الفجر من رحم الظلام سيولد

بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة ما بين المواطن السوداني والحكومة (المؤتمر الوطني) اصبح شعارها (عذبني وزيد عذابك) ، وأحينا يضاف اليها (عذبني وتفنن في الوان عذابي). وفي أيام رمضان الكريم هذا ولياليه أصبح الكل يتضرع الى أرحم الراحمين بأن يرفع مقته وغضبه عنا، بعد أن سلط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا. كما قال الشيخ التونسي أثنا الانتفاضة التونسية (لقد هرمنا). ثلاثة عقود تحت حكم الانقاذ الظالم والفاشل في كل المناحي، نتيجتها أن أصبح الشباب شيوخا شكلا وصحة (ضغط وسكر وسل واضطرابات هورمونية وذبحات صدرية)، أما الشيوخ مثلنا اصبحنا لا نفهم ولا نستوعب، ولا نستطيع أن نتقبل ما جرى وما يجري، ولا نعرف ماذا سيجري في المستقبل القريب والبعيد. لا يمكننا تفسير ما جرى للوطن والمواطن. هل هذه احلامنا لهذا الوطن وللمواطن التي افنينا من أجلهما شبابنا وبكل أمانة وتجرد واخلاص؟ فنحن ان لم نحلم (نموت), جيل مختلف عن الأجيال الحالية، خاصة تلك التي ولدت في هذا العهد المشؤوم. غالبيتنا أصبح يقول أن باطن الأرض خير لنا من ظاهرها بسبب هذا التدهور المريع، وضياع الوطن و كل مقدراته بواسطة مجموعة جشعة وفاسدة وحاقدة وغير مسؤولة وفاقدة للأهلية والمقدرات والكفاءة، ولا تنتمي فعليا لتراب هذا الوطن، وهمها نفسها فقط وجمع المال واكتنازه خارج حدود الوطن، وغسيل الأموال، والتهريب والتخريب، وشعارها (كان بيت ابوك خربت شيل ليك منها شلية). هم من خربوها (عنية) وهم الأن يتقاتلون في الشلية. أكلوا كل اللحم والأن يتصارعون في نخاع العظم (المخ)!!!
اصبحنا لا نعرف من يحكم هذه البلاد. هل يحكمها حزب؟ أم جيش؟ أم جهاز الأمن؟ أم مجموعة من الأفراد مدعومين من جهة ما، وتخافها الجهات الأخرى. بالتأكيد فان البرلمان ليس له دور. مجلس الوزراء تأتيه تعليمات مطبوخة قبل الاجتماعات من النادي الكاثوليكي بشارع المطار. الوزراء ليس لديهم برامج واضحة أو غير واضحة، ويتم اختيارهم عشوائيا ولترضيات لجهات لا تنتمي حقيقة لأي جهة ذات ثقل، ولأسباب يعرفها المؤتمر الوطني. ويعملون برزق اليوم باليوم كأنهم وكلاء وزارات رغما عن وجود الوكلاء . ينطبق ذات الشيء على الاقتصاد الذي لم يسبقه تخطيط، فهو اقتصاد عشوائي أفضل منه طريقة تفكير صاحب البقالة بالحي. وعلى رأسه وفي دفة القيادة رجال لا علاقة لهم بعلوم الاقتصاد، ويفكرون بطريقة التجار في البقالات الصغيرة وهمهم البيع والتكسب من المواطن الغلبان واعتصار ما في جيبه اعتصارا وليس بهدف تقديم وتوفير خدمات.
هل نجحت الانقاذ طوال ما يقرب ثلاثة عقود في حل أزمة الوطن، وأزمة المواطن الذين جاءوا لانقاذهم؟ البعض يتحدث عن الطرق، واصبحنا نصل بسهولة الى أغلب مناطق السودان وبعض الدول المجاورة عن طريق الطرق المسفلنة!!! هل كان من الفضل عمليا واقتصاديا أن نصلها عبر القطار أم عبر السيارات الخاصة والحافلات والبصات والشاحنات. يتحدثون عن السدود. هل كان الهدف منها الماء أم الكهرباء. ان كان السبب هو الماء، فنحن لدينا فائض دون مواعين تخزينية حوالى 5 مليار متر مكعب لا نستطيع تخزينها وتذهب لمصر مجانا. فقد كان من الممكن والأفضل اقتصاديا أن نقوم بتوسيع مواعيننا التخزينية ونستغل هذه الكميات بطريقة اقتصاديو ومجدية و مما يعود بالنفع للوطن والمواطن. أما ان كان السبب هو انتاج الطاقة (الكهرباء) فقد كان من الأفضل أن نتجه الى الطاقة الشمسية وبتكلفة أقل بكثير من تكلفة سد واحد. اليوم تتحدث الجهات الرسمية عن انهيار بعض السدود لعدم توفر المال بالعملة الصعبة وذكر أن هنالك قرض بمبلغ 400 مليون دولار لم يتمكنوا من السحب منها لأسباب سياسية!!! نقول أولان ما هو الداعي للقروض والعملة الأجنبية؟ الم يسمعوا بما قام به الرئيس السيسي عندما أراد توسعة قناة السويس وطالب الشعب المصري بالمساهمة بشهادات استثمار قدرها 64 مليار جنيه مصري. استجاب الشعب المصري بسرعة عير مسبوقة ووفر المبلغ المطلوب في (أسبوع واحد) ثقة في حكومته وبرامجها وحسن ادارتها مع حب وعشق للوطن، وشاعار تحيا مصر ، وغد أفضل. وتم انجازه في ثلاث سنوات بدلا من خمس سنوات بأمر من الرئيس، وكانت تكلفتها الحقيقة 53 مليار جنيه. . ثانيا، الى متى سنعتمد على قروض من دول كنا نحن اليد العليا عليها قبل سنوات قليلة مضت؟ والى متى سنعتمد على القروض من حيث هي، ونحن ديوننا قاقت الخمسين مليار دولار؟ بمعنى أن كل منا مديون أكثر من 1500 دولار!!!
نعود الى أزمة الوقود. تقول الحكومة بأن الوقود مدعوم، وهذا كذب مفضوح حيث أن أى مواطن يستطيع التأكد من هذا الكذب باللجوء الى الانترنيت. ثانيا، كل الوزراء عند استجوابهم بمجلسكم الوطني اعترفوا بافلاس الدولة، ومنهم من (بكى)!!!! القطط السمان (كما اسميتموهم) تعرفونهم بالاسم وتعرفون انشطتهم وحساباتهم داخليا وخارجيا ما هم الا شركائكم ، وفي نظرنا كمواطنين أنكم تبحثون عن كباش فداء، والامساك بهم لا يحل أزمتكم الطاحنة والتي تتطلب تفكير علمي دقيق وسرعة مع حسن الادارة ومحاربة الفساد الذي اعترفتم أنتم به بعد أن أصبح سمة من سمات كل المسؤولين بالدولة والقطاع الخاص أيضا، لا نستثني من كانوا معارضين وانضموا اليكم بمقابل من كل الأحزاب.
لماذا لا تسمجوا للرأسمالية الوطنية بالخوض في مجال شراء الوقود بكل أنواعه ويتنافسون في السعر دون مساءلتهم عن من أين حصلوا على العملة الصعبة، ولمدة شهور قد تمتد( حتى نهاية هذا العام)، وتقوم الدولة باستيراد الوقود الخاص بقواتها النظامية والوزارات والكهرباء وكل ما يتعلق بالدولة. لقد وصل سعر جالون البنزين 300 جنيه، وبرميل الجازولين الى 4000جنيه، وانعكس ذلك على أسعار كل المنتجات والمواصلات، وتدمرت الزراعة الصيفية، وأصبح الموسم الزراعي القادم الرئيسي في مهب الريح. أما المصانع فقد توقف أغلبها. الموظفون أصبحوا لا يذهبون يوميا للعمل وأغلبهم اكتفى بيومين في الاسبوع فقط للمبالغة في اسعار المواصلات. أما أنا شخصيا فلم أذهب للعمل لمدة شهر كامل حيث انني بحكم السن والأمراض والمكانة الاجتماعية لا أستطيع البيات بمحطات الخدمة!!!
يا ترى بكم تقدر الخسائر الناتجة عن هذه الأزمة التي استمرت لثلاثة أشهر؟ بالتأكيد بمليارات الدولارات، ولم يحرك هذا ساكنا، ولم تصدر الرئاسة أو الحكومة بيانا توضح فيه الأسباب أو تضعنا كشعب فضل وصبر كثيرا على كل أنواع الفشل. ذكرني هذا بأغنية الفنان العظيم وردي رحمه الله (صبرت واستنيت كثير أتمنى، أمنى روحي وأقول بكرة الجنة!!!). هل سمعتم بمصطلح سياسي واجتماعي يسمى (شفافية)؟؟؟؟.
السيد الرئيس، نحن نستحق منك أفصل من ذلك. نستحق بان تشعرنا بأنك تهتم بما يجري لنا. هل سمعت بما حدث للمواطن بمدني الذي كان بالسوق ومعه ابنته الصغيرة وسال عن سعر ملوة البلح؟ قال له البائع بأنها 180 جنيه. أخرج من جيبه 20 جنيه وقال له اعطيني بها ما يقابلها. فرد عليه البائع بأنها معبأه هكذا ولا يمكنه ذلك. فما كان من صغيرته الا أن قالت: يا بابا ما لازم ناكل بلح. هل تعلم ماذا كانت النتيجة يا سيادة الرئيس؟ نزف الرجل من أنفه وفمه ومات على الفور (ارتفاع حاد في ضغط الدم)!!!! حدث هذا الاسبوع الماضي وفي نهار رمضان الكريم!!!!
لا نريد أن نتحدث عن قطوعات الكهرباء الي تمتد الى 14 ساعة في رمضان، وقطوعات المياه، والأسعار التي تتزايد يوميا بسبب (الدولار والوقود والجشع). أما عن الأدوية فحدث ولا حرج. أغلبها معدوم ، والموجود أسعاره غير محتملة حتى للمقتدرين نسبيا.
نعود الى ما حدث فبل أسبوعين من تعيينات حكومية وزراء و ولاة. يا ترى هل من تم اقالتهم هم المسؤولين عن كل ما جاء أعلاه؟ هل من أتيتم بهم سيقومون (بإنقاذنا)!!!! كنا نعتقد ان الاقالات ستكون من نصيب كل القطاع الاقتصادي، مع تقليل عدد الوزراء والغاء وراء الدولة والمعتمدين والمستشارين والمساعدين ..الخ. ومن أتيتم بهم، هل ليهم برامج محددة جاءوا على أساسها لهذه المناصب، أم شختك بختك، كسابقيهم؟ يعني أحمد وحاج أحمد. يا ليتكم اكتفيتم بوكلاء الوزارات بدلا عنهم. أما السياسات الخارجية الحالية، بالتأكيد لا نفهم ما جرى ولماذا وما سيجري. العشوائية في كل شيء، وربنا يزيد ويبارك.
نقول بعد كل هذا أن الظلم ظلمات يوم القيامة. ومن غشنا ليس منا. ويا مؤتمر يا وطني قال عمر بن الخطاب ان تعثرت بغلة بأقاصي العراق يخاف ان الله سيساله لماذا لم يعبد لها الطريق. وقال صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. يا ترى هل نحن رعيتكم أم (زبائن) فقط. ماذا ستقولون له يوم لا ينفع مال ولا بنون. لا تنسوا بأننا في رمضان والدعاء مستجاب والشعب مقهور ويتضور جوعا ومرضا. نقول (ان الفجر من رحم الظلام سيولد). اللهم نسالك اللطف (أمين).
نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
2 /6 /2018م
[email][email protected][/email]
والله يا بروف ما قلت إلا الحق لكن هؤلاء الناس لا هم لهم إلا ان يظلوا على سدة الحكم ويمسكوا برقاب الناس حتى لو فنى السودان عن آخره. الم يقل الزبير لو مات التلتين وعاش التلت ما عندنا مشكلة؟ واظنه لما قال الكلام دة كان بفتكر انو من التلت صاحب الحظوة. اننا ندعو الله ببركة هذه الأيام الطيبة ان يرينا في الكيزان عجائب قدرته عاجل غير آجل وان يدمرهم تدميرا. علي عثمان يقول علينا سحب عبارة “فلترق كل الدماء” شفت الرقة والانسانية يا بروف. عليهم لعنة الله اجمعين لا خير في ترابهم ولا بشيرهم ولا نافعهم ولا على طاهيهم. وامر الله غالب ولكن ان شاء الله نهايتهم قربت وسوف يرون وقتها ايى منقلب ينقلبون. ودمتم يا بروف.
مقال اكثر من ممتاز …مقال يتحدث عن حال المواطنين بكل وضوح وشفافيه …نسأل الله ان يرا جع اولياء الامر حساباتهم اتقاء لدعوات هذا الشعب الصبور …والله المستعان
والله يا بروف ما قلت إلا الحق لكن هؤلاء الناس لا هم لهم إلا ان يظلوا على سدة الحكم ويمسكوا برقاب الناس حتى لو فنى السودان عن آخره. الم يقل الزبير لو مات التلتين وعاش التلت ما عندنا مشكلة؟ واظنه لما قال الكلام دة كان بفتكر انو من التلت صاحب الحظوة. اننا ندعو الله ببركة هذه الأيام الطيبة ان يرينا في الكيزان عجائب قدرته عاجل غير آجل وان يدمرهم تدميرا. علي عثمان يقول علينا سحب عبارة “فلترق كل الدماء” شفت الرقة والانسانية يا بروف. عليهم لعنة الله اجمعين لا خير في ترابهم ولا بشيرهم ولا نافعهم ولا على طاهيهم. وامر الله غالب ولكن ان شاء الله نهايتهم قربت وسوف يرون وقتها ايى منقلب ينقلبون. ودمتم يا بروف.
مقال اكثر من ممتاز …مقال يتحدث عن حال المواطنين بكل وضوح وشفافيه …نسأل الله ان يرا جع اولياء الامر حساباتهم اتقاء لدعوات هذا الشعب الصبور …والله المستعان
اللهم دمرهم وزلزل الارض تحت اقدامهم اللهم ارهم السوء فى اولادهم ..آمين .
اللهم دمرهم وزلزل الارض تحت اقدامهم اللهم ارهم السوء فى اولادهم ..آمين .