طلعتونا فاكين صامولة ؟!!!

فيض وإنحسار

إنت مجنون هذه اللفظة لم نكن ندرك معناها الحقيقي الا بعد أن تكشف لنا الحال وأدركنا متى يوصف الشخص بالجنون، وهل من الممكن أن يكون المجنون شخص مسالم (لا بفلق ولا بلقط ورق) الإجابة نعم، المجانين أنواع ويطلق وصف مجنون على حسب درجة المبالغة في التصرفات حتى إن كان الشخص بكامل صحته، في الحاضر أصبح المبدع في الرسم أو العزف أو لاعب ماهر في كرة القدم مثلاً يطلق عليه مجنون لدرجة إبداعه، وفي المقابل يطلق على الشخص الذي يتصرف بعشوائية ومزاجية مجنوناً .
أما المجانين الحايمين في الشوارع ديل معروفين لدى الجميع بأنهم أشخاص فقدوا عقولهم بفعل فاعل، نتيجة ظروف محددة، والنماذج كثيرة والأسباب متعددة، منهم من عاد من مناطق النزاعات ولم يتحمل الصدمة فأصبح يخاف من الأصوات المرعبة ومنهم من ضاع ماله في مشروع ما، أما الفئة الأكثر ضرراً من مجموع المجانين الذين يملأون الشوارع من الشباب الذين ذهبت عقول بعضهم بفعل المخدرات والسموم التي أصبحت تدخل الى البلاد (بالحاويات) والأطنان يعني لا (كيلو ولا كيس ولا كرتونة حاويات كاملة) وعندما يتم ضبطها لا يكشف عن مهربها في تضليل واضح لهذا المواطن الذي أصبح (مجنون) من كثرة ما استفهم واستغرب وتعجب .

وبعد أن تأكدت الحكومة من أن هذا الشعب (جنَّ) تمضي في اتجاه إجازة قانون للصحة النفسية هذا ما دعت له نائب رئيس المجلس الوطني عائشة علي، وقالت إن أهمية القانون تكمن في أن الشعب السوداني كله يعاني وبعضهم يقوم بأعمال لا إرادية وأصبح يكلم نفسه، والشعب يحتاج الى حصانة من التصرفات اللاإرادية، لحدي هنا انتهى كلام النائبة البرلمانية، التي تتحدث عن(نفسيات) الشعب السوداني (الفاكي صامولة)..

كيف لا يكلم أي فرد من أفراد الشعب السوداني نفسه وأنتم لم تتركوا له عقلاً بعد أن فرضتم عليه حصاراً اقتصادياً يطير العقول ويجنن ويحنن ويخلي (الزول يتكلم براهو) وهذا اعتراف ضمني بأنكم من أوصلتم هذا المواطن الى هذه المرحلة وبعد أن تأكدتم تماماً أن (الشعب فك صامولة) تريدون سن قانون، خليكم صريحين هذا القانون تريدون به حماية أنفسكم من انفصام الشعب، فيخرج ويقوم بأفعال لا إرادية كما صورتم توقعوا أكثر إذا ما استمرت سياسة الضغط بأكل العيش، فقبل حلول الانتخابات القادمة لن تجدوا مواطناً عاقلاً يتجه إلى صناديق الاقتراع ويصوت لكم.

بدلاً عن إجازة قوانين دافعها جنون الشعب وعدم إيمانه وهضربته أولاً أجيزوا قوانين تحاسبكم على ما فعلتم بهذا الوطن ويجب أن يكون هناك جرد حساب، فلا أظن أن المرحلة التي وصل اليها هذا الوطن ناتجة عن سياسة (نصاح) يجب أن يجري بعض القائمين على الحكم أيضاً فحوصات دورية لسلامة عقولهم حتى يطبق القانون على الجميع بالتساوي أليس من شأن تطبيق القانون العدالة على الجميع.
الجريدة