الحفاوة والاستقبال لوالى الشمال –!!

في احدى الزيارات الراتبه للرئيس الأسبق جعفر النميرى والتي خص فيها منطقة حفير مشو (بلد النائب الأول بكرى حسن صالح ) في تلك الزياره التاريخيه المشهوده قام الاهالى بالتحضير للقاء الرئاسي واسرفوا في الحفاوة وكرم الاستقبال وابدعوا وبدعوا وهذه الاخيره بتشديد الدال هي من صيغ المبالغه في كل شيء , ولم يكتف القوم بالذبائح والخراف المطبوخه سليمه وبالحجم الطبيعى على طريقة اهل الخليج بل زادوا بان غطوا مساحة كبيره من مكان الاستقبال بالسجاجيد الحمراء والملونه , كل ذلك كنوع من التعبير بكرم الضيافة التي يتمتع بها انسان المنطقه عامة , وبعد مراسم الاستقبال والحفاوه وكلمات الترحيب والخطب الحماسيه وبعضا من الطلبات التي تحتاجها المنطقه من تعليم وعلاج ومياه شرب وزراعه جاء دور الرئيس الملهم وكان الخطاب بغير ما اشتهته جموع المستقبلين حيث جاء الرد الرئاسي بان كل الطلبات يمكن تغطيتها بنصف قيمة ما صرف على الضيافة والسجاجيد الفاخره التي لا توجد حتى بالقصر الجمهورى وهكذا افلت الرئيس من الوعود التي غالبا ما تلازم مثل تلك اللقاءات الجماهيريه الحماسيه
اما في منطقتنا الحبيبه البرقيق وفى مشروعها الزراعى العتيق فكان الامر مختلفا ابان زيارة وزير الزراعه والغابات في عام جفت فيه الزروع والضروع بفعل نقص امدادات الجازولين اللعين وفى موسم الزراعه الشتويه التي يعتمد عليها الجميع بعد مشيئة الله القدير , حيث زراعة القمح والفول المصرى كمحاصيل رئيسيه لسد حاجتهم من الغذاء والمال , فتفتقت قريحة احد اعمامنا من رجالات المشروع وقادة اتحاد المزارعين الذين ابلوا بلاءا حسنا وقدموا أروع امثلة التضحيه من اجل استمرارية وديمومة المشروع العتيق ونتمنى ان لا يضيع المشروع بغفلة أبنائه المتعلمين المثقفين مع ملاحظة الاميه التي كانت سائده في عهد الرعيل الأول من لجان الاتحاد الفعال , المهم جاءت الخطه بان يستفاد من مقدرات ومهارة احد اعمامنا المزارعين وتكون الخطه تجهيز راس قمح (حزمه ) والتركيز على اخذها من حوض عطشان بحيث تعطى انطباع العطش وقلة الإنتاج ويتم وضعها على راس عمنا صاحب المهاره وياتى بها الى حيث اللقاء ثم يرميها امام الوزير مع بكاء وعويل وزغابير , تمت الخطه بنجاح وانبهر القوم من هول ما راوا وكانت النتيجه اعفاء المزارعين من الضرائب وبعضا من رسوم الرى , اللهم ارحمهم جمعيا واجعلهم في الفردوس الأعلى —آمين
بالأمس تم استقبال والى امر المواطنين في الشماليه والذى تم تعيينه من قبل الرئيس خليفة المسلمين وراعى امر الوطن بلا منازع حيث تم الإعلان وبلا مقدمات لاحداث المفاجاءة وعدم ترك الفرصه للتفكير او الترتيب لمن سياتى ومن سيغادر ومن سيكون تحت حكم الوالى الجديد وبالتالي يكون الوالى السابق في حل مما وعد به وياتى الوالى الجديد بوعود جديده تضمن له الاستمرارية والراحه للفتره المحدده ,وكل هذا يعتبر من الأمور الطبيعيه في ظل دولة السلطه والتي
تدار بطريقة الارقوق بلغة اهل الشماليه ( في حالة تشغيل الساقيه بثور واحد–وقال المغنى –البسوق الساقيه ارقوق )
اما مصيبة المصائب تكمن في اللجان والمجالس والوجهاء من أبناء المنطقه الذين تشبعوا وتطبعوا على فكر انقلاب الإنقاذ الاسلاموى والذي لا يعترف بوطن ولا بمكان وهؤلاء الأبناء العاقين لوطنهم الام ووطنهم الشماليه هم آفة القوم حيث يبدعون في تمجيد وتمكين كل قادم جديد حيث يكون البقاء لمن هو اكثرحضورا وظهورا واعلى صوتا في الباطل فالمهم البقاء والظفر بأكبر الصفقات وانتظار القادم الجديد بعد ذهاب الوالى المقال ومجئ الوالى المعين وهكذا تدور الأمور ما بين حفل وداع واستقبال وتسجيل حضور ووجاهات مصطنه
لابد من الوقوف وبحزم في وجه كل أولئك المطبلاتيه والهتيفه من النفعيين والمستغلين لغياب انسان المنطقه بالتهجير وأخرى ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تكوين لجان مناطقيه شعبيه مستقله عن كلما يمثل الحكومه ومؤسساتها , على ان تقوم هذه اللجان باعداد دراسات ومشاريع لتنمية وتطوير مناطقهم وتنفيذها بعيدا عن إدارة ومتابعة أجهزة الحكومه وبتمويل من الضرائب والاتاوات التي يتم تحصيلها وعدم توريدها للدوله ما لم تتكفل بتنفيذ تلك المطالب والتمسك بمبدأ الشراكه الفعليه في مشاريع التنقيب والاستثمارات الزراعيه وتخصيص عائد مجدى لتغطية احتياجات المنطقه مع مقاطعة كل اللجان والجماعات والافراد الذين يكون انحيازهم للسلطه وعدم تجديد ترشيحهم مرة أخرى ومقاطعتهم اجتماعيا واقتصاديا حتى يعودوا أبناء بارين بوطنهم ومنطقتهم , والاء فسوف يأتي يوم يتولى امرنا بعض اراذلنا او تضاف فيه الولايه الشماليه لاى ولايه من الولايات لكى يتم التحكم بواسطة الغير ثم نبكى على الولايه بدل الوالى

من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن
أللهم ياحنان ويا منان ألطف بشعب السودان —آمين
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..