أحدث ماركات العطر السوداني!!

فكرت للحظة،أن السودانيين لو قيل لهم أن البنزين ماركة عطر باريسي ، لصدقوا. فالكثيرين منهم ، وصلوا إلى تمني مجرد ( بخة ) أو رشة منه على أجسادهم، دعك من جالون أو ملء الخزان. فالأمر اصبح يمر بالزحف في الصفوف.قد يكون لساعات ، أو ربما أيام.إلا منسوبي الجهات الأمنية والشرطية وأصحاب التصديقات وبعض الوجهاء. جراء شح نفس النظام وسياساته العقيمة في التعامل مع الأزمة.عندما وجدت أن الأزمة عويصة ، قررت أن أغير خطتي لعمل (عَمْرة ) علّ أيامها تقود إلى انجلاء الأزمة. فواجهت مشكلتين لم أتصورهما. أولاهما العجز عن توفير جالون واحد ، لغسيل وتقفيل الماكينة لما يربو عن الأسبوع. أما الثانية ، فالفشل في توفير جالون لمدة ثلاثة أيام لتسليكها بعد أن تطوع الميكانيكي بتوفير جالون التقفيل. اضطررت مكرهاً إلى الاستعانة بصاحب المحطة ، بعد سرقة مسجل السيارة.فتوسط لي لدى منسوبي الأمن والشرطة وعامل المسدس . فسلكت العربة بنصفه ، وأعدتها للمنزل بالباقي لقرب المكان.وتواصلت المهزلة عند وقوفي بالصف في نفس المحطة. وفي اليوم الموعود، تم تعليق لافتة قماش تفيد بتخصيصها للمصالح الحكومية بعد انتظار يوم كامل. فقررت العودة بها . مائدة إفطارنا بها كبار استشاريي مجالات الطب. عجزوا عن صرف حصتهم لثلاثة أيام.أما شخصي المعاشي. فوجدت صفاً طويلا في محطة أخرى فوقفت.أفادني من يسبقني فيه بأن (التانكر) قد زود المحطة.واتضح لاحقاً أنه قد سمع بذلك .واكتملت الناقصة ، بنفاذ الوقود في السيارة.وصرنا أسرى مواقعنا . كل المجموعة ، قضت بين ثلاث إلى أربعة ليالي مبيتاً لحراسة سيارتها ، واتضح بعد كل ذلك أنهم في انتظار جودو.أخيراً تكرم لي كهربائي السيارات بلترين من خزانه بعد أن صب بتصديق في نفس المحطة. ضابط شرطة من تلاميذي اقترح لي استخراج تصديق . رفضت الفكرة لرفضي مبدأ الاستثناء.أفادني عامل المسدس أن ناقلة المحطة للوقود . لم تزود لا في العاصمة ولا في الميناء. ومدينتي حلفا في منتصف المسافة بينهما .خبر عن وصول الناقلة التي تخص محطة أخرى..جعل الصفوف تتلوى عندها.في النهاية ، رضيت من الغنيمة بالإياب.وتخزين السيارة ، حتى أجد صفاً أخف ، أو لا داعي لمزيد من تشتيت الوقار . وأنا أعود بها إلى البيت. مررت بالمحطة .ووجدت داعية يمكن تكتيف فيل بلحيته ، يعود إلى الخلف بسيارته في محطة التصديقات !! عكس اتجاه الصف. وهو يسب ويسخط لوجود أصحاب الدراجات البخارية التي قالت السلطات أنها لن تزودها إلا بتصديق حتى تتمكن سيارته من الدخول . عندها ، تيقنت مما أنا متأكد منه قبلاً. أن الأزمة ليست في المحطات . ولكن في مكان آخر.وما زال صدى زعيق وزير النفط المقال عن مكانها وين ..يصدعني.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..