اطفال المناصير ،عندما تموت الازهار البضة

نمريات

** في 26 مايو 2018 ، حملت لنا الاخبار وفاة الطفلة رميساء عبد العزيز عثمان (5) سنوات ، بلدغة عقرب في منطقة الناويت بالمناصير، وهي الطفلة الثانية ، خلال شهر مايو ، ففي العاشر من مايو توفيت طفلة اخرى بالجزيرة اوس بالمناصير ايضا ..

**قضت العقارب على ارواح الطفلات في المنطقة منذ ان تم انشاء بحيرة سد مروي عام 2008 ، رصد ذلك اهالي المناصير ، وزاد من مأساتهم انعدام المصل ، وانعدام الكهرباء ،ان وجد المصل ، اذ اصبح لاسبيل لاسعاف الملدوغ .رمى ابناء المناصير بالمهاجر باللوم على الحكومةالتي لم تف بوعدها في توصيل الكهرباء ، للمنطقه التي هجر سكانها من اجل قيام السد ..

**لم تكن تلك وحدها اللدغات ، في جسد الطفلات ، فلقد جاءت الاخبار ، وفي اخر يوم من شهر مايو ، ان عقربا غيبت روح الطفل مراد جعفر (10) سنوات، في منطقةقوني ، عقب اسعافه الى مستشفى كريمةشمال السودان ، وهنا ولكثرة اللدغات ناشد القيادي بمنطقة المناصير محمد النذير ، المجتمع المدني والجامعات بالبحث عن حلول لمشكلة العقارب ، التي اودت بحياة سبعة اطفال في شهر مايو وحده، واكد النذير ، ان العقارب تظهر دائما مع انخفاض بحيرة السد الذي يستمر لمدة ستة اشهر ..

** في عام 2017 لقي 81 شخصا مصرعهم ، بسبب لدغات العقارب بمحلية البحيرة في منطقة المناصير ، ولم ينج الطفل حذيفة عثمان ومحمد مرتضى في العام 2015، من لدغات العقارب ، مع غياب المصل تماما في المنطقة …

** منطقة المناصير باكملها ، تصرخ الان لنجدة اطفالها ، فهم لم تصبهم حمى مجهولة قاسية ، او مرض معد ، ينتشر بسرعة الصاروخ لايرحم ، بل الذي اصابهم في مقتل هي لدغات عقارب تتطلب وجود مصل فقط ، فاطفالنا في المناصير لم يطلبوا لبنا محلوبا من ثدي عصفورة !! تواصلت لدغات العقارب فشهد عام 2016 ايضا وفاة ثلاثة اطفال بذات اللدغات المميتة، في منطقة الخيار المحلي بالمناصير ..

**تجاهل وزارة الصحة المركزية للنداءات المتكررةمن اهل المناصير ، دليل على ممارسة العنف ضدهم ، فالاطفال يتسربون من بين ايدي اهلهم واحد تلو الاخر ، والمسؤولية هنا مشتركة، فعلى اكثر من جهة اكثر من واجب ، يصبح الالتزام به خطوة في طريق حماية اطفالنا في المناصير ..

** يدفع الان الاهل في المناصير ، ثمنا باهظا ، وفاتورة غالية جدا نتيجة انشاء السد ، الذي انتزع حقهم في العيش في املاكهم القديمة ، وهاجمت عقاربه اطفالهم ، وغابت عنهم الكهرباء، ففقدوا كل شيء ، حتى الاستجابة من الحكومةالمركزية ، بتوفير المصل ، وعدد من الثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية او الجاز لحفظ المصل وحياة الاطفال ، الا انه لاحياة لمن تنادي ، اصحاب (الجلد التخين ) الذين لايؤرقهم ولايحزنهم ولايحرك مشاعرهم ، لو غادر الشعب السوداني كله بلدغات العقارب …

**همسة

طوت خلف القضبان ايامها ..ثكلى

وذرفت دمعا من العيون عجلى ..

سنوات من العذاب..وشهرا ..

ولا امل يلوح ..ولا ..لولا ..

[email][email protected][/email] الجريدة