طلقات شارع النيل أم درمان

لم يأبه النظام لدماء الأبرياء والمواطنين في حوادث كثيرة، فمقتل عوضية عجبنا على يدي أحد منتسبي الشرطة قوبل بدفاع مستمت من قبل مؤسسات الدولة النظامية ومحاباة كبيرة، وأذكر أنني تزامن وجودي مع قاتل عوضية في سجن كوبر إبان اتهامنا بتقويض النظام الدستوري، والذي كان مقيما في مكان للمعاملة الخاصة بدون قيد أو تشديد وهواتفه معه يتمتع بكل ما يحرم منه زملاؤه النزلاء في سجن كوبر.
لم تشرق شمس اليوم الجديد لمقتل عوضية عجبنا حتى فجعنا بمقتل العشرات من شهداء هبة سبتمبر العزل بدم بارد، إلى يومنا هذا لم تفصح السلطات عن قاتليهم المنتسبين لقوات نظامية معلومة المحرك والقيادة والطابع، وأنها تتبع للنظام باعتراف رئيس الجمهورية في مخاطبته لجماهير كسلا في نوفمبر 2016م.
تم تضييع حق هؤلاء بالوعود التي قطعتها السلطات بالتحقيق في المزاعم التي جئنا بها، إلا أن لجان التحقيق لم تراوح مكانها حتى الآن، ومن المعلوم أن مدن ولاية الخرطوم بها كميرات رصد ومراقبة ترصد دبيب النمل إلا أنه لم يتم اللجوء إليها للوقوف على هويات المجرمين الذين قتلوا شهداء هبة سبتمر، ومن المرجح سحب كل أشرطة التسجيل وأدلة الإدانة للمجرمين.
وللأسف لم يتحمل النظام يومها حتى احتجاج أسر الضحايا المكلومين فمارس معهم أساليب التهديد والوعيد وقابل بعض احتجاجاتهم بالبطش التنكيل واستخدام القوة، والتهديد بالاعتقال.
ما أن أفلت شمس شهداء هبة سبتمبر حتى فجعنا بجرائم شبيهة من منتسبي النظام ومليشياته وقواته النظامية، إلا أن ما حدث في شارع النيل أم درمان، أثبت أن تلك الجرائم مسنودة بالقانون، والمشرعين والسلطة ووزاراتها ومعتمديها وضباطها، فلم يكتف القتلة بارتكاب جريمتهم المروعة التي أودت بالطبيب سامر عبد الرحمن الذي لم يكمل ربيعه الثلاثين بعد فحسب، بل عكفت على تسويد صحيفة مهينة ومسيئة ومذلة لشخص هو في رحمة الله المليك المقتدر باتهامه بأقبح الجرائم وهي جرائم الشرف، ولهول الفاجعة على الأهل لم يقابلوا عنف السلطة بعنف مماثل، وكان مقدورا عليه، وأم درمان شهدت حوادث اقتصاص بأيدي ذوي الضحايا، ولكن آل النقر وآل الجعلي حكموا عقلهم وردوا على تلك الافتراءات بالحجة والمنطق، وهو ما وضع سلطات الداخلية وإدارة الشرطة ولجان الأمن في البرلمان الولائي والمحلي والقومي في حرج بالغ، ولا يمكن أن يبرر استخدام العنف المفرط تجاه أي مواطن مهما كانت المبررات طالما أنه أعزل ولم يستخدم قوة مميته في مقابلة الشرطة.
إن الأمهات في السودان قدرهن أن يكن أكثر المفجوعات والمصدومات والمكلومات، إما بتشريد أبنائهن أو اعتقالهم أو إساءة معاملتهم أي قتلهم كما حدث للطبيب سامر، وهذا يضع الأمة السودانية في صدارة المتألمات في العالم.
إن هذه الحادثة طفت للسطح لأن الفقيد من أسرة كبيرة ذات مركز مرموق ولهم دراية بالقانون ومعرفة بالحقوق، ولكن لو تتبعنا مسيرة هذه القوات الشرطية وهذا القانون لرصدنا المئات من الانتهاكات والعشرات من الضحايا الذين قضوا نحبهم وتم تهديد ذويهم بعدم الملاحقة القانونية للجناة.
ما نرجوه أن تتم محاسبة الجناة بعدل وحق وإنصاف، وأن يوكل التحقيق لسلطة غير سلطة الشرطة التي هي في موضع اتهام، وأن يتولى مكتب النائب العام بنفسه التحقيق في الأمر لأن هذا الجرم لن تقف المساءلة فيه عند الدورية التي ارتكب أحد منتسبيها الجريمة، وإنما للضابط المناوب وقائد القسم ووكيل النيابة المناوب لأن أي أمر باستخدام القوة لا يتم إلا تحت علمه ومشورته وبإذنه، وتمتد المساءلة لسلطات المحلية والولاية والوزير الولائي ومدير الشرطة ووزير الداخلية.
وأقول أن هذا الجرم لن يكون الأخير وليس بالأول وستتواصل تلك القوات في ارتكاب فظائعها لأنها لا حسيب ولا رقيب لها، ولئلا نلدغ من هذا الجحر مرتين، على الشعبيين والرسميين والمنظات الأهلية والأحزاب والمجموعات الحقوقية، الوقوف بقوة ضد هذا الاستخدام المتعسف للسلطة والقانون والمضي قدما في سبيل إلغاء كل تشريع من شأنه أن يمنح سلطات باطشة ومنكلة ومسيئة لهذا الشعب وعلى رأس تلك التشريعات قانون النظام العام.
أخيرا أرى الآتي:
? ما يجب أن تفعله السلطات العليا في الدولة (الرئاسة أو رئاسة الوزراء) هو اتخاذ قرار تنفيذي فوري بتوجيه كافة القوات النظامية بعدم استخدام القوة المفرطة تجاه المدنين وخفض تسليح تلك القوات خصوصا الشرطة لتكون جهازا مدنيا كما هو معلوم.
? على وزارة العدل تبني إجراء تحقيق شفاف وعادل وفوري وعاجل في الحادثة والحوادث السابقة وإعلان نتائجه للملأ، وعدم التغافل كما حدث في قضايا سابقة.
? على وزارة العدل البدء فورا في تولي زمام الأمر تحقيقا والإشراف على جمع الأدلة والبينات وعدم الاعتماد على محضر الشرطة الذي به كثير من التلفيقات، بل أطمح أن يخضع القتلة إلى فحص الكحول والمخدرات.
ختاما: قد التمست صبرا كبيرا من الحبيبة نهى ومغالبة للدمع وهي التي فجعت في أقل من سبعة أشهر في زوجها عبد الرحمن الجعلي وهاهي تودع ابنها د. سامر إلى رحاب الله، وابن اختها المفجوع بوفاة ابن خالته نسأل الله لهم جميعا الرحمة والمغفرة وللأهل والأحباب وزملاء الفقيدين جميعا الصبر الجزيل، وأن يثيب نهى وآل النقر وآل الجعلي أجر الصابرين، وأن يرفع عن بلادنا هذا المقت وهذا العذاب.
عروة الصادق
أم درمان
[email][email protected][/email]
1787593 [ALI MURTEY]
5.00/5 (3 صوت)
07-05-2018 07:10 AM
لو تم اتنباع سياسة الاخذ بالثأر لكل من تم الاعتداء علية لما تجرأ حهاز الامن من تكرار اهانة ازلال المعارضين وعلية سياسة الاغتيال هى الانجع فى هذة الظروف لان القانون مغيب تماما مع حكم الكيزان اذا حدث ذلك فى اليمن او العراق او سوريا لتمت التصفية مت كبيرهم الى صغيرهم حتى الحركات المسلحة لا داعى لاضاعة الوقت فى الصحارى والجبال الفيل معروف وعصابتة مغروفة قنصهم واراحة البلاد والعباد منهم كلهم سوف يهريون لانهم يعشقون الحياة والنساء
1787593 [ALI MURTEY]
5.00/5 (3 صوت)
07-05-2018 07:10 AM
لو تم اتنباع سياسة الاخذ بالثأر لكل من تم الاعتداء علية لما تجرأ حهاز الامن من تكرار اهانة ازلال المعارضين وعلية سياسة الاغتيال هى الانجع فى هذة الظروف لان القانون مغيب تماما مع حكم الكيزان اذا حدث ذلك فى اليمن او العراق او سوريا لتمت التصفية مت كبيرهم الى صغيرهم حتى الحركات المسلحة لا داعى لاضاعة الوقت فى الصحارى والجبال الفيل معروف وعصابتة مغروفة قنصهم واراحة البلاد والعباد منهم كلهم سوف يهريون لانهم يعشقون الحياة والنساء