الاجرام الاقتصادي المظلل و المضلل!!!!

ما تشهده الساحة الاجتماعية من تداول للافكار عبر الميديا و اسعة الانتشار فى هذه الايام فى تضليل الرأي العام فقد درج بعض الكتاب عديمى الخبرة و المعرفة فى الادلاء بتصريحات تحاول لًى عنق الحقائق المثبته بالتجارب و البراهين كما تحاول تعليل وتحليل الانهيار الاقتصادي وتداري سوءة الذين تسببوا فى السياسات القائمة التى أدت لإنهيار الاقتصاد السودانى ذو الموارد الاقتصادية الضخمة !!
حقيقة لقد لفت نظري بمشاهدتى أحد القنوات الفضائية الخاصة جدا وهى قناة 24 السودانية ،وهى أيضا ربما تكون مملوكة لاحد مافيا النظام وتعليقها على أحد كتاب صحيفة الصيحة الخاصة والمملوكه لاحد كوادر النظام فى عمود نبض الوطن للكاتب أحمد يوسف التاي بعنوان يا أخوانا عيب و الله !!!!! ذكر الكاتب المغمور فى مقاله حسب إفادة محمد عباس رئيس شعبة مصدري الحبوب الزيتية الذي ذكر بأن الدولة اصبحت تنافس القطاع الخاص وتقوم بعمليات التصدير و إحتكار الصادرات مما سبب المضايقات للقطاع الخاص بدخول الدولة كمنافس لها فى عمليات التصدير وبتجنيبها حصائل الصادر و الدخول بها الى السوق السوداء !!!!!ا واستطرد الكاتب قائلا عن أن 80 % من الشركات الحكومية إرتكبت أكبر جريمة فى حق الوطن وهى سبب رئيسى فى مخالفات حصائل الصادرات حيث ذكر بأن تلك الشركات يرأس مجالس إداراتها كبار المسئولين بالدولة هى شركات حكومية يفوق عددها السبعمائة شركة !!!!تقوم بتجنيب حصائل الصادرات بالخارج مما افقد الدولة العملات الصعبة وخلق الفشل والفوضى والانهيار الاقتصادي وعندما كثر الحديث عن هذه الشركات الحكومية ، إضطر مجلس الوزراء بإصدار قرار بإغلاقها !!!!
هذا المقال فى تقديري فيه خبث كبير ودهاء ومكر واجرام مبالغة !!!!لا تجروء الجبال و السموات و الارض ان يتحملنها ضد الدولة و ضد الشعب وضد الحكومة !!!!
أولا : لم يذكر الكاتب المحترم او معلق القناة الفضائية اسم أو أسماء الشركات الحكومية التى تعمل فى مجال الصادرات والتى تقوم بتجنيب حصائل الصادرات ولمصلحة من تقوم بهذا العمل ؟؟؟؟!!! وهل هى شركات حكومية يملكها بنك السودان المركزي ووزارة المالية و بعض المساهمين من القطاع الخاص أم هى شركات يملكها المؤتمر الوطنى أو منظمة الشهيد أو سند الخيرية أو أفراد محسوبين على النظام أو هى شركات يملكها جهاز الامن الوطنى !!!!
حسب علمنا المتواضع قد تم خصخصة الشركات الحكومية الحقيقية العاملة فى السودان فى عهد عراب الانقاذ الاقتصادي الفحل وأحد أبرز علماء الدمار الاقتصادي المعاصرين وكبار المنظرين فى عمليات الخصخصة الدكتور عبدالرحيم حمدي الذي إستمع لقوي الامبريالية العالمية واهتدي بهديهم فى نظرياتهم العبثية المضللة والتى ضيعت شعوب العالم الثالث والسودان بصفة خاصة وقد كشف ذلك الدكتور جون بيركنز الامريكى الجنسية وأحد خبراء صندوق النقد الدولى البارزين فى كتابه إعترافات قرصان (الاغتيال الاقتصادي للامم )!!!!
حيث ذكر بيركنز بأن من اهم و اجباتهم فى صندوق النقد الدولى بإقناع الدولة عبر النخب الحاكمة بالحصول على قروض بأرباح مركبة ومن ثم يقومون بوضع الشروط التى تغتال اقتصادياتهم كخصخصة الشركات الحكومية و تهميش دور الدولة وجعلها دولة عاطلة تعيش على أكتاف مواطنيها بفرض الضرائب و الجمارك الباهظة لتعطيل دورة رأس المال الانتاجية !!!!وهم فى حقيقة أمرهم يريدون إفقار الشعوب حتي يتثنى لهم إستعمارها بالطرق الحديثة (طريقة إضعاف الاقتصاد) ومن ثم نهب كل موارد الدولة الاقتصادية بسهولة و يسر سوى أن كانت ذهبا او صمغا …الخ عبر الارباح الربوية التراكمية !!!!
بالرجوع الى مقال الاستاذ الكاتب الشاب أحمد يوسف التاي ربما يكون غير ملم ببعض المعلومات عن الشركات الحكومية الحقيقية قبل الانقاذ والتى كنا نعرفها كشركة الصمغ العربى و الاقطان و الحبوب الزيتية و المؤسسة العامة لتسويق الماشية و اللحوم و والمدبغة الحكومية و شركة سودان لاين و شركة الخطوط الجوية السودانية ، و جميع هذه الشركات كانت ملك الدولة ، و هل يعلم الكاتب عندما تكون الشركة ملك للدولة يعنى انها ملك الشعب ؟؟!!! فكانت الشركات الحكومية التى تقوم بتصدير المنتجات الاستراتيجية السودانية كانت هى التى تغذي حسابات بنك السودان فى البنوك الخارجية بعائدات الصادرات السودانية وكانت المحاصيل السودانية تباع عبر عطاءآت تشرف عليها وزارة التجارة الخارجية بواسطة الملحقين التجاريين المنتشرين فى جميع السفارات السودانية حول العالم .!!!!وكانت هناك الشفافية المطلقة وكان جميع الموظفين يعلمون تماما بأن هذا هو مال الشعب و مال الدولة التى تصرف عليه فى جميع شئونها المالية .!!!!
خصخصة هذه الشركات الحكومية الحقيقية جفت و نضبت حسابات بنك السودان الخارجية و ظهرت المعاناة و التدهور فى الاقتصاد السودانى و هذه المعلومات لا يعلمها إلا من كانت عنده علاقة عملية فى بنك السودان او البنوك العاملة فى ذلك الوقت فى اقسام الصادرات والنقد الاجنبى .!!!!
الصادرات هى المنبع الحقيقى للعملات الصعبة وهى الاساس فى نمو و تنمية وتطور الاقتصاد وتحسين و ضع الدولة الاقتصادي بتوفير النقد الاجنبى و تحسين ميزان المدفوعات وبذلك تستطيع الدولة بالتحكم فى ثبات عملتها ورمز سيادتها فالمصلحة العامة تقتضى سيطرة الدولة على هذا القطاع الهام للغاية وهو قطاع الصادرات عبر شركات يملكها بنك السودان ووزارة المالية ويمكن للقطاع الخاص أن يشارك فى أسهم الاكتتاب بنسبة لا تتجاوز ال 25% اما ال75% فهى الاسهم الحكومية ويمكن لبنك السودان ان يدعم هذه الشركات من ال 90% من ودائع البنوك المحفوظة اصلا طرف بنك السودان لشراء المنتجات السودانية الاستراتيجية ودعم الانتاج على ان يكون الشراء لهذه السلع من المنتجين مباشرة دون و ضع اي مصروفات او جبايات او ضرائب عليها حتى تستطيع الدولة تشجيع القطاع الخاص بمزيد من الانتاج مما يمكن الدولة من الشراء بأسعار هادئة تمكنها من المنافسة الخارجية !!!.
درج الكاتب و المعلق فى قناة 24 الفضائية السودانية ، بدعم القطاع الخاص وإيهام و إلهاء الرأي العام وتجريم الشركات الحكومية بأنها واحدة من اسباب تدهور الاقتصاد و المحاولة لابعاد الدولة عن المنبع الحقيقى للعملات الصعبة لصالح الافراد !!!!وحسب علمى الان ليس للدولة شركات حقيقية تعمل فى قطاع الصادرات بالاسس و الضوابط المعروفة لشركات القطاع العام التى تملك معظم اسهمها وزارة المالية و البنك المركزي وبالتسويق و التنسيق عبر وزارة التجارة الخارجية وتوريد حصائل صادراتها فى حسابات بنك السودان الخارجية حتى يتمكن من السيطرة على سوق العملات الحرة!!!!
فسؤالى اللاول للاستاذين الكاتب و المعلق :-
إذا لم تتمكن الشركات الحكومية من إحضار حصائل الصادرات السودانية ، هل يعقل عقلا أن تنتظر الدولة او الحكومة او بنك السودان الافراد و الشركات الخاصة بأن يحضروا لها عوائد صادراتهم ؟؟؟!!!
سؤالى الثانى :-
هل يعلم الاستاذين بأن كثير من أسعار السلع السودانية لا تتناسق فى اسعارها العالمية و اسعار عائد الصادر المحدد من قبل وزارة التجارة ؟!!!
السؤال الثالث :-
الاساتذة الاجلاء :-
ألديكم علم بأن اسعار عائد الصادر السودانى المحددة من قبل وزارة التجارة لسلعة الليمون الناشف مبلغ 750دولار للطن و يباع فى اسواق دبى بسعر 3500دولار لصالح الافراد .؟؟!!!
الاخوة الكرام :-
أتعلمون بأن عائد الصادر من الليمون الناشف (750ولار ) يدفعها بنك السودان بالجنية السودانى لصالح الافراد المصدرين ؟؟؟؟؟!!!!
بالله أين العيب ،!!!! عيب المصدرين الافراد الذين يأخذون سلع السودان و انتاج السودان لمصلحتهم الخاصة ….!!!! أم العيب عيب الحكومة التى تركت أمر صاداراتها و مواردها الاقتصادية الضخمة لبعض الاشخاص على حساب الامة ؟؟؟
أما كان الافضل و الانفع لبنك السودان و الدولة و الشعب أن تصدر الليمون الناشف حتى تتمكن من أخذ عائد الصادر كاملا و تغذي به حساباته الخارجية ؟؟!!!
والله عيب !!!! تناول مواضيع حساسة تتعلق بمستقبل الامة و الشعب لصالح افراد دون دراية أو خبرة أو معرفة ببواطن الامور الاقتصادية جريمة فى حق الوطن واجرام إعلامى مقنن لصالح الافراد.!!!
عبدالمنعم على التوم
11 يونيو 2018
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..