علام يفتري علينا هؤلاء؟

مقدمة:
من ناحية سايكلوجية بحتة يلجأ كثير من مرضى السلطة إلى التصريحات الاستفزازية والاستعلائية والقسوة على الآخر متوهمين حرصهم على مصلحة البلاد ومدافعين عنها إلا انهم في واقع الأمر يدافعون عن مصالحهم الذاتية بسسب حبهم للرياسة والمنصب لخوفهم من التغيير ويتمنون استمرار الحال على ما هو عليه مهما كان شكله ولونه لذلك تجدهم يتخذون مواقف متشددة في الحوار ويكرهون التقارب والسلام والوفاق وعودة الآخر لأنهم يرون ان اجتماع الكلمة والسلام والوفاق وحتى عودة الناس إلى ديارهم خطراً سيقلل من فرصهم في القيادة وخصماً على حظوظهم في المناصب.

فرحنا كثيراً عندما أُبعد والده من السلطة لذات الأحاديث الاستفزازية والاستعلائية ولكلامه المر الناتج عن الاستقواء على عباد الله بالسلطة وللأسف الشديد لم تطل فرحتنا إلا ونفاجئ بأن إبنه المهندس محمد نافع (القيادي) بقطاع الشباب بالحزب الحاكم يمشى على دربه ويتبع خطاه وكأن الله لم يخلق أحداً سواهم.

هذه المقدمة ضرورية لنكشف نفسية ابن الدكتور/ نافع من خلال حديثه الذي تداولته وسائط التواصل الاجتماعي مؤخراً:
(أن مثل هذه الأشياء – ويقصد بها حادثة تصوير مستشفى بحري- دخيلة علينا ، وقد جاء بها أبناء المغتربين وعوائلهم الذين عادوا مؤخراً بعشرات الآلاف، والمغترب يريد خدمات صحية وتعليمية كما رآها في الخارج، ولا يري بعينه فارق الإمكانيات بين السودان والدول الأخرى).

ويواصل :
(وأنا أرى المغتربين العائدين حا يكونوا عبء علي الدولة وإثارة المشاكل والفتن، فالشعب هنا في السودان يعيش في أمن وأمان، ولا يعرف شيء عن مواقع التواصل ومشاكلها، الا قلة قليلة فيجب على المغتربين احترام الدولة التي استقبلتهم).

كلام الطير في الباقير لا يحتاج مني أو من غيري للرد عليه أو الدفاع عن المغتربين مع العلم أنني املك أطناناُ من الردود المرة والموجعة على كثير مما ورد في حديثه الاستفزازي المقيت وافتراءه على المغتربين (وعوائلهم) ولكني اوردت ما قاله ليعلم الناس مستوى تفكير الذين يطمحون للرياسة ويلهثون وراء السلطة شئنا أو أم أبينا مسنودين بعلاقتهم بالحزب والحركة الإسلامية ويعتقدون أن مثل هذه التصريحات هي التي تقربهم زلفى من المنصب ولكنها للأسف لا تكشف إلا نفوسهم المريضة وخوفهم من الآخر مغتربا كان أو معارضا أو مواطناً.

ولا داعي لأوضح له أو لغيره بعدم وجود أي علاقة لأبناء المغتربين (أو عوائلهم) سواء كانوا (بعشرات أو مئات الألوف؟؟؟) بما حدث من قريب أو بعيد وأن ما يقوله المفترى ليس من اهتمامات أبناء المغتربين ولا (عوائلهم) ولا رابط بين عودتهم وتردي الخدمات الصحية ؟

والمعروف أن تردي الخدمات الصحية وبيئة المستشفيات ناتجة فقط عن إهمال إداري ونقص في الميزانية المخصصة للقطاع الصحي وهي عملية تراكمية لم تظهر بين يوم وليلة ولا علاقة لها بعدد العائدين مما قل منهم أو أكثر (ولا ندري لم يعذبه هذا العدد؟) مع العلم أن نفس المستشفيات التي يدعي المفتري محمد نافع الدفاع عنها كانت في يوم من الأيام مثالاً حياً للنظافة والانضباط والتعامل الراقي وكانت مكاناً ممتعاً للزيارة وبإمكانيات أقل مما هي عليه الآن جداً يوم خلت تلك المستشفيات من أمثاله.

لن أطيل في الرد على ما قاله وكان الله في عون السودان إذا كان أمثال هؤلاء الطائشين من الشباب يريدون التسلق على أكتافنا عن طريق التصريحات الاستعلائية والاستفزازية بدلاً من الاعتراف بالمشكلة والعمل على إصلاحها وإن كانوا ليسوا أهلاً لإصلاحها.

سبق وان صرحت إحدى البرلمانيات التابعة للمؤتمر الوطني من نفس الهواجس ونسبت أزمة الوقود التي حدثت مؤخراً لعودة المغتربين حتى قبل عودتهم وغداً سيقول مدير المياه أن عودة المغتربين هي سبب نقص المياه ويقول مدير الكهرباء كذلك وستصبح عودة المغتربين الشماعة التي يعلق عليها الجميع فشلهم وإخفاقهم.

أخيرة:
يقول الأمام مالك صاحب المذهب (إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب، فاعلم أنه معلول النية).

والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عبدالرحيم وقيع الله
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..