لا تتركوا الطيب وحيدا ..

محكمة المعلوماتية وجرائم النشر الاليكتروني قانون دفع به جهاز الامن الوطني كوسيلة قمعية اضافية في اسكات وتكميم الأفواه وارهاب الناشطين والصحفيين الاحرار خارج سقف مجلس الصحافة الذي يقوم بدوره في قمع الصحف الورقية، محكمة المعلوماتية سوطا للجلاد ويقوم علي امرها قضاة موجهين وغير نزيهين وليسوا بالكفاءة المهنية وتنقصهم اخلاق المهنة كسائر حال القضاء في عهد الانقاذ حيث سقط في جلباب الحركة الاسلاموية التي تعشق تسيس القضاء وتطويع القانون لتصفية خصومهم باسم العادلة او تركيع الناشطين والمدافعين عن الحقوق بقضايا كيدية او الدخول بهم في معارك قضائية والزج بهم في السجون.
محكمة بهذه الموصفات ومن تفصيل الاجهزة الامنية لن تكون شفافة في حكمها ضد المواطن الشجاع الطيب عثمان وتنصره في قضية واضحة كعين الشمس في تردي الخدمات الصحية وفقر المستشفيات وهروب الناس الي خارج البلاد للتشافي والعلاج ولكن سوف تكون نظرتها ضيقة وهي عدم كسر المنظومة الامنية بتبرأته او ادانة وزارة الصحة الولائية و ادارة مستشفي بحري فهذا انقلاب علي شرعة النظام (الكيزاني) حتي لو وصل الامر بالجهاز الامني الباس احد مجنديه عبائة القاضي للنطق بالحكم او الغرامة علي الشريف الطيب عثمان.
من خلال تصريحات السيد الطيب للصحافة السودانية فهو متفائل كثيرا ويحتفظ ببعض الادلة سوف يقوم بطرحها امام القاضي وقد تكون خلفيته العسكرية وتسلحه ببعض من رفقاء الامس تزيد العزم عنده ولكن سنين الغربة والبعاد سوف تضعه امام واقع جديد وانهيار الاخلاق والمثل امام كهنة النظام ومنتسيبه وسوف يتخلي عنه رفقاء الامس عندما يبدا جولته في مواجهة النظام و يخاف الجميع علي اكل عيشه فالنظام ضليع بالتهديد بقطع الارزاق والاحالة للصالح العام (فدعوني اعيش) ادجنة غالبية موظفي الدولة بنجاح لي تنفيذ رؤيتها و المحافظة علي استمرارية الحركة الإسلاموية في الحكم.
علي الناشطين الاستمرار بقوة وكثافة في حملة #فضائح_وزارة_الصحة_السودان وتكثيف العمل ونشر الصور وكل ماهو يعكس الواقع المرير والبيئة المنهارة داخل المؤسسات الصحية والعلاجية ومع تضخيم الحدث وتوسيع دائرة النشر سوف تتراجع وزارة الصحة علي فكرة التصعيد بل تقدم بعض المسؤولين (الصغار) قربان وتضحية حتي تخفف من حدة الهجمة العفوية وتشرع في بعض الاصلاحات التي لايرجي منها تحسين سوي عمل اعلامي هزيل وتغير تكتيك منطق القوة، لان وزارة الصحة والكادر النظامي بها ضعيف في سلم ترتيب الحركة الإسلامية ولن يجد الدعم طويلا من مركز القوي داخل النظام بل سرعان ما يتم ذبحهم علي عتبة الاصلاح المرحلي حتي يتم اخماد وكتم الاصوات المتعالية تدرجيا.
ما قام به وزير الصحة الولائي حميدة اليوم من تحويل مدير مستشفي بحري للتحقيق ماهو الا احد السيناريوهات المتوقعة لمسك العصي من المنتصف حيث جعل الامر كله في علم اللجان التي تبثق منها لجان ولجان ثم ترفع الي لجان وتدمج في لجان وتوزع علي لجان وترفق تقارير وتوزع تقارير وتكتب تقارير وتلصق عليها طوابع بريدية وظروف مختومة ومشمعة بالاحمر او البنفسج وقد تنتهي بعبارة رحلة سعيدة وصور لجزر كاريبية وبعض التوقيعات لشخصيات من الارغواي …. ولكنه احتفظ نهاية تصريحه بحق الردد.. الردد .. السد .. السد وقال ان تصوير المرضي امر غير قانوني ولا يطابق المثل والاعراف وهي الكتف التي سوف يإكل منها النزيه الطيب عثمان، فلا نتوقع ان تصحو فجاة العزيمة عند وزير الصحة الاتحادي المعين نتيجة لترضية سياسية او الاخلاق والامانة عند العجوز وزير الصحة الولائي المعين لرعاية مصالح واستثمارات النافذين وتجار الدواء.
لا حرج عند النظام من تشويه صورته امام الراي العالمي ولايهمه ان يكون وضيعا بين الامم فانه ادمن الشحدة والاعانات وطاف ارجاء المعمورة بحثا عن الهبات والديون التي فقد الذاكرة حول قيمتها او معرفة اجل سددها او حتي الغرامات والجزاءات المترتبه عليها فامرها متروكة للأجيال القادمة في علم الغيب ويصلها ضرر الانقاذيون (وليعملوا من اي منلقب ينقذون).
ولكن ما يعقد الحسابات عند النظام وسدنته هي انقطاع الاعانات والدعم المتعدد من المنظمات العالمية في قطاع الصحة وبرامج الامم المتحدة الإنمائية ومكافحة الامراض المستوطنة وبرامج تحصين الاطفال ومكافحة الملاريا ، الدرن وتطوير ابحاث في مجالات الامراض الحارة والباردة وما بينهم من كل الفصول فالدولة رفعت يدها منذ سنين عن العلاج والصحة بل تتغول علي كل تلك الإعانات والدعم الغير منقطع ومازالت بعض المؤسسات الصحية مستمرة من بقايا ما سقط سهوا عن سلة النظام الاحتكارية.
هنا فقط سوف يسمعنا النظام خوفا وليس احتراما ، هلعا وليس تقديرا ، رعبا وليس تبجيلا ويستجدونا حتي لا نثير حفيظة المناحين ونضعهم في مواجهة الداعمين وتنقطع عنهم اوريدة الحياة.
فلنضغط بكل ما اتوينا من قوة في تحريك مياه النظام الراكدة والمتعفنه نتيجة الفساد والاهمال وتولدت حولها بعوض المتسلقين وذباب المطبلين ونحرس ثورتنا تجاه التغير بوعينا الراسخ ونهزم بقلمنا البندقية والدبابة.
لا تتركوا الطيب وحيدا
معركتنا مع الكيزان حتي اسقاط النظام
لا تتركوا الطيب وحيدا
معركتنا مع الكيزان حتي اسقاط النظام