حال المغتربين وأريتو ما حالكم

تقول الطرفة : رجل نائم في حوش البيت واستيقظ على وقع خطوات أحد زوار الليل أثناء قيامه بالتفتيش في الظلام عمًا يستحق المجهود الذي بذل في تسلق الحائط فهب مذعوراً وأمسك به ولكن اتضح أن زائر الليل من ذوي البنية الجسمانية الرياضية التي لو تم إستغلالها في الوجهة الصحيحة لجلب للسودان ذهبية المصارعة الحرة في (ريسلمانيا) . دخل الاثنان في صراع وعندما عرف صاحب المنزل أنه لن يمكنه التغلب عليه بدأ في الصياح : الحرامي الحرامي ، استيقظ جاره على صوت الاستغاثة وأطل برأسه من أعلى الحائط وعندما رأى البنية الجسمانية لزائر الليل آثر عدم التدخل في المعركة من باب السلامة وصاح في جاره : فكو فكو . صاح الجار : فكيته لكن أبى يفكني.
الرمية على قول استاذنا دكتور البوني تماثل تماماً حال مغتربي السعودية هذه الأيام مما يجدونه من معاناة وصعوبات وعقبات تواجه معظم المغتربين منها على سبيل المثال وليس الحصر:-
1) صعوبة تجديد الاقامة في ضؤ النظم الجديدة لإستمرار العمالة ناهيك عن رسوم التجديد التي تضاعفت والمتمثل ذلك في الرسوم الشهرية للعامل والتي تخصم مقدما دفعة واحدة عند تجديد الاقامة مما حدا بالكثير من الشركات للإستغناء عن العمالة وأصبحت المؤسسات والشركات تدير العمل بالحد الأدنى من العمالة اللازمة وبالتالي الإستغناء عن ما يقرب نصف العمالة المتواجدة في السابق.
2) رسوم المرافقين لأصحاب العوائل وهي تشكل عبء كبير جداً على مستوى جميع الأسر حتى لذوي الوظائف العليا والتي آثر الكثيرون إستغلالها لتكون رأسمال لمشروع بسيط أو ( لقاطة ) تعين الاسرة في مجابهة أعباء الحياة في الوطن .
3) قصر أكثر من عشرين وظيفة فقط للمواطنين كان يشغلها المغتربون من جميع الجنسيات ومنها ما هو أعمال حرة مغلفة بستار كفيل صوري فطنت السلطات السعودية لهذا المسلك وبالتالي تم إقفال هذا الباب ووجدت شريحة كبيرة أنها معرضة للجزاءات التي قد تصل لأكثر من عشرين ألف ريال غرامة مع السجن الذي قد يصل إلى سنة ثم الختام والذي ليس هو مسك بالترحيل . اذن قرار هؤلاء بالعودة الطوعية قرار أكثر من حكيم .
4) فئة لم تقض نحبها بعد وقررت أن تنتظر على أمل أن يتم إلغاء القرارات التي اتخذت من قبل السلطات إذا أثبت الواقع خطأ إتخاذها ولسان حالهم يقول لنصبر عسى ولعل بالرغم من المعاناة .
5) فئة قضت نحب عائلاتها وأرسلتهم خروج نهائي وعملت على تجربة سنة أو سنتين يمكن تحملهما وأغلبهم يقولون إن هي إلا (يوم يعدوه خنق) ثم وجوب اللحاق بالعائلة.
6) فئة قليلة لم تتأثر وهم أصحاب الوظائف العليا في الشركات والمؤسسات والذين بإمكانهم التماشي مع وتحمل المصاريف بالرغم من تدرجها صعوداً حتى العام 2020 بل إلى ما بعده وهؤلاء نمثلهم بقاعدة شاذة والشاذ طبعا لا حكم له .
حتى لا نطيل في المقال بالرغم من أنه هناك الكثير لم يقال نرجع إلى (الرمية) في البداية ونقول أن السعودية (فكت) الناس لكن الناس لا يريدون أن يفكوها حتى ولو (فكت) منهم!!!!!!
وأختم المقال بطرفة :-
الرجل حزين جداً بعد أن رجع من العمل ولاحظت زوجته علامات الهم والحزن فسألته :-
الزوجة : شكلك كدة مهموم وما عادى الليلة …. مالك … في شنو؟
الزوج : بصراحة سلموني خطاب نهاية الخدمة وطلبوا من السفر خلال اسبوعين فقط .
الزوجة: وهي تصيح ( الليلة يا يمة اتسجمنا … البقعد معانا منو؟؟؟ )

عبدالرحمن أحمد المهيدي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..