انتهى الدرس يا ذكي ..!

حكومة الإنقاذ وفي غمرة مشاترتها التي تغرد بها خارج منظومة الرشد الذي يسترشد في عالم إدارة الحكم وتقليب كتب السياسة وتوجيه بوصلة العلاقات الدولية برسم الإستراتيجيات المدروسة والتي تتفحصها عقول الخبراء قبل أن تخطها على صفحات الورق أوتعلنها باصوات التصريحات الجزافية ..بادرت دون غيرها من دول العالم كله بقلب ظهر المجن في وجه دولة كوريا الشمالية بمجرد أن رفع لها مجنون العالم في واشنطن عصا التطويع لتتوقف عن طموحاتها النووية والبلاستية التي جاهرت في مرحلة ما بأنها على قدرة بأن تضرب في العمق الأمريكي ذات نفسه !

مثلما فعلت حكومة البشير ما لم يفعله أهل الجلد والرأس في كل دول الخليج التي إكتفى بعضها بتقليص تمثيله الدبلوماسي مع طهران بينما أبقى البعض الوضع على ماكان عليه قبل الإعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية .. فقامت حكومة البشير معجلة بقطع علاقاتها التي كانت سمنا على عسل مع حليفتها إيران ..ظنا منها أنها بذلك الحجر الذي رمته بطيش ذراعها المتهافت و الذي يمثل خفة رأس صبيانية لا نظير لها في رسم السياسات الرعناء .. ولاعتقادها أنها ستجني قبل غيرها ثماراً تتساقط عليها رطباً من نخلات دول الخليج بصورة أسهل يعبي خواء خزائنها التي يدرك الخليجيون قبل غيرهم اين ذهبت مكنوناتها ومن المستفيد من سرقتها..فباتت ترسل مساعداتها العينية باسم المحتاجين الفعليين لهاوباشراف مباشر من مندوبيها المرافقين !

الان صبي كوريا الشمالية يجلس في مواجهة غريمه ترامب ليستمع اليه في أدب التلاميذ ..بعد أن قرصته راعية نزقه الصبياني الصين في أذنه وأمرته أن يرعوي و يتجه الى الإنسجام في عالم المصالح والإنفتاح على الدنيا خروجا من وهم استعراض القوة من قمقم مفاعلاته على حساب مخازن القمح التي ينفق ما فيها على إنتاج صواريخه وقنابله تجويعا لشعبه الذي صبر طويلا على نازية أسرته التي جاء بها جده لتحرير كوريا وتحقيق العدالة الإشتراكية المزعومة..فانقلب هو نفسه الى مستعمر لهاوأسس مملكة من الطغيان الفكري المتحجر .. تركها لذريته من بعده مما جعل شعبه يحن لجحيم الإستعمار الياباني بدلاً عن دموية حفيده الذي يرمي بأقرب معارضية للكلاب الجائعة وهوالذي قتل أخيه غير الشقيق بمادة سامة أمام الملا في بهوإحدمطارات تايلاند !

اليوم وفي سنغافورة إتفق هذا الزعيم الشاب مع عجوزأمريكا المغرور بثرائه ..على ما سيضع قطار العلاقة بين بلديهما فوق قضبان مستقبل مختلف..وهواتفاق مثلما له شروطه من الجانب الأمريكي ..فلابدأن كوريا ستقبض الثمن مضاعفاً ..أما الأذكياء الذين ذرفوا مدراراً الدمع الزائف ولبسوا ثوب الحداد نفاقا قبل أن ترتديه أرملة المرحوم كما يقول المثل الشعبي ..فيشربون المقلب مزودجا بين قوسي ..عدم التفات الجانب الأمريكي لقرارهم عديم المعنى والجدوى ..وعدم الرضاء الكوري الذي لن يغفر لهم ذلك الجحود.. وستكون حصيلتهم حسرة مثلما حصدوا غبار تشتيت خطواتهم بين معسكرقطر و دول الحصار ..بينما أعين طهران تتطاير شرراً تجاههم في جبهة الحوثيين وتسدأبواب عودتهم اليها إذا ما ضاع عنهم درب التخبط وواجهتهم قطعة الرأس وشقق شفافهم العطش وهم يخوضون في مياه الخليج المالحة الطعم !

تعليق واحد

  1. مقال رائع وفى الصميم…فقط تصحيح بسيط، الرجل قتل بمطار كوالالمبور عاصمة ماليزيا

    خالص التحايا للأستاذة القديرة

  2. مقال رائع وفى الصميم…فقط تصحيح بسيط، الرجل قتل بمطار كوالالمبور عاصمة ماليزيا

    خالص التحايا للأستاذة القديرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..