الفيل … وضل الفيل

اعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن اخضاع مشاركة الجيش السوداني في تحالف عاصفة الحزم باليمن للتقييم ، وأنه قرر التأمين علي استمرارية المشاركة ، وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني عبدالرحمن الخضر ( ان الحزب ناقش استمرار السودان في التحالف العربي لاعادة الشرعية في اليمن ، واستمرارية القوات المسلحة في عاصفة الحزم ) ، وأضاف ( تم تقييم دقيق وموضوعي ومن جوانب عديدة وخرجت الرؤية الكلية بمواصلة السودان مشواره ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن وان المنطلق الرئيسي من مشاركة السودان في التحالف العربي هو منطلق استراتيجي)، وجاءت تصريحات وزير الاعلام السعودي مؤكدة علي دور القوات المسلحة السودانية فى حرب اليمن قائلاً ( ان السودان والسعودية في قارب واحد ) … و ان اى تهديد للسودان هو تهديد للمملكة .
اذاً أين المشكلة ؟
عشرات المقالات كتبت عن العلاقات السودانية السعودية في الأسابيع الماضية ، وتصريحات من الجانبين السوداني و السعودي تصب في اتجاه ترطيب الأجواء وتبريد سخونة توترات في اعقاب أحاديث غير رسمية عن سحب القوات السودانية من اليمن ، و قامت وزارة الاعلام السعودية بدعوة عدد من الصحفيين لمزيد من اضفاء الحقائق و ابراز دور القوات السودانية ، و استقبلهم قائد قوات التحالف الفريق فهد بن تركى بن عبد العزيز ، و كان المتوقع ان تساهم زيارة الوفد الاعلامى الذى قاده مسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطنى ، فى تمتين العلاقات بين البلدين و ترميم اى شروخ ربما حدثت فى الاسابيع الماضية .
الى ان ظهر الفريق طه على خلفية المشهد ، فاطاح بنتائج الزيارة و احرج الحكومة السودانية ، فهى اما ان تعترض على تدخل الفريق طه الحسين ( الموظف السعودى ) فى الزيارة واما ان تسكت ، الحكومة تعاملت بالخيار الاول ، و تعاملت مع الصحفيين العائدين بسابقة لا نظير لها ، تمثلت فى استجوابهم عما حدث فى الزيارة ، و منعت الفوج الثانى من المغادرة ، وايا كانت تقديرات الحكومة ، فلا يمكن ان تتجه الى ضل الفيل و تترك الفيل ، و تصرفت بطريقة تحسب عليها وربما ستكون لها تفسيرات سعودية باستشارة طه بالطبع.
فى السابق كان الصحفيون يتقاطرون الى طهران، و بعد ذلك الى تركيا بالعشرات دون اى احتجاج حكومى ، تبعآ لحميمية العلاقات بين الخرطوم و تلك البلدان، و لم يتعرض اى صحفى لمساءلة مثل التى حدثت مؤخرآ ، و التى تثير غبار الشك حول الدور الوطنى للصحافة السودانية ، و تضعها موضع اتهام .الواضح ان هذا لم يكن ليحدث لولا ظهور طه فى المشهد بطريقة لا يمكن وصفها بالبريئة ، خاصة بعد (تسريبات ) كاذبة ، راجت حول ما جرى فى مقابلاته مع الصحفيين.
لا شك ان القراءة الصحيحة للاوضاع تفيد بأن العلاقات مع السعودية لن تكون طبيعية و طه يحمل وظيفة مستشار لوزير الخارجية السعودى ، برغم ادعاءات طاهوية بأنه يريد و يعمل من اجل بلاده السودان ، لا احد يصدق مزاعم طه و العلاقات فى وجوده مستشارآ للخارجية السعودية شهدت اسوأ حالاتها ، و لم يعرف له اى دور ايجابى لجهة تحسينها ، ان ارادت الحكومة السودانية خيرآ لعلاقاتها مع السعودية فلتطلب صراحة من المملكة ابعاد طه من ملف العلاقات بين البلدين ، طه هو الفيل !

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..