عيدنا ؟..يوم تحلوا عنا !!

@ إنقضت أيام شهر رمضان المباركة و تبقت48 ساعة تفصلنا عن إستقبال عيد الفطر ، الاستعداد للعيد أصبح معاناة مقلقة لهذا الشعب الصابر المحتسب الذي أصبح لا قدرة له علي تحمل المناسبات جراء الاحوال الاقتصادية و حالة الغلاء الطاحن و الفقر الذي اصاب كل الفئات ماعدا اهل الحكم . شهر رمضان الكريم لم يترك مدخر اً لمقابلة التزامات العيد التي اصبحت ضرورة للأطفال الذين لا يعرفون اقتصاد او ربط الاحزمة ولا يعرفون ما هي الكماليات حتي اولياء الامور لا يفكرون الا في كسوة الاطفال والإكتفاء فقط بفرحة العيد في عيونهم و ابتساماتهم مع رصفائهم من بقية الاطفال الذين يحتفظون لنا بذكري طعم العيد من خلال فرحتهم فقط و حتي هذه الفرحة المستحيلة حولتها الحكومة الي عذاب و قهر حتي للاسر المستطيعة بان صادرت اموالهم في البنوك و اصبحوا يستجدون السلطات لتفرج عن ما يسمح بشراء فاتورة العلاج و لا حديث عن كسوة طفل بلغ سعرها اكثر من 800 جنيه .
@ العيد عندنا نحن السودانيون يعني فقط الارهاق و التعب و الصرف و الديون والسهر في التجهيز و النظافة والتحضير حتي مطلع الفجر ، اعداد الخبائز ليس للمقتدرين فحسب بل وغيرهم لان الخبيز اصبح وجبة كاملة بعد رمضان توفر للكثيرين منصرفات اعدادها ولم يعد الخبيز من الكماليات لانه بالنسبة للصغار وجبة نص وعشاء وربما فطور لان الاسر السودانية مزقت وجبة الغذاء التي أدغمت مع العشاء لتصبح وجبة غداء و عشاء(غشاء) لا تتعدي كوب من الشاي مع الخبز او الخبيز اذا وجد او صحن بوش بموية فول تلك الوجبة الذكية التي تبقي البطن والمصران منتفخا ن يحث علي شرب الكثير من المياه دون (كوفارة) وتعمل مفعول السحر في الاستسلام السريع للنوم، حتي هذه الوجبة الذكية اصبحت غالية الثمن بعد ارتفاع سعر رغيف الخبز و صارت موية الفول بعيدة المنال .
@ العيد يدخل السودانيين في أظافرهم ، فرحة زائفة لا يمكن الشعور به كسائر الشعوب التي تحتفي بالأعياد وتعد لها مفتخر الثياب و ما لذ وطاب و تصبح مناسبة للتغيير و الاقبال بروح عالية علي العمل في ما بعد . موسم الاعياد أصبحت مناسبة للنصب و الاحتيال علي أموال المواطن المسكين ابتداء من بيع السلع المضروبة التي تختفي أو تصادر بكشات المحلية ولا تعدم وتباع خصيصا قبل ايام العيد و تحديدا الملابس التي تدخل البلاد شبه مستعملة او خسائر تصنيع و تباع جديدة بعد اجراء عمليا اعادة تغليف و يتواصل النصب و الاحتيال في بيع الاحذية مختلفة اللون و المقاس التي تعرض في الامسيات و حتى الحلويات والخبائز منتهية الصلاحية مثل الروائح ومستحضرات التجميل الاخري التي تجاوزتها الصلاحية بأعوام وتباع بأسعار مغرية .
@ في ايام الاعياد دائما تلجأ غرف النقل بالتعاون مع السلطات الي رفع أسعار تذاكر البصات السفرية دون توفير وسائل مواصلات تشجيعا للسوق الاسود واستغلال لظروف المسافرين وتنشط ممارسات السمسارة في رفع الاسعار علاوة علي الزيادة المقررة وهنالك ظاهرة احتيال يقوم بها مجرمون في الميناء البري يقومون ببيع تذاكر مضروبة او تذاكر مستعملة لسفريات سابقة و ما أن يدفع المسافر ثمنها يكتشف انه اشتري الترماي ونماذج كثيرة من السرقات والنشل واختفاء العفش و محتوياته . السلطات في المواني البرية لا تهتم بتأمين المسافر وتنظيف المواني من المجرمين و اصحاب السوابق و محاربة السوق الاسود و تأمين وسلامة المركبات وفحصها .
@ لا توجد حكومة محترمة في العالم تسمح لأجيالها الناشئة ان تتربي علي (اللعب بالنار) بممارسة العنف و الارهاب ولعلعة الرصاص و المفرقعات واستخدام العاب تحتوي علي مواد مسرطنة . رغم الازمة الإقتصادية الحكومة تبدد عملاتها الصعبة باستيراد هذه المواد الخطيرة التي تنتزع وتفرغ القيم الايجابية في الطفل لتغرس ثقافة العنف والإرهاب و الدعوشة . لا دور لخبراء التربية والمعلمين و المدرسة وغياب تام لأولياء الأمور وكل يوم تزداد المسافة التي تفصلهم عن ابنائهم وثقافة الشارع بلا رقابة ،تتحكم في تفريخ الدعوشة والدواعش . البلدان المصنعة والمصدرة منعت عن أطفالهم استخدام هذه الالعاب الخطرة و النفايات الاليكترونية المعاد تصنيعها كالعاب ليستغلوا غيبوبة نظامنا الحاكم (المطلش) الذي يدفع بالدولار لتدمير أجياله القادمة. مع اطلالة العيد يظل الامل قائم ان ينعدل حال هذا الشعب و لكن ليس في ظل هذا النظام الذي لا خير يرجي منه و لا نقول كل عام و انتم بخير لانه لا خير ياتي فقط نسال الله اللطف بهذا الشعب و يكفيه شرور حكام الانقاذ و ان يرفع البلاء و يجعل كيد اعداء الشعب في نحرهم .
@ تعظيم سلام لسلطات المرور التي تحرص علي سلامة المسافرين طيلة ايام العيد !
@ عندما تقول الجزيرة (وداعا أيلا) .. فتلك فرحة العيد الحقيقية !
@ عيد سعيد في ظل حكم جديد .. قولوا آمين !
[email protected]