حملة مقاطعة اللحمة…هو مين ياكل لحمة!؟.

قرأت رسالة أصابتنى بالإندهاش والعجب فى العديد من مجموعات الواتساب تدعو لمقاطعة ماذا شوف بالله (اللحم) فلم أفهم مغزى ومعنى الرسالة فى الوهلة الأولى حتى قرأتها مرة ومرات،ﻹستغرابي الشديد لهذه الحملة التى تدعو لمقاطعة أكل اللحم كأننا نأكلها فعلا،وﻷننى لم أتصور إطلاقا أن هناك ناس فى السودان مازالت تأكل اللحوم ﻷن الرسالة تفيد وتوحى أن الناس مازالت تأكل اللحوم وبل تدعوها لمقاطعتها وإن صح زعمهم وأن الناس مازالت تأكل اللحوم فهذه حقيقة إشارة جيدة ومؤشر ممتاز يدعونى ويدعو المواطنين السودانين للفخر والإعتزاز بما أنهم يأكلون لحمة وبل يخطط البعض منهم كمان لمقاطعتها يدوووب، فكنت أحسب وأظن وبعض الظن إثم أن غالبية الشعب السودانى واللحمة أصبحان من زمن بعيد فى خطين متوازيين لا يلتقيات إلا مرة واحدة فى السنة،فحري بنا إذن جميعا أن نشعر بالسعادة والحبور ﻷكلنا للحمة المزعومة،أو أن من دعا لمقاطعة اللحم يدوووب حس بعدم إمكانية الوصول إليها لذا يدعو لمقاطعتها لتنزل أسعارها ليواصل هو إلتهامها وأكلها (بالهنا والشفاء) متناسيا أن هناك فئات كثيرة من الشعب السوداني لا تأكل اللحمة إلا فى عيد الاضحى المبارك وربما البعض منهم قد لا يأكلها حتى فى العيد وفى السنة (مرة واحدة)…..ومن دعا لتلك المقاطعة عليه أن يعلم بأنه يدعو لمقاطعة شيء الناس أصلا مقاطعة له ليس رغبة منها بالتأكيد وإنما نزولا لرغبة الظروف القاهرة التى تعيشها، ومن دعا لمقاطعة شراء اللحم حاول أن يترك فينا إنطباع زائف وكاذب مصطنع بأننا نأكل لحوم،وقد يكون هدفه نبيل، ونيته طيبة،ويريد (إستشعارنا) بشئ لا نشعر به لا فى أفواهنا،ولا فى أجسامنا أكل اللحوم لرفع معنويتنا ونفسياتنا الهابطة المحبطة ولو بإدعاءات إفتراضية لا وجود لها فى الواقع،وفى الواقع (الفول) (مجهجهنا) و(جايب) خبرنا ومن وجد الفول (سادة) فى واقعنا السودانى اليوم فحاز على دنيا السودان (الأكلية) بأكملها.
وحتى الجزارون وبائعى اللحوم (المتهمون) الذين يجب أن نقاطع (مبيعاتهم) حتى يبيعوها بثمن أرخص قد لا يأكلون اللحوم إلا ما (بار) منها حزينين على أكلها وعدم بيعها،فأكلهم لها يصيب ميزانيتهم بعجز كبير بسبب تقصير إيراداتهم عن تغطية نفقاتهم، ولا ذنب للجزارين فى الحاصل وهم مثلنا ضحايا إرتفاع الأسعار ويشترون (ذبائحهم) بالغالى والنفيس ويبيعونها بالغالى كما إشتروها بالغالي، ولا أحد يلومهم فى ذلك، ومن ثم اللحمة ليست إستثناء فكل شيء فى السودان تزيد أسعاره وترتفع قيمته إلا نحن (المواطنين) فقيمتنا لا حسد كل يوم تنزل وتهبط حتى وصلنا مرحلة (اللا قيمة) و(اللا إعتبار) للنظام المتسبب الأول والأخير ﻹرتفاع أسعار اللحوم وغيرها من الخضروات والذرة واللبن والفواكه،وإذا كان (البائعون) مسؤولون عن إرتفاع الأسعار فهناك حاجات أولى بالمقاطعة من اللحمة (الأصلا) مقاطعينها الناس بالأمر الواقع إذا كانت (ترخص) كالرغيف والفول والزيت واللبن والذرة والخضار والدواء والمواصلات وحتى التعليم الخاص،ولكن المسألة ليست كما يصورها أبطال حملة مقاطعة اللحمة العايشين فى جزر لحمية خيالية ليست من الواقع فى شيء.

عمر طاهر ابوآمنه
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..