الولايات المتحدة تريد من مصر ان تزيد حصيلة الضرائب وتخفض دعم الطاقة، والاحتجاجات شديدة اللهجة تنتظر مرسي.

القاهرة – قال مسؤول أميركي كبير السبت إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيشدد على أهمية تحقيق توافق سياسي في مصر بشأن إصلاحات اقتصادية مؤلمة لكن ضرورية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.
ووصل كيري إلى مصر في أول زيارة له لدولة عربية منذ توليه منصبه الجديد وذلك لإجراء محادثات مع قادة البلد الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية بعد عامين من الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقال المسؤول الأميركي إن توصل مصر إلى اتفاق على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد سيتيح أموالا أخرى من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية وذلك في ظل تهاوي الجنيه المصري وتراجع احتياطي النقد الأجنبي.
لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ترى ضرورة أن تزيد مصر حصيلة الضرائب وأن تخفض دعم الطاقة وهي إجراءات من المرجح ألا تحظى بتأييد شعبي.
وقال المسؤول للصحفيين قبيل وصول كيري إلى القاهرة “رسالته الأساسية هي أنه من المهم للغاية أن تقوم مصر الجديدة على أساس اقتصادي متين”.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه “من أجل التوصل إلى اتفاق على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية بموجب اتفاق مع صندوق النقد ينبغي أن يتوافر اتفاق … سياسي أساسي بين كل الأطراف الفاعلة داخل مصر”.
كانت مصر قالت الخميس إنها ستدعو فريقا من صندوق النقد الدولي لاستئناف محادثات القرض الذي اتفق عليه من حيث المبدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني لكن تقرر تجميده بناء على طلب من القاهرة في خضم أعمال عنف في الشهر التالي. وأبدى وزير الاستثمار أسامة صالح أمله في إمكانية إبرام اتفاق بنهاية ابريل/ نيسان.
وبينما جمدت الحكومة المصرية قرار زيادة الضرائب من المرجح أن يواجه الرئيس محمد مرسي احتجاجات شديدة نظرا لأن خفض الدعم الذي يطالب به صندوق النقد سيرفع تكاليف المعيشة في بلد ينتشر فيه الفقر.
وتلتهم مخصصات دعم الطاقة نحو 20 بالمئة من ميزانية الحكومة مما يزيد من العجز الذي من المتوقع أن يرتفع إلى 12.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية الحالية.
ونظمت مجموعة صغيرة من المحتجين المعارضين لمرسي مسيرة من ميدان التحرير مركز انتفاضة عام 2011 إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على زيارة كيري.
وحمل بعض المتظاهرين رسوما كارتونية تصور كيري بلحية ويقول بعضها إن كيري عضو في جماعة الإخوان المسلمين.
وحمل آخرون لافتات تعلن الرفض لزيارة كيري وصورا تضع على وجه مرسي ملامح ميزت الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.
والمظاهرة أمام وزارة الخارجية حيث من المقرر أن يجتمع كيري مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مظاهرة سلمية.
ومن المقرر أن يؤكد كيري على ضرورة التوصل لاتفاق بين الأطياف السياسية بشأن الإصلاحات وكسب موافقة مجلس الشورى عليها.
وقال المسؤول الأميركي “إنهم بحاجة إلى… أشياء مثل زيادة حصيلة الضرائب وتقليص دعم الطاقة وتوضيح إجراءات تصديق مجلس الشورى على اتفاق الصندوق”.
لكن آمال التوصل إلى توافق سياسي بين الإسلاميين وأحزاب المعارضة تبدو ضئيلة. فقد أعلنت أحزاب ليبرالية ويسارية معارضة مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة بين ابريل/نيسان ويونيو/ حزيران اعتراضا على دستور أفرزته جمعية هيمن عليها الإسلاميون وبعض الخلافات الأخرى.
واجتمع كيري مع زعماء من المعارضة الخميس لكن شخصيات بارزة من المعارضة لم تشارك في المحادثات من بينهم حمدين صباحي الذي رفض حضور الاجتماع.
لكن كيري عقد اجتماعا منفصلا مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي خسر الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي أجريت العام الماضي. وجاء صباحي في الترتيب الثالث في هذه الانتخابات.
وتحدث كيري تليفونيا مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي يتزعم حزبا سياسيا آخر.
وقال المسؤول الأميركي إن كيري لا يرغب أن يظهر كما لو أنه يعطي محاضرات للمصريين وإنه لن يطلب صراحة من أحزاب المعارضة التراجع عن مقاطعتها لانتخابات مجلس النواب.
لكنه قال إنه سيعرض عليهم الرأي الداعم للمشاركة.
وقال المسؤول “إذا كانوا يريدون أن تؤخذ آراءهم في الاعتبار فإن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو المشاركة”.
ميدل ايست أونلاين