وابل من الرصاص.. دماء على اسفلت شارع النيل

نمريات
**خرجت لنا الشرطة، ببيان حشدت فيه تبريرات عدة ، لاسباب اطلاقها الرصاص ، على الدكتور الشاب سامر الجعلي في شارع النيل ، فاسترجعت ماأسمتها بلاغات قديمة تمت في مواجهة الدكتور ، وارفقتها ضمن ملفها في الوسائط الاعلامية، التي وقفت امام الخبر ،فاستدعت ذاكرتها سريعا شريط خروقات شرطة النظام العام في المجتمع ..
**ذاكرة المجتمع السوداني تحفظ عن ظهر قلب ، مافعله النظام العام فيه من الضرب وحتي اطلاق الرصاص ، والاخير جاء وصف تفاصيله من قبل الشرطة في بيانها والذي جاء فيه ( ان الحادثة وقعت اثناء حملة روتينية، ضمن الخطط المعدة سلفا للجريمة، والظواهر السالبة ، والسرقات النهارية ) ليت الشرطة بلعت لسانها ، ولم تدلق هذا البيان ، الذي لم يصدر مثله منها ، وصانعي المتفجرات ، يعيشون في وسط الاحياء المأهولة بالسكان ، ولم تكن حينها هنالك حملات روتينية معدة سلفا ، لتتبع الجريمة وكشف مخابئها قبل وقوعها ..
** لغة الشرطة هي الاشتباه ، ولاشىء اخر يحمل تفاصيل تاكيد فعل يستحق اطلاق الرصاص القاتل ،فالدورية باعتمادها الاشتباه (حقا ) لاطلاق رصاصها ، يعلن فشلها في ادارة خطط مكافحة الجرائم والظواهر السالبة، في المجتمع السوداني ، كما وتبرز لنا الشرطة بوضوح ، كيف يتحول الاشتباه الى جريمةعاجلة وسريعة جدا وفي حينها ولحظتها وقبل الاجراءات القانونيةاللازمة …
** بحثت الشرطة عن اسباب تدعم تصويب بنادقها على صدر الشاب سامر ، فلم تجد غير الواهن منها ، والذي يباعد بينها وبين دورها في المجتمع ، الذي يتضمن الحماية والعين الساهرة والحفاظ على ارواح المواطنين ، بل قضت وفي لحظة عجلى على روح الشاب سامر الذي وصفته ، بصاحب السوابق السابقة، وان له في اضابيرها 16 بلاغا جنائيا ، ويحمل كرت معتاد الاجرام ، بقسم مدينة النيل تحت المواد (174-176) كيف ذلك ؟؟ وللشرطة خطط معدة سلفا لمكافحة الجريمة!!!!!!! واذا كان يحمل كل هذه السوءات على ظهره، هل يحق لها محاسبته في وسط الشارع وفي عربته ؟ هل اصبح الشارع احدى سوح التقاضي والقضاء ؟؟ هل تحمل الشرطة صك توجيه البندقية، في حالة الاشتباه والضغط على زنادها ، ليتحول المشهد في ثوان الى دم قان نازف ؟وهل ( الممنوعات ) التي ذكرها البيان ، والتي وجدت وفق بيان الشرطة ، بعربة المرحوم سامر ، تخول للشرطة التعجيل بنهايته في قلب الطريق ؟؟
** لقد ارتكبت الشرطة جريمة ، بفعلها الذي يتنافى مع المعايير المجتمعية والقانونية والدستور ، وانتهكت خصوصية الشاب سامر ببحثها وتصفحها هاتفه الخاص دون اذن من النيابة ، ثم ماهي ابعاد الجريمة التي يترتب عليها ، هذا الاعدام المرفي عرض الشارع ؟؟
** يتضح من بيان الشرطة ، رغبتها في السيطرة، والتحكم في المجتمع ، وحبها لاستخدام القوة الفتاكة ، حتى في في حالات لايسندها القانون ، كما يظهر ميلها للعنف ، لتحقيق هدف غير مشروع في غياب جريمة تتسم بالخطورة ، اذ اسقطت متعمدة بذل العناية الواجبة ، لتجنب الاضرار والمخاطر الناتجة عن استخدام الرصاص ، فمالت بذلك عن ،ان استخدام السلاح ، يصبح لازما ومتناسبا مع الخطر المحدق ، والشاب سامر لم يكن خطرا يحدق بالشرطة ، حتى تمطره بوابل الرصاص !! واذا كان كذلك فانه يتم تصويب الرصاص في غير مقتل ، لكنها أتته باصرار ..
** رحم الله الدكتور سامر وانزله مع الصديقين اعالي الفردوس ، وكل التعازي والمواساة للصديقة نهى النقر ..
همسة
وليل حالك سواده يقطع .. .. ..
يقطع تفاصيل الالم ..الانين ..
يسربل الايام والوجه الحزين ..
ومن تحت الوسادة ، يترع الدمع السخين …
يا اختي
الانتماء لهم يمنحك حصانه وليس القانون او الدين او الاخلاق
يا اختي
الانتماء لهم يمنحك حصانه وليس القانون او الدين او الاخلاق