عوارة شعبنا … وعلمية د.بلدو

🌴عوارة شعبنا … وعلمية د.بلدو🌴
الاخ د.علي بلدو
هذه رسالتي الرابعه التى اكتبها اليك ولا اتوقع منك ردا مثلا سابقاتها ولكن ساكتبها فهدفي الاساسي ليس ردك بل التواصل مع شعبنا الذي يتلقى منك كثير من المعلومات التي تحتاج للتحليل والنقد..وهدفي الاخر هو التواصل مع زملائي واصدقائي في قبيلة الطب النفسي الذين تركوا لك الساحة لتسرح فيها بلا ضوابط ولا التزام بمنهجية العلم وصدق الكلمه.
لقد فوجئت اليوم في الاسافير بتصريح منك عن انتشار العواره وسط الشعب السوداني وانها هي السبب في تدهور واقع بلدنا.
لن أقول انني فوجئت بان التصريح منك فقد قرأت لك الكثير الذي يجعلني لا استغرب ما يصدر منك لما يحوي من غث وغريب..فيه استسهالا لاطلاق الاحكام والصفات استنادا على رؤيتك الشخصيه التي ليس لها علاقه بالعلم ولا الموضوعيه..ويجافي المنطق والحس السليم.
اولا على الباحث والعالم عندما يتحدث عن ظاهره عليه ان يقدم تعريفا علميا عنها ليفصل بين المعنى العلمي المقصود والتوصيف الاجتماعي….وهذا ما افتقده في تصريحاتك المتكاثره والمثيره للاستغراب والجدل.
ابتداء لا ادري ما هو تعريفك العلمي لمعنى (العواره )..هل تقصد الكلمه بمعناها الشعبي المتداول التي يصف بها البعض التخلف العقلي (mental retardation)التي يصيب البعض كمرض نتاجا لتدني مستوى الذكاء ..ام هو ما يصفه البعض بالتخلف الاجتماعي (Naivety) الناتج من عدم المعرفه وضعف التجربه.ولنطلق عليها جدلا من اجل الحوار اليوم التخلف الاجتماعي..
بغض النظر عن اي المعنيين تتحدث فقد أخطأت الهدف…ولن ادخل في معركة استنتاج ايهما تقصد..
كما كتبت لك مرارا..وسأعيد ذلك اليوم ان اي حديث عن ظاهره لا يتم الا بعد البحث في تلك الظاهره واي باحث اومتخصص في مجال لا يحق له ان يفتي بانتشار ظاهرة او انحسارها الا بعد قراءة نتائج البحث العلمي في تلك الظاهره.
اولا التخلف الاجتماعي ليس مرضا او نوعا من انواع الشخصيه الذي نستطيع وصفه وتحديده لذا ليس هناك دراسات عنه كظاهره..وذلك للعوامل المتباينه لمفهوم التخلف الاجتماعي الذي يجعلفه توصيفا لموقف وليس سلوكا عاما يمكن قياسه….
اذن اذا كنت تقصد في حديثك التخلف الاجتماعي فقد فارقت المنطق والموضوعيه بالحديث عن سمات اجتماعيه لا تقاس ولا تحدد….حتى نزعم زيادتها او نقصانها في مجتمع محدد.
اما اذا كنت تقصد التخلف العقلي كمرض فليس هناك دراسه عملت في السودان لتعكس انتشاره ولا ادري من اين اتيت بما قلت..
ان اخر دراسه علميه عن التخلف العقلي في السودان كانت قبل 10اعوام ولم تشير لاي زياده او انتشار.
وعندما نتحدث عن الانتشار فاننا نعني زيادته مقارنة بما سبق او مقارنة بما يجري في دول أخرى…وليس هناك اي دليل على وجود دراسات سابقه في السودان لتعكس ازدياد نسبة التخلف العقلي مع الزمن ولا هناك اشاره لارتفاعه مقارنة بدول اخرى.
كنت ساحترم مقولتك لو انك ذكرت ان تدهور الخدمات الصحيه في عهد الانقاذ…والانهيار الحادث خاصة في رعاية الحوامل والولاده مع ازدياد نسبة الفقر هي عوامل ستقود لارتفاع مستوى التخلف العقلي في بلادنا..
لكنك فضلت ان تطلق تصريحات مؤكده عن انتشار الظاهره والتي واضح من حديثك انك تؤكد على وجود هذا الازدياد من زمن مما ادى الى انه ساهم في تغطيس حال البلد.
واقول لك ان الغطس البلد معروف وان حال البلد معلوم اسباب تدهوره ولا تحتاج لتخلف عقلي يصيب شعبنا لتفسيره.ان وطننا الحبيب مستلب بعصابة أدمنت الظلم والفساد استباحت موارده وقمعت شعبه…فانتشر الشرفاء يوزعون خبراتهم في بلاد العالم..واستلم مقاليد الحكم فيه وشئون عباده من لا يخاف الله فيهم ليس من همومهم رخاء الوطن او صحة مواطنيه..فكلنا يرى الاسباب والمسبب …فحرام عليك ان تضع مسئولية تدهوره على شعبنا المظلوم وفوق ذاك…تبرره بتخلف عقلي او اجتماعي.
لقد اصبحت كلما اقرأ تصريحا غريبا لدكتور بلدو واجده لا يستند على ابجديات العلم من بحث او دراسه..اتساءل ما الحكمه في ذلك؟
..من عدم احترام عقل المستمع لاحاديث لا يسندها علم ولا منطق؟.
وما الهدف من نشر مقولات غرببه يتم فيها اختلاط العلمي مع انطباعات ذاتيه ليس لها سند ولا دليل؟
..فان كان د.بلدو يعلم بخطورة ما يفعل ولا يرعوي بل يتمادي في ما ينشر وفي كل صباح نجد تصريحا جديدا غريبا مثيرا للجدل..فهذه مصيبه..
والمصيبة اكبر ان كان لا يعلم بخطورة مايفعل بحكم وضعه ولقب الاستشاري المتخصص الذي يحمله بنشر الجهل واضفاء العلميه لمقولات لا علاقة لها بالعلم والمنطق..
لا استطيع محاكمة النوايا ولن استطيع ان اعلم دوافع د.بلدو..ولكن الذي الذي اعلمه انه بتصريحاته هذه يساهم في تجهيل شعبنا خاصة الذين يقعون في حبائل تصريحاته..وسيخلق حاجزا بين الطب النفسي وبين الغاضبين الذين يعلمون ما تحمله مقولاته من ضعف وعدم منطق….
لذا اجد انه فرض عين علي ان ارد على كل حرف يساهم في تجهيل شعبنا ويسيئ له احيانا اخر.
وهدفي الثاني من رسالتي لاصدقائي في قبيلة الطب النفسي
الى متى الصمت؟؟
الا تخافون ان يفهم الصمت بانه اتفاقا مع ما ينشره د.بلدو في كل صباح؟؟
اليس علينا مسئولية كشف الغث ونشر ثقافة العلم والمعرفه..؟
اليس علينا تقع مسئولية الدفاع عن الطب النفسي وتصحيح مفاهيمه وتمليك شعبنا المعلومات العلميه التي تساعده في الصحه و تحقيق التوازن النفسي .
اليس علينا مسئولية تصحيح المفاهيم الخاطئه والرد على كل من ينشر مقالا يبث فيه احكاما وتوصيفات غير خطئها وعدم موضوعيتها تسئ لشعبنا…
نحن ليس لنا حق محاكمة الاخرين واتهام دوافعهم ولكن فرض علينا ان لا ننرك لهم الساحة يمرحون فيها يغبشون وعي شعبنا..ويسيئون لعلمية الطب النفسي..
انه واجبنا ان نقف امام هذه المقولات المنفلته سدا يحمي شعبنا وننشر ثقافة الوعي والمعرفه…فقوموا لمسئوليكم امام شعبكم يرحمكم الله
ولكم الود
مجدي اسحق
[email][email protected][/email]
الأخ العزيز مجدى …. المجد لله في الأعالى ,,
أنت تعرف وأنا أعرف ليست كل الظواهر الاجتماعية قابلة للقياس منها الأسباب
والإمكانيات اللوجستية بل ومنها الأسباب الأخلاقية التي تجبر الباحث بعدم التعمق في التجربة ,,
والعلم الحديث يجيز للعلماء أصحاب التجربة أن ( ينظروا _ من التنظير ) دون تجريب في العديد من الظواهر الحياتية وغير مطالبين بتحديد المناهج أو أدوات القياس ….
وظاهرة ( العوارة ) موجودة ومعروفة في المجتمع السودانى ولا تحتاج الى تعريف ,,, ف(المعرف لا يعرف ) مقولة معترف بها في أدبيات البحث العلمى .
البروف على بلدو من أكثر أطباء النفس معرفة بالمجتمع السودانى وله في ذلك مداخل إكتسبها من تعدد قدراته وملكاته العلمية والذهنية بل هو أكثر العلماء السوداميين تفرقا لقضايا وظواهر المجتمع السودانى الحميد منها والشاذ ومنها (العوارة )التي يتفرد بها من دون شعوب الأرض . وعندما تقول لسودانى (أنت عوير وإلا شنو ؟ )فهو لا يحتاج الي قاموس ولا الى ماقاله فرويد ولا ما قاله إسكنر أو علماء الطب الحديث في تعريفهم للمصطلح والذى وكما يبدو فهو مصطلح سودانى بالدرجة الأولى بل يمكن لإستاذنا بلدو أن يرفد به الجمعية الأمريكية لعلماء النفس بإعتباره مصطلحا جديدا له مواصفاته من حيث الصدق والثبات والموضوعيةوتلك هي أهم مؤشرات أي بحث علمى كان أو قول يصدر عن عالم متمكن ويعرف أسرار مهنته.
البروف على هو إمتداد لجيل العمالقة من علماء النفس السودانيين أمثال طه بعشر وحسبو سليمان وحسن حاج على وكبيرهم التيجانى الماحى ويمتاز البروف على عليهم جميعا بإنه قد قام بإنزال العلم النفسى من أبراجه العالية وجعله يمشي بين الناس في حياتهم اليومة حتى لم يعد المرض النفسى وصمة يتعذب بسببها المريض ويخجل أن يزور الطبيب ..
التحية والتقدير للبروف على ونأمل أن يتحفنا بالمزيد من التوصيف والتحليل للشخصية السودانية وكما قال سقراط قديما ( أعرف نفسك ) فنحن في السودان حقيقة لا زلنا نجهل الكثير الكثير عن أسباب ومظاهر سلوكنا وتحتاج فعلا للباحث والطبيب والمحلل النفسى الشجاع أمثال البروف على ..
الأخ العزيز مجدى …. المجد لله في الأعالى ,,
أنت تعرف وأنا أعرف ليست كل الظواهر الاجتماعية قابلة للقياس منها الأسباب
والإمكانيات اللوجستية بل ومنها الأسباب الأخلاقية التي تجبر الباحث بعدم التعمق في التجربة ,,
والعلم الحديث يجيز للعلماء أصحاب التجربة أن ( ينظروا _ من التنظير ) دون تجريب في العديد من الظواهر الحياتية وغير مطالبين بتحديد المناهج أو أدوات القياس ….
وظاهرة ( العوارة ) موجودة ومعروفة في المجتمع السودانى ولا تحتاج الى تعريف ,,, ف(المعرف لا يعرف ) مقولة معترف بها في أدبيات البحث العلمى .
البروف على بلدو من أكثر أطباء النفس معرفة بالمجتمع السودانى وله في ذلك مداخل إكتسبها من تعدد قدراته وملكاته العلمية والذهنية بل هو أكثر العلماء السوداميين تفرقا لقضايا وظواهر المجتمع السودانى الحميد منها والشاذ ومنها (العوارة )التي يتفرد بها من دون شعوب الأرض . وعندما تقول لسودانى (أنت عوير وإلا شنو ؟ )فهو لا يحتاج الي قاموس ولا الى ماقاله فرويد ولا ما قاله إسكنر أو علماء الطب الحديث في تعريفهم للمصطلح والذى وكما يبدو فهو مصطلح سودانى بالدرجة الأولى بل يمكن لإستاذنا بلدو أن يرفد به الجمعية الأمريكية لعلماء النفس بإعتباره مصطلحا جديدا له مواصفاته من حيث الصدق والثبات والموضوعيةوتلك هي أهم مؤشرات أي بحث علمى كان أو قول يصدر عن عالم متمكن ويعرف أسرار مهنته.
البروف على هو إمتداد لجيل العمالقة من علماء النفس السودانيين أمثال طه بعشر وحسبو سليمان وحسن حاج على وكبيرهم التيجانى الماحى ويمتاز البروف على عليهم جميعا بإنه قد قام بإنزال العلم النفسى من أبراجه العالية وجعله يمشي بين الناس في حياتهم اليومة حتى لم يعد المرض النفسى وصمة يتعذب بسببها المريض ويخجل أن يزور الطبيب ..
التحية والتقدير للبروف على ونأمل أن يتحفنا بالمزيد من التوصيف والتحليل للشخصية السودانية وكما قال سقراط قديما ( أعرف نفسك ) فنحن في السودان حقيقة لا زلنا نجهل الكثير الكثير عن أسباب ومظاهر سلوكنا وتحتاج فعلا للباحث والطبيب والمحلل النفسى الشجاع أمثال البروف على ..