يا أيها الجاهلون (شعر)

يا من جعلتم مقامي بينكم سأما … فقد لقيت بكم من جهلكم ألما

وما ظننت بأن العمر يسرقني … حتى أعود كما قد جئت منهزما

فلا الليالي أفاضت من نوافحها … ولا الحياة رمت في رقة عدما

ولا لقيت من الأيام عزتها … ولا عرفت سوى التبريح منصرما

ولّى شبابي وعمر من فتوتنا … وصرت في ضعف من يغدو بكم هرما

وما رعيتم لنا وداً وتضحية … ولا حفظتم لنا من عزة لمما

لو عاد بي من شباب كنت أحبره … لما رضيت بكم في العيش ما رغُما

هو المشيب الذي قد بات يقهرني … حتى غدوت أعاني جهلكم برما

وما عرفت من الأيام متعتها … وقد يلازم فكري بينكم سقما

وكل عيد مضى كم كان يحزنني … فالقلب منكسر بالهم قد زُحما

وصرت من جهلكم في جهل من سرقوا … مني المعارف والتاريخ والذمما

وصرت لا علم إلا بعض قافية … وقد نسيت من الأشعار ما سلما

قد جئتكم وسواد الشعر طاقيتي … والناس تسمع ذاك العالم العلما

وقد تركت ثقافاتي ومعرفتي … حينا أساير للأفاك محترما

من عاشر القوم شهرا صار مثلهم … ومن يعاشر عاما عاشه ورما

والجهل عدوى تصيب الناس قاطبة … في غفلة العمر إذ يُبقي لهم رمما

أمثالكم ما استحق الذم إنهم … موتى وإن عاشروا في مضجع خدما

والشعر يحلم عن أفعال زعنفة … فالشعر قاوم في التاريخ من عظُما

ومن يُحس به فهما ومعرفة … ويرفع القدر إن يهجو لمن شبما

استغفر الله مما قلت مادحكم … فربما نالني مدح لكم جرما

يا رب سامح لمضطرٍ ومنكسف … مما قصدت به من حيلتي وهما
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..