قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

الساعة25
وعلى طريقة المثل الشائع ( جوا يساعدوهو في دفن أبوهو قام دسً المحافير) تعمل جهات استخدمتها الدولة لتوفير خدماتهم، وفي الأثر سأل امير المؤمنين عمر بن الخطاب أحد ولاته كيف تسوس المؤمنين بولايتك؟ فاجاب الوالي:(أقطع يد السارق واجلد شارب الخمر وارجم الزاني) فقال له عمر: (أذهب فوالله لو أتاني جائع منهم لقطعت عنقك) وشتان ما بين حال رعية بن الخطاب رضي الله عنه وبين رعيتنا التي يسوسها ساستنا كما القطيع .. يجوعنها نهارا ثم يحلبونها مساءا والمناسبة نفر من اصحاب المصانع بالسوق المحلي جنوب الخرطوم يسومونهم هذه الايام كما القطيع يقطعون عن مصانعهم التيار الكهربائي ثم يأتونهم ودون ما حياء
يستحلبونهم رسومها بالكمال والتمام فأستنجدوا بي مهاتفين، والقضية كما ترويها أخبار صحافة اايوم تفول::
(شكا اصحاب مصانع بالسوق المحلي (35)جنوبي الخرطوم من إنقطاع التيار الكهربائي بشكل راتب بما يفوق الاربع ساعات يوميا، واكدوا ان انقطاع التيار الكهربائي المستمر كبدهم خسائر فادحة أثرت بشكل مباشر في الانتاج ،موضحين ان المنطقة تضم عدد مقدر من كبريات المصانع المنتجة لسلع غذائية وبسكويت وعصائر بينها مصنع “استيم” ومياه معدنية وخلافه، مؤكدين ان انقطاع التيار الكهربائي اليومي تسبب في شح منتجاتهم بالاسواق، مهددين بالتوقف عن العمل في حال استمرار تذبذب الامداد الكهربائي طالما انهم ظلوا يسددون رسوم الكهرباء الشهرية دون الحصول على الخدمة، مطالبين رئاسة الجمهورية بالتدخل صونا للانتاج والانتاجية لافتين الى ان هذه المصانع تعول آلاف الاسر يعمل أربابها و ابناؤها بها فما ذنبهم في حال توقف هذه المصانع .
كل هذا وقد ملأت حكومة البلاد صحافتنا بشعار هلام يحض على (الإنتاج والإنتاجية) بينما الواقع يقول عكس الشعار وليس سوى (بئر معطلة وقصر مشيد) وها هي غابات الاسمنت تنهض على عرق الكادحين من أصحاب المصانع الذين فضلوا البقاء بالوطن قابضين على الجمر لتوفير السلع العذائية للمواطن رغم إغراءات إلاستثمار بدول الجوارالتي أخذت منا كبتر مستثمرينا، فوالله لو كان عمر بيننا لقطع الأعناق في سبيل الأرزاق … فيا هؤلاء أما بينكم رجل رشيد!؟

[email][email protected][/email]