الملاذ الامن للثروة في زمن النكبات الاقتصادية والحروب

كثر الحديث مؤخرا عن احتمال انهيار الاقتصاد العالمي وانهيار العملات الورقية وضياع مدخرات الناس في لحظة واحدة . حتي عندنا هنا في السودان يتسابق الناس لشراء العقارات والاملاك وبعضهم العملات الصعبة والذهب حين شعروا بتناقص قيمة مدخراتهم بالعملة المحلية .
اذن فالجميع في خضم انشغالهم بترتيب حياتهم الدنيا ونسيانهم لاخرتهم يتفكرون ويتفنون في طرق المحافظة علي ثروتهم واسباب رفاهيتهم .
وقد استمعت قبل فترة لحلقة للدكتور عدنان ابراهيم في اليوتيوب ذكر فيها مثل هذا وتحدث عن حتمية انهيار الاقثصاد العالمي وسقوط الدولار وهو المتحكم في دوره في اقتصاد العالم . وقال ان من تداعيات ذلك ان الناس لن يفقدوا في ذلك اليوم مدخراتهم من العملات حين تصبح ورقا لا قيمة له وحسب بل حتي العقارات والاملاك ستفقد قيمتها في لحظة انهيار الاقتصاد العالمي . و
بالامس سمعت ان الملياردير المصري نجيب ساويرس حول نصف ثروته التي تناهز الستة مليار دولار الي ذهب . وقال مبررا ذلك ان في حالة الحروب الكبري التي يتوقع اندلاعها وفي حالة انهيار الاقتصاد العالمي فان الملاذ الوحيد لحفظ الثروة هو الذهب
وقد قال الكثيرون بذلك ان الذهب هو الحل ولذلك تجد الناس في اوروبا وفي الدول المتقدمة يتسابقون لاقتناء المعدن النفيس
وهم محقون في ذلك ، اذ ان الذهب لن يفقد قيمته مهما حدث من تغيرات في الاقتصاد بسبب الحروب او غيرها
لكن السؤال هل سيضمن الذهب لمن يكدسه امنا ورفاهية في زمن النكبات والحروب وفي زمن الهرج والمرج ؟
الاجابة بالتاكيد لا . فالذهب وقتها لن ينفع بل سيكون مكنوزا كما كنزه الاقدمون وذهبوا وتركوه من غير جدوي . فقيمة الذهب الحقيقية هي في زمن الامن والرخاء . ولكن اذا فقد الامن فقد قيمته بالنسبة لمالكه ولن يفقد قيمته هو في نفسه بل سيظل محتفظا بها لعهود اتية يكون فيها الامن مبزول وموجود .
اذن فماهو الملاذ الامن بالنسبة لنا كمؤمنين لنحفظ اموالنا وثرواتنا في زمن الفتن والحروب وذهاب الرفاهية المتوقع حدوثه قريبا ؟
فكرت في ذلك كثيرا ثم لم اجد ملاذا اكثر امننا لاموالنا من ان نقرضها الله ونوزعها علي الفقراء والمساكين ونتصدق بها
لان في حالة الفتن والحروب والصعوبات لن ينفعنا الا الله حين يرضي عنا فيحفظنا ويحفظ اهلنا ثم بعد ذلك ستكون هذه الاموال زادا لنا في الاخرة
فلن ينفع الذهب ولا غيره اذا انفرط العقد واستحكمت الفتن .فلا نافع يومءذ الا الله فلنبادر وننفق ونتصدق ونحفظ اموالنا عند الله تعالي . من قبل ان ياتي يوما تضيع امام ناظرينا ونموت حسرة علي ضياعها . اما اذا بادرنا بالانفاق فسنعيش راضين برضاء الله امنين من غضب .
فيا معشر الاغنياء
الا هل بلغتكم ؟ اللهم فاشهد
خالد الطيب احمد
[email][email protected][/email]