مقالات سياسية

لدينا عصا موسى

تسع وعشرون سنة تكملها حكومة المؤتمر الوطني اليوم وهي تحكم هذا الوطن المترف بالموارد المادية والبشرية ذو الموقع المميز، وهي حتى الآن لم تقدم لنا شيئاً تشكر عليه أو يحفظه لها التاريخ، خلال هذه الفترة نهضت ماليزيا وكانت أفقر من السودان كثيراً وأصبحت اليوم مأوى لسارقي أموال السودان كما قالت إحدى البرلمانيات، نهض الخليج وخرج من قسوة الظروف، ونهضت تركيا التي أتعبتها الانقلابات ووصلت إلى بر الأمان، والقائمة تطول، هذا الإنجاز قامت به كل تلك الحكومات وهي لم تملك عصا موسى.

حكومة السودان العجوز لم تستحِ من فشلها وكل مرة يخرج لنا أحد مسؤوليها ليخبرنا أنها لا تملك عصا موسى لتغير حال السودان وتحتاج إلى سنوات طويلة لتفعل مع أن الأمر لا يحتاج إلى عصا موسى ولا إلى سنوات طويلة، رغم انها تحمل في يدها عشرات العصي التي ضربت بها أي مجال لتحول إلى نعم تمطر خيراً علينا وعلى العالم. إن عبارة الحكومة لا تملك عصا موسى لتغير الحال أصبحت هي العذر الوحيد للحكومة يستدعيه المسؤولون كلما نقلوا السودان من حال سيء إلى أسوأ أو إلى أكثر سوءاً بسبب عمى البصر والبصيرة وضعف الرغبة والطموح والإرادة، ولو إنهم اجتهدوا قليلاً وقاموا بعشر ما قامت به تلك الدول لما احتاجوا إلى هذا العذر القبيح الذي لا يعكس غير إنهم سيئون (وعينهم قوية).

تحقيق التقدم والتطور في كل المجالات أصبح اليوم أمراً في غاية السهولة أن تميزت الحكومة بالشرف والنزاهة والرغبة والطموح ووضعت للسودان هدفاً وحلماً، ولن يستغرق الأمر غير بضع سنوات حتى ولو عدمنا الموارد، فالحكمة ليست في الموارد وإنما في قوة الإدارة، فسنغافورة التي تعد اليوم واحدة من أكثر الدول رفاهية وتحتوي على أكبر عدد من الأثرياء في العالم كانت مستنقعاً يسكنها البعوض والفقر، دول الخليج وصلت إلى ما وصلت إليه الآن ولم تكن تملك موارد السودان ولا موقعه ولا كفاءته، قفزت تركيا وكانت تعاني وضعاً أصعب من السودان بكثير، كلها امتلكت الطموح والإرادة والرغبة ووضعت لها أهدافاً وأحلاماً، وهذه بمثابة عصا موسى.

يقول المثل أن توقد شمعة أفضل ألف مرة من أن تلعن الظلام والحكومة السودانية مصابة بعجز عقلي ونفسي يجعلها لا تستطيع حتى أن توقد شمعة رغم أن الشموع تحيط بها من كل جانب، ولذلك لن تعبر بالسودان أبداً حتى وإن امتلكت عصا موسى فعلاً وانتظرناها ثلاثين سنة أخرى، فما تملكه من أخلاق ومن ضعف أوصلت إليه الشعب، جدير بان يجلب للسودان لعنة فرعون.

عموماً نقول للحكومة نعم إنتِ لا تملكين عصا موسى ولا حتى عصا كفيف يتحسس بها الدرب، ولكن نحن نملك عصا موسى ولدينا موسى أيضاً يمكنه أن يغير في السودان في ظل عام واحد فقط ليصبح دولة تملك قوتها وقرارها، وبعد عامين سيجعل العالم يتحدث عن نمر اقتصادي أفريقي قادم، وبعد 10 سنوات سيوصلنا مرحلة الرفاهية، أما بعد ثلاثة عقود سنصبح دولة عظمى، فقط كل ما نحتاجه الآن هو أن تحل عنا وتترك لنا السودان بكل دماره جراحاته، فذهابها فقط سيفتح عيلنا أبواب الرحمة.

التيار

تعليق واحد

  1. يا ترى ما الذي يجعل الحكومة تتشبث بحكم السودان وهو بلد، بحسب زعمها، فقير وشعبه جاحد وكسول وقد وجدو البلد جنازة بحر وليس لهم عصاة موسى.

    التفسير هو أن الحكومة قد “بالت” على كرسي الحكم الوثير، وهو تخشى من الفضيحة الجلل أن اكتشف القوم ذلك.

    لذلك ستبقى الحكومة مغطية على “بولها” حتى يقضيَ الله أمراً كان مفعولاً.

  2. يا ترى ما الذي يجعل الحكومة تتشبث بحكم السودان وهو بلد، بحسب زعمها، فقير وشعبه جاحد وكسول وقد وجدو البلد جنازة بحر وليس لهم عصاة موسى.

    التفسير هو أن الحكومة قد “بالت” على كرسي الحكم الوثير، وهو تخشى من الفضيحة الجلل أن اكتشف القوم ذلك.

    لذلك ستبقى الحكومة مغطية على “بولها” حتى يقضيَ الله أمراً كان مفعولاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..