أزمة التعايش مع الازمات
هذه الايام تزخر وسائل التواصل الاجتماعي بكتابات ورسومات ساخرة عن حال السودان وما يمر به من ازمات لا تنتهي وما يصاحبها من انسداد كامل في افاق الفرج و التغيير ، بل المواطنين أصبحوا يسخرون من حالهم وهم يتعايشون مع الازمات ومن محاولاتهم الاستمتاع بها بدلا من مقاومتها وكأنها اصبحت أمر طبيعي وروتين حياة ،وحتى الذين يحاولون البحث عن حلول كل يقول يا ليت نفسي،وحين يتناقشون في الامر كلهم يدعون الله ليغير الحال، والله قال انه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما انفسهم .
المصيبة الأكبر أن هذا التعايش والتاقلم مع الازمات جعل الحكومة مطمئنة وغير مهتمة بإن تقوم باية دور لاصلاح حال البلد وغير مهتمة بمعاناة المواطنين، بل اصبحت تزداد انشغالا بنفسها .
ازمة تعايش وتألقم المواطنين مع الازمات لها تاريخ طويل بدأ منذ ان وصلت حكومة المؤتمر الوطني الى السلطة حيث سعت سعيا حثيثا الى تشتيت افكارهم وجعل كل فرد يدور حول نفسه، ولا اعتقد اننى بحاجة الى ان اشرح كيف تدخلت الحكومة بطريقة سالبة في حياة المواطنين ، فاية حكومة تمثل النظام السياسيّ الذي يتمّ من خلاله إدراة الدولة وتنظيم المجتمع ، وهي لم تلتزم بهذه الواجب بل التزمت بكل ما يبقيها في السلطة فقط فاصبح هناك فوضي في الدولة والمجتمع واصبحت مهمتها الوحيدة ادارة الفوضى والاستفادة منها ، ولذلك لم يتغير السودان الا الى الاسوأ، واكتسب الكثير من السلوك المدمر وأخطره التعايش و التاقلم مع الازمات .
لقد تعايش وتألقم الشعب السوداني مع ازمة التعليم والصحة والعطالة والفقر وغلاء المعيشة والعطش والجوع وتدهور الزراعة والصناعة والرعي وشح الوقود وجبايات الحكومة واكاذيبها واساءاتها ، تأقلم مع العزلة العالمية و مع كل المشاكل التي اقعدته بل تاقلم حتى مع العيش في ظل حكومة فاشلة وقاسية ومهملة ،ولا زال لسان حاله يقول انه سيتاقلم على مشاكل اخرى متوقعة .
الان لم تعد المشكلة في الحكومة بل في المواطنين انفسهم فالحكومة وصلت الي الرضا الكامل عما تقوم به لدرجة انها اصبحت تتباهى بان الشعب لن ينتبه الى دعوة اسقاطها ،وفسرت تعايشه مع الازمات هذا على انه اصبح يفضلها هي فقط ويفضل الوضع الراهن لانه الافضل مقارنة بسوريا وغيرها من دول تعاني الحروب والصراعات ، فهي تدعو الشعب ان ينظر الى الاسوأ ليخاف ويتاقلم مع ما تصنعه من ازمات ، ولا تريده ان يتظر الى الافضل ليرفض التاقلم مع الازمات. حقيقية اليوم يحتاج المواطنين الى تغيير حقيقي فهذه الازمات لن تنتهي في ظل وجود سياسات تنتجها وفوضى تسهم في ابقائها ، وحتى يتغير الحال الراهن نحتاج الى ان نتغير نحن الى مواطنين اكثر ايجابية ونرفض التاقلم مع الازمات وما اكثر ادواته اولها المطالبة بالحقوق التى كفلها القانون والدستور وعدم السكوت على الحق ،فليس هناك أسوا من أن يتعايش شعب كامل مع الازمات وهو قادر على إزالة أسبابها.
[email][email protected][/email]
بكري حسن صالح رئيس الوزراء قال : ( الحكومة لو عندها 102 مليون دولار كان حلت مشكلة المواد البترولية )
وزير الخارجية غندور باشا قال : ( الصفراء و موظفي البعثات الدبلوماسية 7 شهور ما صرفوا رواتب و انهم يعشون اوضاع مأساوية )
يعني الحكومة أعلنت عن افلاسها بصورة واضحة لا لبث فيها و بالتالي المواطنون الشرفاء يدركون جيدا ان الحكومة ماتت و الضرب علي الميت حرام —
خليك من الدولارات قال ليك حتى العملة المحلية اختفت من البنوك و الصرافات الآلية و الحكومة اكلت 139 مليار جنيه سوداني عبارة عن ودائع و ارصدة المواطنيين لدى البنوك ( و لله )
بكري حسن صالح رئيس الوزراء قال : ( الحكومة لو عندها 102 مليون دولار كان حلت مشكلة المواد البترولية )
وزير الخارجية غندور باشا قال : ( الصفراء و موظفي البعثات الدبلوماسية 7 شهور ما صرفوا رواتب و انهم يعشون اوضاع مأساوية )
يعني الحكومة أعلنت عن افلاسها بصورة واضحة لا لبث فيها و بالتالي المواطنون الشرفاء يدركون جيدا ان الحكومة ماتت و الضرب علي الميت حرام —
خليك من الدولارات قال ليك حتى العملة المحلية اختفت من البنوك و الصرافات الآلية و الحكومة اكلت 139 مليار جنيه سوداني عبارة عن ودائع و ارصدة المواطنيين لدى البنوك ( و لله )