أتريدون أن نموت نحن ويبكي الأمريكان !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

في العنوان إحلال لكلمة الأمريكان مكان الإنجليز للأديب السوداني على المك طيب الله ثراه، على لسان أحد أبطاله في مجموعته القصصية الرائعة( مدينة من تراب).والشاهد أن التعويل على الخارج ،خاصة الأمريكان، قد لازم العمل المعارض للنظام في معظم سني جثومه على صدر الوطن .والكثيرون يذكرون الطرفة التي تدُولت عند دخول المارينز في الصومال وترديدهم السلام الوطني السوداني وتصحصح القادة لهم بأن ذلك في (المحطة القادمة).وهكذا، تفاقم الأمر إلى حد الاعتماد شبه الكلي عليه ، بدلاً من العمل المستند على فعل السودانيين أنفسهم.لا أحد ينكر أهمية الدور الخارجي الداعم للمواقف.فقد كان له دوره الكبير خاصة في الفترة التي زامنت تكوين التجمع الوطني الديمقراطي . لكن الأهداف والعوامل التي كان يعمل عليها الأمريكان والغرب عموماً ، قد استنفدت بانفصال الجنوب. وما الغرب بالذارف دموعاً سِخان على الديمقراطية وحقوق الإنسان على مستوى الدول. فهو يعرف مصالحه فقط.فكم من نظم ديكتاتورية ،أسبغ عليها الشرعية والحماية.لذلك لم يكن مستغرباً تحول الموقف الغربي على مستوى الحكومات لتأمين ما سمي بالهبوط الناعم للنظام.وابتداع منابر الإيقاد .وحتى (حوار دي باريس ) الذي انتهى بتكوين بنداء السودان فالجبهة الثورية. وكم كان مثيراً للشفقة ، رهان المعارضين على عدم رفع العقوبات الأمريكية عن السودان ، حتى وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع. وأخشى أن يظل الرهان على عدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى نستيقظ ذات يوم على نبأ رفعه . وعندها لن يكون لدى الكثير من السودانيين اعتراض ، فمن من الناس في ظل غياب الفعل المعارض الحقيقي ، يرفض تخفيف العبْ عليه حتى ولو كان من قبيل التمني ؟ ومراجعة سريعة ، لجو التفاؤل الذي ساد عامة السودانيين برفع العقوبات توضح ذلك . أجل ، أحدث ذلك إحباطاً بعدم تحققه وقلل من مصداقية النظام وخطه الدعائي. لكن دور رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، سيكون له وقع على الكثيرين . وإن كانت قناعتنا بأن الوضع لن يتغير كثيراً لمعرفتنا بطبيعة النظام وما بدده من قبل من موارد.
الأكرم للمعارضة ورموزها . والعمل المعارض نفسه ، أن يكون داخلياً خالصاً . ولا بأس بالدعم الخارجي بالمواقف للتحرك المعارض. أما إذا استمر الحال على ما هو عليه، فلن تكون القاهرة ، هي العاصمة الوحيدة التي ستقلب ظهرها للمعارضة. فسينقطع المدد حتماً حتى إن تم تأمين البقاء في دول أخرى. فهل يقوم الداخل بتنشيط عمله ؟ أم سنكون في انتظار جودو ؟

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..