قلة الحيلة

كان وزير المالية محمد عثمان الركابي يغش نفسه ويغش الشعب عندما أطلق تصريحه لنواب البرلمان بأن أي شخص يقول عنده حلول للازمة الاقتصادية فهو يغش نفسه ويغش الشعب.
من قال له إن أزمة البلاد بلا حلول؟!.
الحل موجود ولطالما وضعت له دراسات وبحوث من اقتصاديين وخبراء محليين ودوليين، وأيضاً أقرته هذه الحكومة نفسها من خلال برامج ومصفوفة متكاملة لكنه يقبع في أدراج مكاتب وزارة المالية ومجلس الوزراء ..
الحلول موجودة لكنها تحتاج إرادة وإدارة والاثنتان غير موجودتين؛ إدارة الشأن الاقتصادي فشلت حتى في بداية السير باتجاه الإصلاح الاقتصادي وذهبت تتخبط في اتجاهات غير مضمونة، كالبحث عن القروض والتمويلات الخارجية، ولو كانت تمتلك من القراءات الصحيحة ما كانت وافقت لأي مسئول بالجلوس مع كل الجهات بالصاح والكضب في سبيل الحصول على مثل هذه التمويلات، والتي في معظمها مرتبطة بمواقف السودان السياسية تجاه التحالفات الإقليمية والعربية.
رحلات مكوكية قام بها عدد من الوزراء والمسئولين لعدد من الدول؛ المملكة السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، تركيا.. جميعها باءت بالفشل، لأن هذه الدول لا تعرف شيئاً اسمه “حياد إيجابي”، مع أو ضد. وهو ما جعلنا نطلب من الدولة أن تهتم بالشأن الداخلي وتلتفت لعلاج الأزمة الاقتصادية من خلال إصلاح داخلي .
في أزمة الأردن الاقتصادية تدخَّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأجرى اتصالات بنفسه مع الملك عبد الله وأمير الكويت صباح الأحمد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وذلك بعقد اجتماع سريع لمعالجة المشكلة، فيما ظل مسئولينا هنا يهرولون لقيادات هذه الدول دون نتائج، بالرغم من أن الأردن لم تشارك في عاصفة الحزم وليس لها جندي واحد في أرض اليمن.. أقول هذا لأنني لست من أنصار القائلين إن مشاركة السودان في الحرب جاءت لحماية أرض الحرمين، ولاعتقادي أن المشاركة من المفترض أن تمثِّلَ تحالفاً سياسياً عسكرياً اقتصادياً بين دول الخليج والسودان.
فقد بروفيسور غندور مقعده لأنه تحدث بشفافية عن عدم صرف مرتبات موظفيه فقط، فيما استمر الركابي دون أن تمسّه الإقالة وهو يدق آخر مسمار في نعش الاقتصاد كله .
وزير المالية لم يعلن عن إفلاس الدولة كما كتب البعض، لأن بلادنا غير مفلسة وهي غنية بالموارد، وأن المفلسة هي العقول التي تُدير هذه الموارد.
الحكومة السودانية أرسلت جنودها لليمن وقبضت الثمن “أم غمتّى” ولكن الفلوس ذهبت للبنوك خارج السودان ولم تمر بالقنوات الرسمية.
لذلك لا يمكن للبشير سحب القوات من اليمن مهما تعالت الأصوات. والخوف من ظهور ما دفع تحت التربيزة!!!
الحكومة السودانية أرسلت جنودها لليمن وقبضت الثمن “أم غمتّى” ولكن الفلوس ذهبت للبنوك خارج السودان ولم تمر بالقنوات الرسمية.
لذلك لا يمكن للبشير سحب القوات من اليمن مهما تعالت الأصوات. والخوف من ظهور ما دفع تحت التربيزة!!!