احترموا عقولنا مرة واحدة بس

جاء في الأخبار أن رئيس مجلس الوزراء تعهد بتشغيل المصانع المتوقفة ، وقبل عامين جاء في عناوين أخبار الصحف ما نصه (اتجاه لرفع الدعم عن كل السلع وتحويله للإنتاج)، وجاء أيضاً :(ترتيبات لإعادة تشغيل المصانع المتوقفة).. طبعاً وبكل تأكيد دعم الإنتاج المحلي،هو أول عتبة في سلم أية نهضة اقتصادية، وهو اللبنة الأولى لأي مشروع نهضوي في مسيرة بناء الأمم والأمجاد، لكن للأسف ظل حديث المسؤولين عن دعم الإنتاج يجيءُ دائماً للاستهلاك السياسي وحسب، وفي ذلك مفارقة عجيبة.

وتزداد المفارقة عندما تتمعن أنك في دولة قوامها الإنتاج الزراعي والحيواني ، لكن للأسف الشديد أن الإنتاج الزراعي الآن تراجع تراجعاً مريعاً بسبب عدم اتباع سياسات تشجيع الإنتاج وبسبب كثرة الرسوم المزدوجة وغير القانونية المفروضة على المُنتج المحلي..

وللأسف الشديد أيضا تراجع الإنتاج الصناعي فأغلقت مئات المصانع وتوقفت تماماً عن العمل لذات الأسباب، إضافة إلى فتح أبواب الاستيراد على مصراعيها لاستجلاب السلع والتي من بينها الفاسدة ومنتهية الصلاحية الرخيصة، والمسرطنة ، والنفايات الإلكترونية..

ظللنا نسمع في كل عام ومن خلال خطابات الحكومة الدورية والعابرة عن دعم الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي، والنتيجة نرى أن المزارعين يجأرون بمر الشكوى من ارتفاع تكلفة الإنتاج وغياب التسويق والتمويل، ونسمع عن دعم الإنتاج الصناعي فلا نرى إلا مصانع توصد أبوابها وتسرح جيوشها العاملة والمحصول النهائي مزيد من البطالة، لذلك لست متفائلاً بأي حديث عن إعادة تشغيل المصانع المتوقفة ولست متفائلاً بأي تصريح عن دعم الإنتاج، فقط لأن هذه الأسطوانة سمعناها كثيراً جداً ولم يعد هناك من يصدقها..

وهل نصدق كما صدقنا من قبل إذ قال قائل منهم”إن أموال البترول سوف تذهب لدعم الإنتاج الزراعي والصناعي، ولن نصرف منها إلا على مدخلات الإنتاج ووسائله”.. يومها صدقنا ولم نقبض إلا الريح .

ثمة أمر آخر مضحكٌ ومبكٍ في آن واحد وهو (رفع الدعم عن جميع السلع وتحوله للإنتاج).. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: أين هذه السلع المدعومة حتى يرفع عنها الدعم؟ أشيروا إلينا وارشدونا إليها -جزاكم الله خيراً ? للعلم فقط، قد نعلم أن الدولة ماضية في رفع الدعم عن كل شيء:التعليم الصحة المياه الكهرباء والخبز والمحروقات الخ…، ولكن هل سنُصدق أن مبالغ الدعم ستتحول لدعم الإنتاج؟!.. كل السياسات العامة المطبقة حاليا لا تدعم إنتاجاً، بل تشير إلى أن ليس من شواغل الحكومة دعم الإنتاج المحلي، ربما تشجيع الاستيراد، وهذا هو أس البلاء الذي جعل خزينة الدولة خالية من العملات الصعبة ، ولو أن هدف هذه الحكومة دعم الإنتاج لما أوصلت البلاد إلى هذا البؤس الذي نعيشه الآن، يا (أخوانَّا في الله)بالله احترموا عقولنا مرة واحدة بس…. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..