مفارقات غريبة كسوة العيد

في مثل هذه اﻷيام ومع إنتصاف رمضان وإقتراب العيد تنشط جمعيات خيرية ومجموعات محسنين وافراد صالحين في زمن غياب الصﻼح واﻹصﻼح والمصلحين جميعهم لتنفيذ ” مشاريع ” مسعدة وسعيدة لكسوة بعض الفقراء والمساكين والمحرومين من (اللبس) في دولة نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع كما كانت تردد ذلك أبواقها اﻹعﻼمية الزائفة في أيامها البئيسة الخوالي … لغرس السعادة وزرع البهجة في نفوس اليتامي واﻷرامل ومعسري الحال وما أكثرهم من عباد الله من السودانيين .
وجميل جدا أن يكون هناك من يفكر مجرد تفكير في كسوة غيره، وفي ابرك الشهور في شهر رمضان المبارك أو في عيد اﻷضحي المبارك، واﻷجمل أن تجد من يعتني بغيره في ظل الظروف الغير طبيعية التي يعيشها المواطن السوداني، وفي ظل إرتفاع قيمة كل شئ إرتفاع غير مسبوق وما بعد الجنوني إﻻ قيمة اﻹنسان الذي كرمه الله عز وجل حتي أصبحت بعض اﻹحتياجات الضرورية ” غالعيدية ” للبعض رقم مغلق علي الطول،وليس رقم ﻻ يمكن الوصول إليه، فالذي ﻻ يمكن الوصول إليه حتما مع مرور الوقت والزمن يمكن الوصول إليه بعد أن يفتح ولكن الرقم المغلق ﻻ يمكن الوصول إليه علي الطول، وهكذا بعض اﻹحتياجات لكثير من شرائح مجتمعنا ” الشيﻼتي ” الذي يأخذ افراده بأيادي بعضهم البعض في السراء والضراء .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أﻻ يحتاج هذا ” المكسو ” أو المكسوة ” لكسوة وثياب جديده يرتديها أو ترتديها من حين ﻵخر كما يرتدي اﻻخرون في طول العام أم أن روح التكافل المجتمعي وتعاونه يكون ميت وﻻ يحي إﻻ في العيدين بالطبع مع أهمية ذلك …
ولكن من الذي يمنع الجمعيات ومحسنيها وداعميها الخيرين من مواصلة مشاريع الكسوة هذه في شهور السنة اﻷخري .. أم يا تري أن الذي يتم كسوته ما عليه إﻻ أن ينتظر بكسوته هذه إنقضاء عام حتي تتم كسوته مرة أخري علي نسق الذي عند غيرك ﻻ تجده وقت ما تشاء … واعني بكﻼمي هذا ضرورة مواصلة هؤﻻء مشوارهم ” الكسواتي ” في كل الشهور بدل إختزاله للعيدين المباركين فقط .. وهذا يمكن أن يحدث بالتصميم واﻹرادة والقيام بحمﻼت تدعو لتبرع الميسورين بمﻼبسهم القديمة أو التي يعتقدون بأنها قديمة، وهي ليست كذلك للمحتاجين وتوزيعها لمن يستحق وخاصة أهالي الريف الذين هم في أمس الحاجة لذلك .
ففي مجتمعنا والحمدلله هناك من يملك ” شنط ” مﻼبسية بكل أنواعها وأشكالها السودانية واﻷفرنجية كما أن هناك من يملك ” لبسة ” واحدة يتيمة يغسلها ويرتديها أني شاء حتي اصبحت جزءا من جلده، واصبح جلده وجسمه جزء منها .. دون أن يجددها وكيف يجددها ووجباته التي يقيم بها أوده ويسد بها رمقه في ستين .. والتعاون علي البر والتقوي من المعامﻼت الجميلة التي يحس عليها ديننا الحنيف، فإهتمام المسلم بأخيه المسلم أمر في غاية اﻷهمية ويؤجر عليه إن شاء الله وخاصة في دولة كدولتنا فيها طبقة غنية ثرية واخري فقيرة مفقرة دون وسطية بينهما
والمفارقة الكبيرة أين مؤسسات حكومة اﻹسﻼم في كل هذا ولماذا ليس هناك إهتمام بالفقراء حتي في اﻷعياد والمناسبات اﻹسﻼمية أم أن من أفقرهم محال أن يهتم بهم كما ﻻ تعالج المشاكل بأسبابها التي تسببت فيها بادئ اﻷمر؟!.
[email][email protected][/email]