هل هو هروب من الفقـر؟ زواج الصغيرات.. تفاصيل ما بعد (الزغـرودة)..!!

الخرطوم: وجدان طلحة
كانت تتطلع لمن حولها بشئ من الدهشة، لم تتجاوز الخامسة عشرة، ومع هذا أصرَّ والدها على تزويجها من ذلك الرجل الطاعن في السن، مرتكزاً على عبارة: (ضل راجل ولا ضل حيطة)، لم يفكر قليلاً في ما يترتب على ذلك، ولم يجهد نفسه كذلك بعناء المحاولة في التفكير، ولم ينتبه إلى الكارثة التى ارتكبها في حق ابنته، إلا عندما توفي زوجها، تاركاً إياها وطفلاً صغيراً في مهب رياح الزمن، حاملة لقباً غير محبب للمجتمع السوداني وهو (ارملة)..!
سن متأخرة:
حول موضوع زواج الصغيرات والآثار السالبة المترتبة عليه، يقول المهندس هشام محمد لـ(السوداني): (هذا الزواج منتشر فى القرى أكثر من المدن)، وأضاف: إن الزواج في المدن يقوم على المباهاة، وهذا يتطلب من الشباب اللهث وراء جمع المال، لذلك نلاحظ أن الشباب بصورة عامة يتزوجون في سن متأخرة جداً, وذكر أن الزواج في القرى يتم دون أن يحدث ارهاقا لأهل الزوج أو الزوجة).
آثار سالبة:
أما رؤى الصادق (موظفة) وهي في العقد الرابع من عمرها قالت: إن نديداتها في القرية التي تمثل مسقط رأسها هن الآن حبوبات، بعد ذلك أطلقت ضحكة عميقة ثم قالت: (شر البلية ما يضحك)، وأضافت: (أنا بالنسبة لهن عانس)، وأوضحت أنها حضرت للخرطوم بهدف الدراسة الجامعية وتمددت أحلامها للالتحاق بالوظيفة وهذا ما جعل ربيع عمرها يذهب دون أن تنتبه, واردفت: إن حالتها هذه تمثل حال اغلب بنات المدن, ونبهت للآثار السالبة المترتبة على هذا الموضوع).
أسباب رئيسية:
ويرى عدد من الباحثين الاجتماعيين أنه لا يمكن التجاوز عن الخوض في عدد من الأسباب التي ساعدت على زيادة انتشار ما يعرف بزواج الصغيرات، ومن بينها الفقر الذي يرى الكثيرون أنه يلعب دوراً رئيساً، عليه تلجأ الأسر على تزويج بناتها للتخفيف من العبء المالي، إلى جانب تخوف أولياء الأمور وقولهم صراحة إن ظهور كثير من الأمور الجديدة تجعلهم قلقين على بناتهم, كما أن ضعف المستوى الأكاديمي للفتاة يجعلها أمام خيار واحد لا غيره وهو الزواج، وذات السبب هو دافع للأسر بأن تُزوج لليافعين ولا يمكن تخطي الموروث الاجتماعي الذي ينظر لزواج اليافعين والصغيرات بأنه صيانة لهم من الانحراف وضمانا للحفاظ عليهم, بالإضافة إلى قلة تكاليف الزواج في القرى.
مخاطر عديدة:
حول هذا الموضوع تحدث لـ(السوداني) عدد من رجال الدين والفكر، وقالوا إن هناك الكثير من المفاسد والمخاطر تكتنف زواج الصغيرات من الفتيات وحتى الصغار من الفتيان أيضاً يدخل في ذلك المنع، ذلك لأن الزواج مؤسسة تحتاج لمن هو مؤهل في إدارتها وأصلاً الشرع لم يخاطب الصبيان فضلاً عن الأطفال الصغار بالزواج، وإنما خاطب الشباب), وذكر بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وعندما تحدث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن المسئولية بقوله: (إن المرأة راعية وهي مسئوله عن رعيتها)، لا يتصور أن تكون الصغيرة راعية أو مربية، وكيف يُكلف من هو محتاج للتربية بالقيام بمهمة التربية؟ وكون أن الفتاة بلغت من السن ما يمكن أن تعلق “تحمل” إذا ما جامعها شخص وتلد ليس كافيا على أن تلك الفتاة قد بلغت من الرشد ما يمكنها من القيام بواجب الزوجية.
اضرار نفسية:
وعن الاضرار النفسية المترتبة على ذلك الموضوع يقول الأستاذ إبراهيم أحمد اخصائي الطب النفسي، إن الاضرار النفسية المترتبة على هذا الزواج، ربما تتمثل في الحرمان العاطفي من حنان الوالدين والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، مما يؤدي إلى تعرض الفتاة لضغوط نفسية وامراض قهرية مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية واضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين،
إلى جانب ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجات الصغيرات مما يسبب آثاراً نفسية سيئة للغاية داخل الزوجة.
السوداني
يا ناس شوفوا موضوع ثاني اتكلموا فيهو سيبك من عادات اهل القرى شوفوا حكومتكم وشوفو مخازنكم وشوفوا مبيدكم الفاسد او النتهية مدتة نحنا هنا بنزوج البنت عشان نحافظ علي العفاف والشرف ونحنا بنخاف الفضيحة ونحنا بقينا مقهورين من وضع حضارتكم المقلدة من الغرب فادخلتوا لنا في بيوتنا الاعمال التلفزيونية التي نحنا هنا بالقرى نعتبرها سقوط وانحلال وتقود الشباب من الجنسين الى الهاوية فتابعوا المثلثلات والان عندنا الراعي في البيت مايستطيع يشاهد تلفزيون في البيت خوفا من الاحراج الذي سوف يتعرض لة من بعض اللقطات اللقيطة
في بلدنا حرامى تاكل نضيف مش ماجى تشرب نضىف مش عرقى جنقر تركب نضيف مش بنات كنابى بنقو كافندبى مش صعيد
أنا ضد زواج الصغيرات لما شهدته شخصيا لمآسي هؤلاء المراهقات و معاناتهن من المسؤوليات الكبيرة التي ألقيت على عاتقهن و هن لم تصلن بعد إلي مرحلة يمكنهن تحملها والله اشفق عليهن كثيرا. تخيلوا فتاة لم تبلغ الثلاثين لكن مظهرها مثل امرأة فوق الأربعين. طبعا الفتاة لن تكون راضية عن هذا الزواج لكنها توضع امام خياران أحلاهما مر، دي إذا خيرت أصلا، إما ان تتزوج ذلك الرجل أو اللعنة و غضب الوالدين إلى يوم الدين. الفارق العمري الفاضح و اختلاف الأجيال ادى إلى فشل كثير من هذه الزيجات. و الله أذكر مأساة حصلت قبل أكثر من عشرين عاما في قرية مجاورة لقريتي، فقد تم عقد قران فتاة إلى رجل كبير في السن رغما عن معارضتها، فشلت كل محاولاتها لإبطال هذا الزواج امام اصدار والدها بسبب ان ذلك الرجل فقيه و محترم. أي احترام هذا. رجل يتعنت بالإقتران ببنت ترفضه، و هذا ما جعلها تتعرض إلى ضغوط نفسية شديدة أدى فيما بعد إلى انتحارها. لا زال صورة ذلك الرجل البغيض ماثلا في ذاكرتي رغم انني لم أراه منذ ذلك اليوم الذي احضرت جثة الفتاة إلى نقطة الشرطة.