حُراس الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَة !ُ

يبدو أن متخذي القرار ? هنا ? في بحث متصل عن معنىً آخر للفشل ؛ لأنه من غير المعقول أن تسمح سُلطات دولة مسؤولة ( أخلاقيآ ، وإداريآ ) بمثل هكذا تردٍ ، والشئ غير المفهوم هنا هو أن القاصي والداني يقلق من هول الأزمة التي نعايشها ، وقد تحدث عنها وحذر منها الكثير من المراقبين ، بإعتبار ان المعطيات والمسلك سيقودان الى ما نحن عليه الآن ؛ ولكن ربما أنه عدم الإكتراث وما يتصل ! .

منذ إنفصال الجنوب كان كل شئ واضحآ ، وكان بالإمكان ? إذا توفرت الإرادة – إتخاذ إجراءات بسيطة تؤسس لمرحلة ناجحة في الإقتصاد ، والسياسة الخارجية وكل المناحي ، ولكن للأسف دائمآ تأتي الحلول متأخرة ؛ لتولد مشاكل أخرى وتصير فيما بعد أزمات .

أكثر ما يحيرني في أمر بلادنا هو أن المخارج من الأزمات ( كل الأزمات ) معلومة ، وأن تبنيها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فقط يحتاج إلى إرادة ، وقرار – شخصي وليس وطني – شجاع ، ومجمل الأمر أن بقاء الأوضاع على ماهي عليه بل وتحولها للمربع الأخطر يُفسَر على أن الدولة لسيت لديها جهاز مؤهل يدير الأزمات ، أو أن هنالك مستفيد ( ما ) من الأوضاع الراهنة ، وفي الحالتين السلطة القائمة وجميع المؤسسات مسسؤولة عن كل حركة وسكون ؛ بإعتبارها سلطة الأمر والنهي ؛ وإلا فهي فاقدة للأهلية وبالتالي لا يمكن تسميتها حكومة ؛ وتبقى هي نفسها المشكلة الأساس ! .
بلادنا عظيمة وكبيرة ، وفوق كل المخربين والخونة ( وللتخريب والخيانة وجوه كثيرة ) وأن شعبي يستحق حياة أفضل بالنظر للمقومات ؛ ولكن سُلِطَ عليه من يشقق عليه ! .
لنا أن نردد مع المبدع يحي فضل الله :

ﻟﻲ ﻭﻳﻦ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻟﻤﺘـــــــــــﻴﻦ …ﻳﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻭﻳﻦ
ﻳﺎ ﺣﺰﻥ ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺎﺡ …. ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻌﺎﻙ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺸﺪ ﺳﻬﺮﻭﺍ
ﺷﺒﺎﻙ ﺣﻠﻢ ﻣﻘﻔﻮﻝ
ﺣﺮﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻳﻄﻮﻝ ﻟﻠﻔﺎﺗﻮ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﻮﺍ
ﻳﺎ ﺳﻜﺔ ﻟﺒﻴـﺘﻨﺎ
ﻳﺎ ﻋﺘﻤﺔ ﻳﺎ ﻣﺸﻮﺍﺭ
ﻳﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤِـﻠﺔ
ﻣﺎﺿﺎﻋﺖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ
ﻟﻠﻐﺎﺑﻮ ﻭ ﺍﻟﺤﻀﺮﻭ
ﻳﺎ ﻗﻤﺮﻱ ﻳﺎ ﻗﻤﺮﺍ
ﻳﺎ ﺳﻨﺴنه ﻭ ﺣﻤﺮﺍ
ﺑﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﺮﺗﺎﺡ
ﻋﻦ ﺩﻧﻴﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺮﺍﺡ
ﻻ ﺿﻮو ﻭ ﻻ ﺃﺛﺮﻭ !
ﻟﻲ ﻭﻳﻦ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻟﻤﺘـــــــﻴﻦ … ﻳﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻭﻳﻦ
ﻳﺎ ﺣﺰﻥ ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺎﺡ ..ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﻋﻠِﻤﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ
ﻭﺭﻳﻨﺎ ﻋﺎﻳﺶ ﻛﻴﻒ
ﺩﻱ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭ ﻏﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﻒ
ﺑﻴﺸﺘﺘﻮﺍ ﺍﻟﻤﻄﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻗﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻜﺘﻮﻓﺔ ﻣُﻜﺘﺴﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻧﺤﻮِﻙ ﻛﻴﻒ
ﻭﺍﻟﺴﻜﺔ ﺩيك ﺧﻄﺮﺓ
ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﺍﻷُﻣﺎﺕ … ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ
ﺍﻟهسا ﻭﺍﻟﺠﺎﻳﺎﺕ
ﻃﻮﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﻭﻛﺮﺓ ؟!
ﻟﻜﻦ ﺩﺍ ﻛﻠﻮ ﻳﻬﻮﻥ
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﺮﻫﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻣﺤﺘﻜﺮﺓ
اﻟﺒﺬﺭﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺘﺒﻘﻰ ﻳﻮﻡ ﺷﺠﺮﺓ ”

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..