مقالات سياسية

أزمة مكتومة..!

كان مثيراً للاستفهامات أن تحظر السلطات سفر وفد من الصحفيين كانوا في طريقهم إلى المملكة العربية السعودية بدعوة رسمية من سفارتها بالخرطوم، لم يكن هذا الوفد الأول، فقد سبقه صحفيون من بينهم مدير وكالة السودان للأنباء والمسؤول الأول عن الإعلام في الحزب الحاكم؛ عوض جادين، جميعهم تلقوا دعوات رسمية وقبلوها حسب تقديراتهم.

الذي حدث أن تم منع الوفد الثاني وأُخضع الوفد الأول للتحقيق الأمني عقب عودته، والتحقيق الأمني لم يستثنِ مسؤول قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني، فحينما تحقق السلطات مع المسؤول الأول عن الإعلام في الحزب الحاكم، فهذا يعني أن الحكومة تستجوب مع نفسها، وهذا في حد ذاته مؤشر للانقسام الحاد داخل السلطة تجاه الموقف من حرب اليمن وبالتالي الموقف الكلي من العلاقات السعودية.

السلطات تعتقد أن سفارة المملكة العربية السعودية ينبغي أن تضعها في الصورة، بدلاً عن تخطي الأجسام الرسمية ودعوة الصحفيين مباشرة، ربما هذا الاعتقاد صحيح فقط من باب العلم وليس من باب التدخل في اختيار الصحفيين، لكن يبدو أن تحفظات الحكومة على ما فعلته السفارة أكبر من ذلك بكثير.. صحيح أن بعض الصحفيين تعرضوا لاستجواب طويل بخصوص لقاء مدير مكتب الرئيس السابق والمستشار الحالي في الديوان الملكي؛ طه الحسين لكن القضية ليست طه وليست دعوات صحفيين.

وإن كانت دعوة الصحفيين جاءت في لحظات استقطاب حاد بين معسكري الخروج من اليمن والبقاء في اليمن، ولأنها أتت في أعقاب جدل كثيف أثارته رغبة الخرطوم الانسحاب من اليمن، كان لا بد من الربط بين الإثنين.

لكن المتابع يلحظ حركة دؤوبة للسفير السعودي، يلتقي الصوفية، ويلتقي أنصار السنة ويسافر إلى دارفور ثم يدعو صحفيين إلى السفر للمملكة، وهذا كله نشاط عادي، وهو إذا ما قارناه بنشاط السفارة الأمريكية في الخرطوم فهو أقل.

لكن ربما الذي أثار استفهامات الحكومة هو أن يتضاعف هذا النشاط عقب حديث الخروج من اليمن، ويتزامن هذا مع وضع اقتصادي منهار نتاج أزمة سياسية خانقة، السعودية ليست بعيدة عن حلها أو تعقيدها.

لا أعتقد أن ما بين الخرطوم والرياض مجرد أزمة الانسحاب من اليمن أو البقاء فيه، فحرب اليمن ماهي إلا محطة، البقاء فيها يعني موقف والرجوع منها يعني الموقف النقيض.. ما بين الخرطوم والرياض أكبر بكثير وما حرب اليمن إلا أحد مظاهره.

التيار

تعليق واحد

  1. ما بين الخرطوم والرياض يتمثل في طلب السعودية عدم ترشح البشير لإنتخابات 2020 وربما يكون هذا بتوجيه من ترامب.

    يعنى دى عايز ليها درس عصر يا شمائل فزرة البشير صار أشد من زرة الكلب في الطاحونة وأدى لإنقسام في الحزب والحركة وإحتمال كبير يعملوا فيهو مثلما عملوه في شيخهم المقبور فهؤلاء إخوان الشياطين يضحوا بيهو كى يخارجوا أنفسهم والبشير يعرف ذلك جيدا لكنه مكتف بالجنائية.

  2. ما بين الخرطوم والرياض يتمثل في طلب السعودية عدم ترشح البشير لإنتخابات 2020 وربما يكون هذا بتوجيه من ترامب.

    يعنى دى عايز ليها درس عصر يا شمائل فزرة البشير صار أشد من زرة الكلب في الطاحونة وأدى لإنقسام في الحزب والحركة وإحتمال كبير يعملوا فيهو مثلما عملوه في شيخهم المقبور فهؤلاء إخوان الشياطين يضحوا بيهو كى يخارجوا أنفسهم والبشير يعرف ذلك جيدا لكنه مكتف بالجنائية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..