الاقتصاد الشيوعي هو الحل لازمات الدول الفقيرة

ربما يرفض الكثيرون كلما يمت الي الشيوعية بصلة باعتبار انها فكر قد باد ونظريات قد عفي عليها الدهر ، بالاضافة لرسوخ فكرة ان الشيوعية هي الالحاد والكفر ، ولن تصلح للتطبيق في دولة اسلامية ، لكن الحقيقة هي ان كارل ماركس قد اقتبس من حيث يعلم او بالمصادفة مبدا
اسلاميا اصيلا وعادلا ،
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في دولة الاسلام الاولي وفجر الرسالة ، كان يقسم المال بين الناس بالتساوي وكان يحث المسلمين علي الانفاق .
والاسلام يقر بان المال الذي بيد أميرالدولة او المال المملوك للدولة ،هو مال عام تعود ملكيته لافراد المجتمع كلهم سواء كان هذا المال انفاقا من الاغنياء كما حثت الايات علي الصدقات او أخذا بالقوة منهم كما جاء الامر بذلك في الذكاة ، او مالا مكتسب للدولة من اي مصدر كان ، يكون هذا المال مملوك لهم جميعا وعلى الشيوع , ولذلك فقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بان يوزع المال الذى يزيد على نفقات الدولة على الرعايا وبالسوية .
ولذلك فهذا المبدأ الشيوعى قد سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دولة الاسلام وهو الاصل فى نمط الاقتصاد الاسلامي.
وقد سار على هذا النهج الشيوعى الخلفاء الراشدين من بعده صلى الله عليه وسلم ,,حتى ان سيدنا على كرم الله وجهه اشترط على مناصريه لقبول البيعة : ان يقسم المال بالسوية…
والشيوعية وقسمة المال بالسوية لا يرفضها الا من كان به بقايا جاهلية وحب الدنيا ومحبة الاستئثار بها , والراسمالية التى تحث الناس لكنز المال شريعة اقرب لشريعة الغاب ، عكس الشيوعية التى تعنى التمدن والحضارة وتحقيق التعليم النبوى ان تحب لاخيك كما تحب لنفسك .
والاقتصاد الشيوعي يعني السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراده بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وهو نظام اجتماعي اقتصادي يقوم على ايديولوجيا تقول أن الجماهير العاملة من الشعوب هي التي يجب أن تمتلك وسائل الإنتاج وهي الاشتراكية في ثروات الدولة .
وهذه هى الاهداف التى سعى الاسلام الى تطبيقها بالتدرج منذ عهد دولة الخلافة فى المدينة
والنصوص الاسلامية تقول ان المال والاملاك والاطيان المملوكة للافراد هى فى الحقيقة ملكا لله ..وقد كان الاستخلاف فيها تابعا لجهل الانسان فى ذلك العهد والتى جاء الاسلام حاثا على محاربته بنشر العلم ثم بالوصول المتدرج للغايات الاسلامية من غير اخلال بالطبيعة الانسانية المحبة للتملك والاستحواذ, وهذا التدرج غايته هو الوصول بالمال الى الشيوع بين الافراد وقسمته و ان كل فرد يأخذ من مال الله وخيرات الارض حسب حاجته ,, وهذه سنة اسلامية كما تدرج الاسلام فى تحريم الخمر مثلا ، وهكذا كان التدرج فى ترويض المسلم على التعود على التخلى عن اطماعه الفردية لصالح الجماعة بحثه على التصدق بالمال والزامه باخراج ذكاة الاموال, لان الاصل هو جعل المال مشاعا وبالتساوي بين الناس .
والاسلام ذم التملك الفردى واستئثار الاقليات بالثروات . وهذا مبدأ شيوعى أصيل مصادم للرأسمالية .. حيث قال الله سبحانه وتعالى محذرا من كنز الاموال وداعيا لشيوعه بين الافراد :
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ.
والآية وآضحة فى النهى عن تملك الاموال وكنزها, وداعية الاغنياء الى الانفاق فى سبيل الله وقسمة الاموال والاملاك مع الفقراء.
وقد اعجبت بما فعله الامير محمد بن سلمان حين اجبر الامراء والاغنياء علي التنازل عن جزء من ثرواتهم لصالح الدولة ، ولكن ان كان هدفه هو قسمتها للفقراء فقد اصاب وافلح وطبق مبدا اسلامي مغيب ، واما ان كان هدفه غير ذلك فالله وكيله .
وخلاصة القول اعتقد ان لا تطبيق فعلي لمبدا العدالة الاجتماعية الا بتطبيق الاشتراكية والشيوعية الاقتصادية الاسلامية ، والي ان يهيء الله رجالا قادرون علي فعل ذلك فسيظل الظلم حيث تتكدس الاموال في ايدي قليلة ويكابد البقية الفقر والحرمان .
[email][email protected][/email]