الوالي يصل بورتسودان والمواطن يشكو من الكهرباء والباعوض

بستغرب جدا من شكاوي بعض مواطني مدينة بورتسودان هذه الأيام من لدغات ولسعات الباعوض،فهذا دليل كافى على أنهم يستمتعون بكامل الصحة والعافية وأن نسبة الدم فى جسمهم مشاء الله عليها كبيرة خالص،وهذه المعلومة الخطيرة والمهمة يفترض أن يحتفظوا بها ﻷنفسهم ولمصلحتهم المستقبلية،دون الحديث عنها وكشفها فى وسائل الإعلام وخاصة أن الولاية موعودة بإستقبال حاكم جديد قيل فى الاخبار أنه وصلها (بطائرة خاصة) من الخرطوم بمعية الوالي الأسبق لبورتسودان ولما لا فهو ليس أقل شأنا من والى الشمالية ولا ولايته أفقر من الشمالية وكان فى إستقباله ناس كل حكومة وكل حكومة (ناسها) والأفضل لمواطني الولاية أن لا يعلم الوالي الجديد عن تعرضهم فى الولاية للدغات باعوض وبشكل مستمر وكل الليل فقد يعتبر ذلك أن مواطني الولاية فى رفاهية من أمرهم،وفى رغد من العيش إلى درجة أن الباعوض يشاركهم فى دمهم للتغذية عليه،ويتكاسل من بذل أي جهود كان ينوى القيام بها وتنتهي فترته للا شيء كما بدأت من اللا شيء كغيره من الولاة الذين وعدوا المواطن بالفردوس وقطف ثمار الفردوس فكان (الدقسوسة) أي (تدقيس) المواطن والكذب عليه سنين وأعوام بتطويل حبل (الكضب) القصير ليمتد الى نهاية فتراتهم؛ والمواطنين إذا أرادوا شيء من اللا شيء من العمل الحكومي فعليهم أن يشتكوا مرارا وتكرارا من قلة دمهم وشعورهم (بالدوخة) والتعب والإرهاق فى المشي والشعور بعد المشي ب(العية) و(المرض) وخاصة فى نهار رمضان وفى حر مدينة بورتسودان المعروف،فقد يلفت ذلك نظر السيد الوالي للتدهور المريع الذي تشهده الخدمات الصحية ببورتسودان فيأخذ بيدها،ويهتم بتطويرها،وأما الناس قائلون أن الباعوض يلسعهم ويمتص دمهم فهذا خير وافر ويعني للوالي الجديد مؤشر جيد لصحة المواطنين سيجلب لهم مزيدا من الباعوض وليس مكافحته والقضاء عليه كما هم يريدون.
والغريب أن مواطني بورتسودان جميعا قد لاحظوا (ظاهرة) إنقطاع الكهرباء عن بيوتهم دائما تكون (ليلا) وعند حلول الظلام فقط، وهو نفس الزمن الذي ينشط فيه الباعوض وينشط فيه خلاياه النائمة وييقظ فيها جيشه المتناثر فى البيت وحول البيت،وقد يكون الأمر متعمد ومقصود من الحكومة لمعرفة وقياس صحة المواطنين بمعرفة طريقة إستجابتهم للدغات الباعوض ولسعاته،والنتيجة أما إذا كانت هناك شكاوى كثيرة ومن جميع الاحياء ومن مختلف الأعمار من الباعوض فهذا يعنى أن الصحة بالولاية تمام التمام وبشكل جيد والوضع الصحي مستتب ومطمئن،والمواطن يستمتع بحقوقه الصحية بالكامل التى لا يستمتع بها غيره من مواطني الولايات الأخرى وبل أكثر من ذلك يعانى من فائض فى الدم يفترض أن يتبرع به لأخوانه فى الولايات الأخرى (الأقل دما) التى يعانى بعض مواطنوها (الأنيميا).
وأما إذا كان المواطن لم يحس بالباعوض لا من قريب أو من بعيد أو عامل فيها ما حاسي بالباعوض ففى إعتبارات الحكومة أن هذا وضع ينذر بالكارثة، وهنا إن لم تهتم هي بالصحة فأقلاها يمكن أن تفتح المجال لمنظمات الصحة الدولية للعناية بصحة مواطني الولاية وإنشاء مستشفيات تعتنى بالمواطن وفى هذه الحالة يكون المواطن كسبان حيث لا تريد الحكومة كسبه؛ وبمناسة إنقطاع الكهرباء فى بورتسودان فحتى فى (الإنقطاع) هناك تمييز واضح فالإنقطاع فى الأحياء الفقيرة أكثر حدوثا وأكثر إستغراقا للزمن من الأحياء الغنية فالبتأكيد الفقير لن يستمتع بكهرباء وأنوار فى الوقت الذى يتحسس فيه الغني سريره وماله فى (الضلمة) فمتى عرف الفقير الكهرباء ليقارن نفسه بالغني….!ومن جهة أخرى وكبشرى كبيرة وعظيمة بقدر عظمة هذه الأيام ومما دخلت ما يسمى (المحطة التركية العائمة) فى الشبكة العامة، عامت بالكهرباء ببورتسودان وأصبحت الكهرباء تقطع،وتقطع،وتقطع؛حيث تقطع وتقطع وتقطع من زمان.
[email][email protected][/email]