مصر تبيع تاريخ شعبها الوضيء بصفقة بخسة وخاسرة

درج الشعب المصري الشقيق ونظامه الحاكم منذ عهود بعيدة ، فتح صدورهم وأبواب بلادهم لاستضافة القادمين إليهم سواء بغرض السياحة أو الاستشفاء أو الاستثمار أو لأسباب سياسية ، وظل سجل تاريخها الإنساني عامر بمن استضافتم من زعماء ورؤساء ومناضلين أفارقة و عرب دون استثناء ، منذ أزمان الثورات التحررية في القارة السمراء ، والأزمات السياسية التي أطاحت بزعماء وملوك عرب وفرس وغيرهم ، كان آخرهم الرئيس السوداني المخلوع المرحوم جعفر نميري ، ومن بعده زمرة من اقطاب السياسة السودانية بعد انقلاب الجبهة الاسلامية واستيلائها على الحكم ، لم يكن يتوقع أحد قط حتى بين المهتمين بالشأم السياسي والفكري في النخبة المصرية ، أن تهيل حكومتهم التراب على كل مواقفها الانسانية التاريخية تلك بجرة قلم ، وتحرم أحد أبرز زعماء السودان من مواصلة الإقامة بينهم ، على الرغم من أن الإمام الصادق المهدي رئيس أكبرحزب سياسي في السودان ، ورئيس مجموعة نداء السودان ، أكبر كتلة سياسية معارضة نالت الاعتراف في المحافل الإقليمية والدولية ، وفوق ذلك الرئيس الشرعي المنتخب انتخابا حرا من الشعب السوداني ، ظل طوال عمره السياسي يدعم استقرار الشعب المصري ويحرص ألا يمس أمنها ماس ، ولم تتغير مواقفه تجاه الطغمة الاخوانية الحاكمة في السودان منذ مولدها المشؤوم في الثلاثين من يونيو 1989م ، مستمسكا بمنهج المقاومة المدنية السلمية ، ومبشرا بها بين الجماعات المعارضة الأخرى ، لا عن ضعف أو تقية ، بل عن جزع من مآلات المقاومة المسلحة وما تحدثه من فوضى ومجازر تطول الأبرياء وتخرب العمران وتفتك بالنسيج الاجتماعي ، فالعاقل من يتعظ بما آل إليه حال من لجؤا للسلاح كلغة مباشرة للتغير .
إن الغلبة الغالبة من الشعب السوداني ، باستثناء عصابة الانقاذ وتوابعها ، دهشت أشد الدهشة من هذا الموقف المصري الغريب تجاه الإمام الصادق المهدي ، ولم تقنعها التبريرات التي وردت كدافع لهذا القرار ، بل سخرت منها لكونها افترضت أن الشعب السوداني غير ملمبما يحث في محيطه ، ولا يعلم أن هذا القرار تم الترتيب له بين الرئيسين منذ زيارة الرئيس البشير الأخيرة لمصر ، حيث تعاهدا أن يدعم كل منهما الآخر في الانتخابات المقبلة ، تلتها زيارة رئيس جهاز الأمن السوداني الفريق صلاح قوش لمصر ، وبصحبته الصفقة المتفق عليها من الضحايا ، فكان لزاما على الأمن المصري الوفاء بتعهداته ، فتقرر إنهاء إقامة زعيم الأمة السودانية ، والمدهش فور تناول وسائل الاعلام خبر احتجاز الإمام بمطار القاهرة الدولي ، ومنع السلطات المصرية دخوله البلاد ، تسابقت سفارات العديد من الدول الأفريقية والغربية والآسوية تقدم ترحيبها بالإمام في أراضيها ، وبدا الأمر استفتاءا حول مكانة الإمام الصادق في المحيط الاقليمي والدولى ، عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، لقد خسرت مصر غلبة غالبة من الشعب السواني قبالة قلة تعلم هي قبل غيرها ما كان منها من ترويع لحياة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ، وأرواح بريئة من أفراد الشعب المصرى كانوا ضحايا الإرهاب المنظم . لقد باعت مصر تاريخها الانساني الوضيء بصفقة انانية بخسة ، ومدت أصبعها لمن عضه.

عثمان مصطفى عمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اسال الكاتب بالله ما جنينا من الصادق المهدى عبر تاريخة الطويل غير الكلام والمؤامرات على البلد ورينى حسنه او مشروع واحد ينسب للصادق اللهم سوى زيادة املاكه على حساب الشعب الجعان

  2. الصادق الصديق عبد الرحمن – رجل الأعمال وود مقبولة الفوراوية – ليس اماما هو شخص عادي متواضع القدرات .. ومصر لم تبع شعبها فهي حرة ابية منيعة وعزيزة على أهلها وعلى العرب والمسلمين .. وزولكم يستحق الطرد

  3. اسال الكاتب بالله ما جنينا من الصادق المهدى عبر تاريخة الطويل غير الكلام والمؤامرات على البلد ورينى حسنه او مشروع واحد ينسب للصادق اللهم سوى زيادة املاكه على حساب الشعب الجعان

  4. الصادق الصديق عبد الرحمن – رجل الأعمال وود مقبولة الفوراوية – ليس اماما هو شخص عادي متواضع القدرات .. ومصر لم تبع شعبها فهي حرة ابية منيعة وعزيزة على أهلها وعلى العرب والمسلمين .. وزولكم يستحق الطرد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..