الصادق المهدي .. ليتنا نتجاوز ما يوسع الفتق ونرتق ما نستطيع

عندما نتحدث عن الصادق المهدي، نتحدث عن رجل حكمنا عبر الديمقراطية، لو وضع الصادق بكل الأخطاء التاريخية في كفة على قلتها، والإنقاذ بكل سنوات حكمها، في ميزان الأخلاق، تسقط الإنقاذ في بئر سحيق، ويرتفع المهدي.
ذلك قولي ورأيي وانا من عامة الشعب، لم ألتق الصادق المهدي في حياتي، غير مرة واحدة في مسجد ودنوباوي، للرجل طريقته وخياراته وعواطفه وغلطاته ومحبته وكرهه، لكنه ظل نزيها نظيفا، وحكم عبر الديمقراطية، الإساءات التي نالته من نظام الإنقاذ، ربما لم ينلها رجل غيره وظل متمسكا بالحلول السلمية.
السياسة إدارة الممكن، وقراءة للواقع بتجرد، لكن تعاملها يتطلب اللعب بالبيضة والحجر.
ليتنا نتجاوز في سمو عما يوسع الفتق، ونرتق ما نستطيع حتى نعبر محطات الأسى التى نالت وخصمت وآذت الوطن ونالت من شعبه.
قراءة الواقع الحالي، تقودنا لحكمة الكبار، وعنفوان الشباب، والنهوض يتطلب تجاوز.
لا أرى الأحكام الظنية صالحة لتقييم الرجل، ولا أرى شيطنته تفيد خط التغيير، يظل المهدي كبيرا وخبرة واسعة، وشخصية سودانية يعول عليها.
ما حدث للمهدي من قبل مصر الرسمية، يتطلب ان نقيمه بصبر وحنكة، ومعرفة لماذا حدث ذلك، وما مستقبل السودان في ظل البطش وعدم إحترام آدمية الإنسان فيه، من قبل نظام الإنقاذ، الذي مقابل عمالته، وتفاهته ورخص قيمته، وانعدام وازع الضمير في تنظيمهم الإخواني الرخيص، صاروا لعبة في أيدي المخابرات العالمية، وصاروا سلعة للبيع في المحافل الدولية، ومحل طمع، ويتعامل العالم ومحيطنا الإقليمي معهم تحت شعار، اللي تعرف ديته تقتله وهنا استبدلوها بشرائه، والعالم يعرف ضعفهم امام المال، انهم جاهزون لبيع كامل الوطن، وفي سبيل ان يظلوا في الحكم وخوف محاسبتهم، يضحون بكل التراب والشعب والوطن، انهم بلا مرجعية اخلاقية او سياسية، هم بائعون في سوق الإمبريالية العالمية كل ما يساهم في بقائهم، ولا يقيمون وزنا لما يسمى بالوطن، ولا يعترفون له، بل تنظيمهم اعلى لديهم من الوطن.
المهدي وفق مرئياته ومن يتحالفون معه، اختلف معهم جملة وتفصيلا، لكن أرى أن تحالف قوى التغيير السودانية، تحتاج لبعضها ( إجماعا ونداء )، وهنا تكمن قوة المعارضة، فلنلتقي على الحد الأدنى من أجل التغيير، فلنلتق من اجل الشعب الذي وصل الحضيض، فلنلتق من اجل وطن ينهار اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، فلنلتق ولنغفر، من اجل التغيير، وبعدها، لنحتكم للديمقراطية والقانون.
الصادق المهدي، رجل له تجربته ورؤاه وليس بالسذاجة ليضع حزبه امام مصالح شعبه، او يقدم مصالحه الخاصة، ولو اراد لفعلها وهو حاكم بغالبية في آخر إنتخابات برلمانية، نعم للصادق المهدي أخطاء، ولكن من من قادتنا مبرأ من الأخطاء ؟ حزب الأمة القومي، حزب له اجهزته وله قواعده، وآخر إنتخابات أكدت انه حزب كبير في بلادنا، فلنتحد في الحد الأدنى جدا، لنحقق التغيير المنشود.
ما حدث من مصر الرسمية، يحتاج قراءة متأنية، ووضع أسلحة الخصومات الفتاكة، والهدر في الفارغة والمقدودة، واستدعاء مظلات الاجتماع اتفاقا، تجاوز بؤر الاختلافات المفككة لوحدتنا، تعالوا، نفعل مشروع سوداني وحدوي نعلي فيه كل من نقاط الاتفاق، تعالوا، نلعن التبخيس ونقتله، ونحي التشجيع والتحفيز وذكر محاسن احزابنا، تعالوا نقول أن الإرادة الدولية ومجتمعها واممها، وجدت في هذا النظام ضالتها، وهو نظام بلا سند داخلي غير قلة مستفيدة ومتنفذه، وخارجيا بلا صديق، ولكنه بالأمر الواقع يبيع اسرار وثروات ومقدرات المستقبل لكل صاحب مال او سلطة تهدد بقاءه، فلنعلن حملة تقطع الطريق امام تحركه بما لا يملك لبيع الوطن في سوق النخاسة العالمية الإمبريالية الأمريكية، تعالوا نجمع وحدتنا الوطنية، ونرفع من العصف الذهني، لصالح إيجاد مخرج للأزمة السياسية السودانية، تعالوا نضعف، ونضرب بوعي مكامن مصالح واستقواءات النظام، تعالوا نضرب مصالحه، نقود وحدتنا، نتفق ألا نصل إلا لما نريد، وما نريده ديمقراطية بيضاء ناصعة بوحدتنا معا، ضد شريحة الطفيلية الاسلاموية الانقاذية.

فيسبوك

تعليق واحد

  1. وصولنا لهذه النقطة (الاتفـــــــــاق علــــى الحـــــــــــد الادنـــــــى) هي نقطة التحّول الحقيقية لإقتلاع هذا النظام .

  2. وصولنا لهذه النقطة (الاتفـــــــــاق علــــى الحـــــــــــد الادنـــــــى) هي نقطة التحّول الحقيقية لإقتلاع هذا النظام .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..