التعليم الثانوي بقنيص ونتائج الشهادة السودانية المخيبة

*أعلنت وزارة التربية والتعليم العام عن نتائج امتحانات الشهادة السودانية صباح الخميس5/7/2018م , وجاءت نتيجة مدارس ولاية النيل الأزرق دون الطموح ,
* وجاءت نتيجة ا لمدرستين الثانويتين بنين وبنات. بقنيص شرق صادمة ومخيبة للآمال…. حيث جلس للامتحانات بثانوية البنات عدد {93} طالبة , الناجحات عدد {8} ثمانية طالبات فقط لا غير بنسبة نجاح {7,44%}, وثانوية البنين عدد الجالسين {74} طالبا , عدد الناجحين {24} أربعة وعشرين فقط لا غير بنسبة نجاح {17,8%} , هذه النتيجــــة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ما ذهبنا اليه في مقالنا السابق بتأريخ 19/6/2018م تحت عــــنوان { التعليم الثانوي بقنيص بين إهمال الوزارة وسوء الإدارة } ولقد اشرنا في ذلك الي انه { فيما يتعلق بالأكاديميات والدراسة وانتظامها , والفصول والإجلاس والكتب والمعلمين والمعلمات و إعدادهم وخبراتهم فكل هذا وذاك يقاس بالنتائج النهائية ونسب النجاح والتحصل …….الخ }
*فها هي النتائج تأتي لتعكس وتحكي بلغة الأرقام التي لا تقبل { التأويل والضجيج و التهريج } حقيقة سوء الإدارة والفشل والفوضى والتخبط وغياب المنهجية والتخطيط الاستراتيجي , وإهمال وتهرب الوزارة ممثلة في إدارة المرحلة الثانوية والتوجيه الفني , وإلا فبماذا تفسرون أيها السادة الاكارم هذه النتيجة الصادمة والمخيبة بكل المقاييس , ونتساءل أين تكمن العلة ؟ ومن المسئول المباشر من هذا التدني والتردي والتدهور والانهيار في المستويات لهذه الدرجة ؟
يبدو أن عدم الانسجام , وعدم سيادة العلاقات الموضوعية في كثير من الاحيان بين المعلمين , وغياب روح فريق العمل الواحد , وربما عدم التعامل بمهنية مع الطلاب , بالإضافة إلي الفشل الإداري كلها ساهمت في هذه المألات المخزية , لذا يتوجب البحث بموضوعية وشجاعة وشفافية عن الحلول والمعالجات لتجاوز آثار الأزمة الراهنة , بدلا من التبرم و الاستياء والعويل و التهريج والضجيج والتهديدات الجوفاء .
ونتساءل لماذا ا كل هذه الزوبعة ؟ هل لأننا كشفنا عن سطحية مفاهيمكم الإدارية وبؤس قدراتكم المهنية ؟ وتهربكم من مسؤولياتكم المباشرة ؟
الجدير بالذكر ان المقال الأول أثار ردود فعل متباينة من معلمين وطلاب سابقين ومواطنين آخرين أعربوا عن سعادتهم لتسليط الأضواء وكشف الغطاء عن قضايا التعليم الثانوي في المنطقة , و ساهموا بمداخلاتهم وتعليقاتهم بإضافة معلومات جديدة , مطالبين بضرورة قيام الوزارة بمهامها والالتفات والاهتمام والعمل علي إيجاد الحلول الناجعة لإنقاذ هذه المؤسسات من الانهيار و حماية مستقبل أبناءنا وبناتنا الذي اصبح مصيرهم بين { مطرقة سوء الإدارات وسندان إهمال الوزارة }.
* ويبدو ان مسئولي الوزارة ما زالوا في غيهم يعمهون , ويتعمدون تجاهل الأخطاء الإدارية لبعض مدراء المدارس , ويغضون الطرف عن فشلهم وتخبطهم وتجاوزاتهم , وتدني المستويات الأكاديمية الأمر الذي أدي إلي التردي العام في بعض المدارس وخروجها عن السيطرة واختلاط الحابل بالنابل , وكما اشرنا سابقا فان غياب الوزارة ممثلة في إدارة المرحلة الثانوية والتوجيه الفني , وعدم المتابعة والمطالبة بالتقارير الدورية من الوكلاء والاعتماد علي التقارير الملفقة والمزيفة من المدير ساهم في تفاقم الأوضاع .
وللخروج من المأزق والأزمة يجب إعمال القوانين واللوائح والمساءلة والمحاسبة الإدارية , واتخاذ القرارات الجريئة بإجراء التغيرات اللازمة وممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي لتصحيح الاوضاع لان دفن الرؤوس في الرمال لن يجدي ……………….. وللحديث بقية
والله الموفق والمستعان