… في بعض السوريين لا نقول كلهم يتجاوزون الانظمة والقوانيين واغلبية معروفة بهذا.. كما يوجد هناك سودانيين مواطنون يضاهونهم في نفس التصرفات.. ولكن ربما السوداني بيكون معروف لناس الحي أو لمعارفه أو حتى وجهه بيكون مألوف.. ولكن الاجنبي ربما لا يرتبط بعلاقات اجتماعية تخول للناس معرفته هل ملتزم أو متفلت..

  13. انتم عائلة البشير المرتزقة كسبتم الملايين من هؤلاء واستغليتم حاجتهخم ، في المقابل السودان والسودانيين في ستين داهية
    لعنة الله على كل من باع السودان بثمن بخس
    ياتجار الدين

  14. السوريون ساهموا في انتعاش المأكولات الشامية مثل الشاورما والفلافل والبيزا ولم يساهموا في اقتصاد السودان وجل عملهم في المطاعم والحلويات والموبيليات أما من ناحية حديث المعتمد فهو المسئول الاداري وله الحق في تنظيم السكن والوجود الأجنبي في نطاق محليته وحسب تقديري فهو من أجدر المعتمدين في عمله الاداري

  15. الطيب مصطفى قال ناس الجنوب مابيشبهونا وطالب بالوحدة مع مصر ولعلم الطيب معتمد بحرى من انشط المسئولين فى الدولة وناس بحرى بيعتبروة رئيسم

  16. يبدو أن الخال أحد الذين يتربحون من بيع الجوازات و أحس بالتهديد على تجارة الجوازات من هذا التصريح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..