مقالات سياسية

بارا … جنة سواقي الريد “5”

على الرغم من التحديات التي أشرنا إليها سابقاً إلا أن بارا موعودة بنهضة شاملة قد تجعلها واحدة من أكثر وأسرع المدن ازدهاراً في السودان؛ ليس هذا فحسب بل إن هذه المدينة الرائعة قد تتحول إلى وجهة سياحية يؤمها الزوار من كل أنحاء البلاد؛ نظراً لما تتمتع به من جو مناسب ولطيف، واستقرار وأمن، وتربة يمكن أن تزرع بها الحدائق والمنتزهات وتقام عليها كل مقومات السياحة، علماً بأن بارا ترتبط الآن بكل أنحاء الوطن براً وجواً علاوة على أن الزائر عموماً مرحب به هنا. ويضاف إلى ذلك أن بارا تمتاز بمقومات طبيعية، يمكن أن تجذب استثمارات ضخمة من المؤمل أن تجعل منها مركزاً استثمارياً رائداً، واضعين في الاعتبار عدة معطيات، أهمها على الإطلاق الموقع الجغرافي. إذ تقع بارا في ولاية شمال كردفان، وتبعد عن الخرطوم ما يقارب 317 كيلومتراً، ولا تبعد عن الأبيض إلا بحوالي 40 كيلومتراً؛ ولذلك فإن وبارا تعد محطة مهمة في منتصف المسافة البرية بين عاصمة السودان وولايات كردفان في الغرب والجنوب، وهي منطقة تمازج وتداخل بين قبائل شمال السودان وغربه. وحسب علمي لقد بدأت التنمية تشق طريقها إلى بارا بعد تدشين سفلتة الطرق الداخلية على يد مولانا هارون. وحسب ما أفاد به السيد معتمد محلية بارا، الأستاذ عبد الرحمن الماحي، فإن بارا على موعد مع نهضة عمرانية كبرى بعدما استجاب كثير من المواطنين للخطة الرامية لتخطيط المدينة على أحدث طراز؛ حتى تلبس بارا ثوباً قشيباً يليق بمكانتها كواحدة من أهم حواضر شمال كردفان. وبارا الآن ترتبط بكل أنحاء السودان عبر طريق الصادر، هذا الشريان الحيوي الذي سوف يضخ دماءً متجددة، وينعش الحركة التجارية والنشاط البشري عموماً ليس في بارا المدينة وحدها بل في كل المنطقة وغرب السودان بأكمله. ويضاف إلى ذلك، إن بارا ترتبط الآن بالشبكة القومية للكهرباء، الأمر الذي سوف يساعد في إقامة مشاريع واسعة تعتمد على الطاقة الكهربائية، خاصة في مجال الزراعة التي من المتوقع أن تتحول من الري بطلمبات الديزل المستخدمة حالياً (الوابورات) إلى استخدام الغطاسات وهذا سوف يضاعف من الإنتاج والإنتاجية مع استخدام التقنيات الأخرى من بذور وتقاوي وأسمدة ويمكن كذلك استخدام الطاقة الشمسية. أما داخلياً، فقد أوشك الخط الناقل للمياه من منطقة السدر على الاكتمال، وهذا بدوره سوف يوفر المياه النقية للشرب في المنازل ويسهم أيضاً في تطوير العمران، بحيث يمكن التوسع في البنيان الرأسي بدلاً من الأفقي، خاصة بالنسبة للمرافق الحكومية والعامة، وبذلك يسهل توصيل الخدمات الأخرى بأقل تكلفة. وقد اكتملت حتى الآن سفلتة ثمانية كيلومترات من الطرق الداخلية والمتوقع أن تصل إلى إحدى عشرة في المستقبل القريب حسب إفادة المعتمد. من جانب آخر، تسعى السلطات المحلية إلى إعادة تخطيط السوق الكبير ونقل بعض المحلات إلى أطراف المدينة بغية إحداث طفرة تنموية في المنشآت التجارية والخدمية الأخرى. ويأتي هذا الحراك في إطار النقلة المعمارية التي تخطط لها محلية بارا؛ خاصة بعد زيارة السيد رئيس الجمهورية الأخيرة، وتوجيهات سيادة والي الولاية أحمد هارون الذي وعد بتقديم كل الدعم والعون اللازم لمحلية بارا من أجل إنفاذ خططها الرامية لتطوير بارا المدينة والمنطقة، ضمن نفير نهضة شمال كردفان. وهنالك أيضاً مخطط لإقامة مدينة صناعية حديثة ومتكاملة، تضم مصانع مخصصة للصناعات الغذائية والتحويلية لتعظيم الفائدة من المنتجات المحلية خاصة الزراعية والحيوانية، وربما الغابية أيضاً، وستكون هنالك ثلاجات لحفظ الفاكهة والخضروات والمنتجات النقدية مثل البطاطس. كما تشتمل هذه المدينة الصناعية، المزمع أنشاؤها، على ورش صيانة وحدادة وخراطة وسوف يشرف عليها خريجو المدرسة الصناعية التي أنشئت مؤخراً في بار لتدريب وتأهيل الكوادر المحلية وفق برامج تواكب آخر المستجدات في مجال الميكانيكا والكهرباء والسمكرة والدهان بغرض توفير وظائف لقطاعات واسعة من الشباب محلياً حتى لا يضطروا للهجرة أو العمل بمهن ووظائف هامشية لا طائل منها أبداً. ومن حيث الإنتاج الحيواني فقد أنشأت شركة زادنا مزرعة دواجن حديثة بالقرب من بارا، وهي تنتج ما يزيد عن مائة وخمسين مليون بيضة في العام الواحد، مع ما تنتجه من لحوم بيضاء تسهم في توفير الغذاء للمواطنين ويمكن أن ينقل الفائض منه إلى مدن السودان الأخرى. باختصار، يمكننا القول إن اكتمال هذه المشاريع يعني أن منطقة بارا ستكون مؤهلة تماماً للنهوض والتنمية المستدامة التي سوف تتيح الفرصة لكل شخص بأن يجد له موطئ قدم للاستثمار والتجارة وممارسة نشاطه البشري والاقتصادي، مما يعني أن الناس سوف تقبل على العمل والإنتاج والتعمير؛ وبالتالي من المتوقع أن تعود بارا إلى موقع الصدارة عمرانياً وانتاجياً. وفيما يتعلق بالجانب الثقافي فإن مركز شباب بارا قد بدأ يعاود نشاطه تدريجياً بعدما تلقى دعماً سخياً من الأخ بشير معروف، جزاه الله خيراً؛ ولذلك ستكون بارا على أهبة الاستعداد لإقامة المناشط الثقافية والرياضية بعدما يكتمل الاستاد قريباً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام جميل وأحلام ورديه – ولكن يستحيل ان تتحقق في عهد طغمة الإنقاذ المستبده – فهم عليهم اللعنه ومنذ ما يقارب الثلاثنين سنه قالوا ناكل مم نزرع ونلبس مم نصنع وعمر المختار البلبع … وطلع كلام فالصو ساي حيث الفشل والفساد عم جميع ارجاء الوطن وصار الوطن بأجمعه يسبح في بحر لجي من الفساد والافساد – هل تظن يا استاذ ان هؤلاء وبعد هذا الفساد العظيم والجرام يلتفتون لتعمير قريه منسيه مثل بارا؟ كلا والف كلا وسترى بنفسك صدق جديثي – واذا اردتم اصلاحا وتعميرا للمنطقه فاتكلوا من بعد الله سبحانه علي انسان المنطقه فقط قهو يمتلك من العبقريه ما يجعله قادرا على النهوض بمنطقته …

  2. كلام جميل وأحلام ورديه – ولكن يستحيل ان تتحقق في عهد طغمة الإنقاذ المستبده – فهم عليهم اللعنه ومنذ ما يقارب الثلاثنين سنه قالوا ناكل مم نزرع ونلبس مم نصنع وعمر المختار البلبع … وطلع كلام فالصو ساي حيث الفشل والفساد عم جميع ارجاء الوطن وصار الوطن بأجمعه يسبح في بحر لجي من الفساد والافساد – هل تظن يا استاذ ان هؤلاء وبعد هذا الفساد العظيم والجرام يلتفتون لتعمير قريه منسيه مثل بارا؟ كلا والف كلا وسترى بنفسك صدق جديثي – واذا اردتم اصلاحا وتعميرا للمنطقه فاتكلوا من بعد الله سبحانه علي انسان المنطقه فقط قهو يمتلك من العبقريه ما يجعله قادرا على النهوض بمنطقته …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..