عبد العزيز سام يغرق في مستنقع العنصرية

طالعت في مواقع التواصل الاجتماعي ومنها موقعكم سلسلة من مقالات عبد العزيز عثمان سام أحد قيادات السابقة لحركة تحرير السودان جناح مني اركو بعنوان اقليم دارفور كما ينبغي ان يكون فحوى هذه المقالات بان تسمية اسم دارفور مرتبط باسم أحد القبائل وهي قبيلة الفور وان هذه التسمية هي السبب خلف عدم تقدم الاقليم وهام في ازدياد التوتر بين مكوناتها وان الفور يدعون احقيتهم للإقليم أكثر من الاخرين ويعطون صك الانتماء لهذا الاقليم.
ايضا صب الكاتب جم غضبه على الفور واختزل حضارة هذا الكيان العريق الذي أصبح مضربا للمثل في فن التسامح والكرم وقبوله للكيانات الأخرى. فقد نجد ان كاتب المقال ادعي ان قبيلة الفور تريد ان تغير عقيدة الإقليم من دين سيدنا محمد (ص) الي العلمانية دين الكفار بدلا عن الدين.

لم أكن أنوي الخوض في مثل هذه السجالات التي لا تخدم قضايا الاقليم، والظروف التي تمر بها من شتات ابنائها ولكن اصرار الكاتب في مقالاته المتكررة وإصراره بالنيل والهجوم على هذا الكيان العريق دفعني بان ادحض كل افتراءاته وعنصريته البغيضة وغيرته الغير مبرره على قبيلة الفور.

نبدأ في تحليل مقالات الكاتب التي تحوي فى طياتها الكثير من التناقضات، ولست أدرى هل من جهل الكاتب ام عمي الله بصيرته ان يسرد الحقائق التاريخية كما ينبغي لها ان تذكر، وينظر لواقع الاقليم من منظور زاويته الخاصة.

في البدء اعطي نبذة عن الكاتب:
هو المحامي عبد العزيز عثمان سام، عمل سابقا مستشارا قانونيا لحركة تحرير السودان جناح مني وهو أحد مهندسي مؤتمر حسكنيته الذين ساهموا في تفتيت وتمزيق الحركة من خلال المنظور القبلي، فتلك كانت بداية الشرارة والشتات ونهاية الثورة فى كل اقليم دارفور الي يومنا هذا.
هاجر اهله خلال فترة الجفاف والتصحر الذي ضرب مناطق شمال دارفور ودول الجوار بالإضافة في سبعينيات القرن الماضي، كما يرجع اسباب هجرة اسرته الي ظروف الحروبات التي وقعت بين بعض دول الجوار آنذاك، فاستقر بهم الحال في مناطق غرب طويلة حتى تابت وقلاب وعدارة.

ولتذكير الكثير منا بان دارفور كانت وما زالت مقسمة الي حواكير كي يتم تسهيل إدارة شؤونها عبر الشراتي والعمد والشيوخ وهذه الادارات كانت تدار وفقا للتدرج الهرمي نزولا من السلطان الي المشايخ. ففي حالة قدوم او عبور اي مجموعة الي منطقة غير تابعة لإدارتهم يتم الاستئذان من اصحاب الدائرة المعنية لاستضافتهم، ونسبة لكرم وشهامة اهل دارفور عادة يتم استضافة المهاجرين وفقا لشروط المنطقة وكيفية المحافظة علي امن وسلامة واستقرار المنطقة فيتم استقطاع جزء من الاراضي الزراعية للقادمين لمزاولة حياتهم.
هاجرت اسرته في عام ١٩٧٠م من تشاد الي الجنينة ومن ثم تلك المناطق المذكورة سالفا وبكرم لشهامة اهل دارفور المعهودة وخصوصا قبيلة الفور في تلك الدائرة الجغرافية الواقعة تحت ادارة الشرتاي عبد الله عبد الرحمن ابو البشر شرتاي دار تارني استقرت اسرته وهذا بشهادة الاستاذ عبد العزيز في مقالته بعنوان (ما تقوم به لجنة الشرتاي ادم صبي في منطقة قلاب جريمة حرب) بتاريخ ١٦|٨|٢٠١٦م على صفحة سودانيز اون لاين.
في هذه المقالة أبدى فيه عدم احترامه وتقديره لقيادات ظلت منذ عهد السلطنات مكان احترام وتقدير لأهل دارفور مثل الشرتاي ادم صبي والملك داؤود سالم تقل وعرجة احمد بوش هؤلاء جميعهم قيادات ساهمت في بناء وتماسك المجتمع الدارفوري فدور هؤلاء لا يعرفه المهاجرون الين اتوا حديثا الي البلاد.
ايضا امن الاستاذ علي ان العلاقات بين المكونات في المنطقة ظلت متميزة ومستقرة (فور، تنجر وزغاوة) وتميز العلاقة التعاون والاحترام المتبادل لما يشارف سبع واربعون سنة علي حسب ما ذكرته في المقالة ولكنك اتيتنا بسلسلة من مقالاتك الاخيرة تناقد فيه نفسك رغم ما تقدمت به من شهادة وفاء واحترام المتبادل بين مكونات المنطقة فاتهامك للفور بالتعالي على بقية مكونات الاقليم يدحض كل حججك وتهمك السمجة! بل تم تنصيب اخيك محمد عثمان سام عمدة لإدارة شئون المنطقة رغم حداثة وجودكم في المنطقة ومن هنا يظهر لنا جلينا مدي الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الاستاذ سام.
ايضا من ضمن حجتك لحتمية الفصال يعود لمطالبة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور لسودان ليبرالي علماني وهنا لا اريد ان ادافع عن توجه وبرنامج الحركة لان للحركة منسوبيها يدافعون عنها ولهم الحق اختار الايدلوجية المناسبة لحركتهم التي تنادي بالقومية, اختزالك لكيان الفور في حركة تحرير السودان فيه تجني وعدم احترام لهذا الكيان العريق, فالفور مكون اجتماعي منتشر في كل أصقاع البلاد والعالم وليس حركة سياسية ولم يتفقوا علي قلب رجل واحد ليكونوا حركة ثورية او احزاب والسؤال الذي يطرح نفسه هل في ظل وجودك في حركة تحرير السودان كنت مفوض من قبل قبيلة الزغاوة وهل حركة تحرير السودان بقيادة مني او حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل مفوضين من قبل قبيلة الزغاوة العريقة ليقاتلوا النظام نيابة عنها كلا وحاشا بل اشعلوا الثورة بمحض إرادتهم للمطالبة بحقوق الاقليم ومن ثم توسعت دائرة مطالبهم لتصبح قومية التوجه يطالب بكل حقوق اهل السودان.
فلا أدرى كيف لرجل في قامتك يغرق في شبر من العنصرية البغيضة ضد هذا الكيان المسالم الذي لا يعدي أحد.

اتهمت الفور بأنهم تخلوا عن دين محمد (ص) وارتدوا عنها ويريدون فرض العلمانية والليبرالية على اهل دارفور فلا أدرى من اين لك بهذه الخزعبلات ما ذنب الفور ان خرج منهم من يطالب بالعلمانية او من ارتد عن الدين الاسلامي فهذه سنة الحياة منذ ان خلق الله البشرية فهذا سلوك فردي يحاسب عليه الفرد وليس الكيان.

هذه التهمة التي وجهتا للفور يعتبر بمثابة فتنة لتحريض وتأليب القبائل الدارفورية وسائر المكونات بالإضافة الي التيارات الجهادية المتطرفة لجهاد ما تبقي من الفور ويعتبر جريمة الشروع لإبادة هذا الكيان ونحن سوف نأخذ هذه التهديدات محمل جد وسوف يتم التعامل معه بالطرق القانونية وبكل السبل الذي نراه مناسبا.

لا اريد ان اعرف القارئ من هم الفور لأنهم في غني عن التعريف ان كان على مستوي السودان او علي المنطقة والاقليم والعالم اجمع بتدينهم وكسوتهم للكعبة الشريفة مع بقية اهل دارفور.
نعتك للفور بهذه الصفة

أيضا عددت القبائل التي تقطن ولاية شمال دارفور وتجنيت على الفور دون ذكرهم كجزء مكونات للنسيج الاجتماعي لهذه الولاية وحصرتهم في ولاية وسط دارفور بالرغم من استضافتهم لك واسرتك في حاكورتهم وعلي قول المثل اتقي شر من احسنت اليه! لا اريد ان اتطرق الي اين كان مقر بداية سلطنة دارفور قبل نقل عاصمتها الي الفاشر لان ذلك يحتاج الي سرد تاريخي طويل وهذا ليس هو محور حديثنا.

ختمت مقالاتك بمطالبة ولاية سادسة في دارفور وتسمي ولاية وادي هور

ومن هنا يتضح لنا جليا مضمون مقالاتك بان السبب الاساسي لكل هذه الزوبعة وهجومك الغير مبرر على الفور ومطالبتك بتغير اسم دارفور لارتباطه بكيان الفور اختزلته في المطالبة بإنشاء بولاية وادي هور وهذا طلب مشروع ويتم عبر قنواته وهو السلطة التشريعية والتنفيذية او الحكومة المركزية هي التي تحدد وفقا لسياساتها ان كانت هنالك حاجة لإنشاء ولاية جديدة وبهذه الطريقة سوف يجد هذا المطلب دعماً من قبل مكونات اهل دارفور دون المساس باسم المنطقة التي بات رمزا تاريخيا ناصعا نعتز به جميعا كدارفورين.

وفي الختام دعني أقدم لكم النصح ان كان بينك وبين مجموعة من ابناء كيان الفور خلافا سياسيا او غيره فليس من العقلانية صب جم غضبك على كيانه كله او الاقليم فأنتم افراد والمجتمعات باقية وسنظل تحت غطاء هذا الاقليم ولا بد من تقبل الاخر وحتما سيعود النور الي الاقليم لكن علينا جميعا ان نسعى لتوحيد صفنا واعادة ترميم النسيج الاجتماعي في هذا الاقليم الجريح.

نسأل الله الهدايا وان تعود لرشدك والاعتذار لكيان الفور واهل دارفور لما بدر منك لتكفير الفور.

وان عدتم عدنا

محمد اسماعيل موسي
المملكة المتحدة
٢|٦|٢٠١٨م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكراً محمد اسماعيل موسي
    نتمنى ان يطلع الاستاذ سام على هذا المقال
    ويقراه بتمعن وعقل مفتوح بعيداً عن النظرة
    القبلية الضيقة.

  2. وفيت وكفيت لكن هناك نقطه هامه جدا وهي مخططات دولة الزغاوه الكبرى ودولة البقاره الكبرى قريش ١. قريش ٢ لكن بوجود حركه تحرير السودان والذي التف حوله عدد مقدر من ابناء السودان يشكل عقبه كوؤده امام هذه المخططات بالاضافه لدور مهم جدا تضلع به النخبه النيليه وهي سياسيه فرق تسد التي تضرب مكونات الاقليم ببعضها البعض

  3. تشكر يا استاذ رد شافع وكافئ للعنصري عبدالعزيز سام الذي اطلق سمومه النتنة في امة الفور هو جاهل باسم الامة والتي ارتبطت اسمها بالتسامح والتعايش مع الاخرين.

  4. الآن وضعت النقاط فوق الحروف يا كاتب المقال المحترم ووضحت الخلفية الإثنية والفكرية التي ينطلق منها القلم السام لعبد العزيز.

    في وقت يحتاج فيه الإقليم إلى العدالة والتنمية وعودة المهجرين وبناء الثقة، يقفز عبد العزيز فوق كل ذلك مختزلاً أزمة الاقليم في اسمه ومنتهياً ب conclusion أن الفور فارقوا درب الله وصاروا علمانيين.

    ويقول المثل: إذا عرف السبب بطل العجب.

  5. شكراً محمد اسماعيل موسي
    نتمنى ان يطلع الاستاذ سام على هذا المقال
    ويقراه بتمعن وعقل مفتوح بعيداً عن النظرة
    القبلية الضيقة.

  6. وفيت وكفيت لكن هناك نقطه هامه جدا وهي مخططات دولة الزغاوه الكبرى ودولة البقاره الكبرى قريش ١. قريش ٢ لكن بوجود حركه تحرير السودان والذي التف حوله عدد مقدر من ابناء السودان يشكل عقبه كوؤده امام هذه المخططات بالاضافه لدور مهم جدا تضلع به النخبه النيليه وهي سياسيه فرق تسد التي تضرب مكونات الاقليم ببعضها البعض

  7. تشكر يا استاذ رد شافع وكافئ للعنصري عبدالعزيز سام الذي اطلق سمومه النتنة في امة الفور هو جاهل باسم الامة والتي ارتبطت اسمها بالتسامح والتعايش مع الاخرين.

  8. الآن وضعت النقاط فوق الحروف يا كاتب المقال المحترم ووضحت الخلفية الإثنية والفكرية التي ينطلق منها القلم السام لعبد العزيز.

    في وقت يحتاج فيه الإقليم إلى العدالة والتنمية وعودة المهجرين وبناء الثقة، يقفز عبد العزيز فوق كل ذلك مختزلاً أزمة الاقليم في اسمه ومنتهياً ب conclusion أن الفور فارقوا درب الله وصاروا علمانيين.

    ويقول المثل: إذا عرف السبب بطل العجب.

  9. مقال عفن – وليس بقدر الاستاذ المحامي سام – ردك مفروض يكون بالمنطقومقارعة الحجة بالحجة – لكن اراك تسب وتشتم وتركت الموضوع الأساس الهو تغيير اسم دارفور – ولعلمك الان الان لو جات جهة محايدة وعملوا تصويت فالنتيجة سوف تكون صادمة .

    لو عاوز الحقيقة اغلب سكان دارفور مع تغيير اسم دارفور – والاسباب كثيرة تركت الناس تقرف من اسم دارفور لان كل من هب ودب عامل ليه اهمية وهو المالك الاصلي لدارفور وجابت لها سكان اصليين ومهاجرين – بالله عليك ايها الكاتب هل تقدر تقول لزول في مثلا دار التعايشة او دارزغاوة او الضعين ولا عدالفرسان انت دي مابلدك يلا شوف لك بلد تاني تفتكر اقل تقدير يعمل لك شنو اولا بعتبرك مجنون ده اسوء الفروض لو ما قتلك لاقدر الله عشان كده ماتخمونا سايت.

    والناس احرار تتكتل داخل قبايلها وروابطها الاجتماعية دون المساس بالآخر الزغاوة لهم الحق في تجمعهم وكذلك العرب والفور كله حر في شأنه لكن اقصاء الاخر هو أس المشكلة.

  10. معظم الذين يتحدثون بأسم الفور اذا بحثنا عنهم نجدهم ليست لهم علاقة بالفور البته عبارة عن عبيد كانوا تبع السلطان وفلاكنة – لكن ابناء السلاطين الاصلين للفور نجدهم منفتحين على الآخر ليست عليهم احقاد وهكذا كانوا يديرون دارفور بتنوعها الحالي اذا كانوا عنصريين وحاقدين ذي فلاكنة اليومين دول ماكان هناك اسم سلطنة الفور الحالي .

    وحركة عبد الواحد التي تتحدث بأسم الفور وتتحدث عن طرد جميع من هم ليسوا بفور هل يعقل هذا وهل عبد الواحد اصلا فوراوي وهناك كثر نعرفهم بالاسم ليسوا بفور – الفوراوي الاصلي من طبعه معروف أمين ومسالم وغير عنصري واجتماعي لكن الظهروا لنا اليومين ديل ماعارف جاءوا من أين عالم معقدة نفسيا

    .انا ماعارف هل السلطان على دينار اعتق جميع العبيد المعه قبل وفاته والذين والهدايا من الرقيق التي اتته من حاكم تركيا والزبير باشا.

  11. مقال عفن – وليس بقدر الاستاذ المحامي سام – ردك مفروض يكون بالمنطقومقارعة الحجة بالحجة – لكن اراك تسب وتشتم وتركت الموضوع الأساس الهو تغيير اسم دارفور – ولعلمك الان الان لو جات جهة محايدة وعملوا تصويت فالنتيجة سوف تكون صادمة .

    لو عاوز الحقيقة اغلب سكان دارفور مع تغيير اسم دارفور – والاسباب كثيرة تركت الناس تقرف من اسم دارفور لان كل من هب ودب عامل ليه اهمية وهو المالك الاصلي لدارفور وجابت لها سكان اصليين ومهاجرين – بالله عليك ايها الكاتب هل تقدر تقول لزول في مثلا دار التعايشة او دارزغاوة او الضعين ولا عدالفرسان انت دي مابلدك يلا شوف لك بلد تاني تفتكر اقل تقدير يعمل لك شنو اولا بعتبرك مجنون ده اسوء الفروض لو ما قتلك لاقدر الله عشان كده ماتخمونا سايت.

    والناس احرار تتكتل داخل قبايلها وروابطها الاجتماعية دون المساس بالآخر الزغاوة لهم الحق في تجمعهم وكذلك العرب والفور كله حر في شأنه لكن اقصاء الاخر هو أس المشكلة.

  12. معظم الذين يتحدثون بأسم الفور اذا بحثنا عنهم نجدهم ليست لهم علاقة بالفور البته عبارة عن عبيد كانوا تبع السلطان وفلاكنة – لكن ابناء السلاطين الاصلين للفور نجدهم منفتحين على الآخر ليست عليهم احقاد وهكذا كانوا يديرون دارفور بتنوعها الحالي اذا كانوا عنصريين وحاقدين ذي فلاكنة اليومين دول ماكان هناك اسم سلطنة الفور الحالي .

    وحركة عبد الواحد التي تتحدث بأسم الفور وتتحدث عن طرد جميع من هم ليسوا بفور هل يعقل هذا وهل عبد الواحد اصلا فوراوي وهناك كثر نعرفهم بالاسم ليسوا بفور – الفوراوي الاصلي من طبعه معروف أمين ومسالم وغير عنصري واجتماعي لكن الظهروا لنا اليومين ديل ماعارف جاءوا من أين عالم معقدة نفسيا

    .انا ماعارف هل السلطان على دينار اعتق جميع العبيد المعه قبل وفاته والذين والهدايا من الرقيق التي اتته من حاكم تركيا والزبير باشا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..