مقالات سياسية

هذا الرجل يكذب

حملت الانباء تصريحا لوزير المالية قال فيه ان حكومته تدعم المواد البترولية ب 50%..وبالطبع نشرت بعض الصحف الموالية حديثه علي صدر صفحاتها الاولي وبالعناوين البارزة ..
التصريح ..محاولة لتغطية الفشل الذريع في حل مشكلة شح الوقود البترولي وبخاصة البنزين والجازولين وهو فشل تتحمل مسؤوليته وزارة المالية ..
والتصريح مقصود به ايجاد شماعة يعلق عليها هذا الفشل ..وهي كلمة الدعم …وما سيلي التصريح هو الادعاء بان رفع الدعم سيوفر هذه المواد البترولية ..
وسيقال للعامة من الناس بدلا من ان تشتروا جالون الجازولين الان من السوق الاسود ب 300 جنيه دعوا الدولة ترفع سعر الجالون من 18 جنيه الي 30 جنيها ..ولن تكون هنالك ندرة ..وهم بهذا ينصبون الفخ للجميع ..
تصريح الوزير مضروب ..والدليل من كتاب ميزانيته التي يظن السدنة ان الناس لا تطلع عليها …
صفحة 99 من ميزانية 2018 تفيد ان عائدات رسم تركيز وفروقات اسعار المحروقات تساوي 18.7 مليار جنيه ..وان عائدات بيع النفط بخلاف الفروقات اعلاه تبلغ 10.9 مليار جنيه .
وفي صفحة 143 من نفس الميزانية فان ايرادات المؤسسة السودانية للنفط تبلغ 745.8 مليون جنيه ..وهي من النسب والرسوم والفوائد المفروضة علي توزيع المواد البترولية ..
ومجموع هذه الاموال يسمي ارباح صافية تحققها حكومة وزير المالية تبلغ اكثر من 30 مليار جنيه ..جديد ومعناه 30 تريليون بالقديم ..
وليس هذا كل المال الذي يأتي به قطاع النفط المنهوب ..ففي صفحة 64 من نفس الميزانية نجد ان رسوم العبور التي تفرض علي بترول الجنوب تقدر ب 8.1 مليار جنيه ..
وبرغم هذه العائدات الكبيرة فان الحكومة تعجز عن استيراد البترول بسبب نقص المال ..اذن اين تذهب عائدات بيع النفط ؟
وبالطبع فان الارقام المذكورة هنا والمنقولة من البيانات الرسمية لا تعبر نفسها عن الحقيقة ..ولا تشمل عائدات صادر البنزين لاثيوبيا ..ولا عائدات شركات خدمات وتوزيع البترول التابعة للقطاع العام مثل شركة النيل وسودابت علي سبيل المثال..
وبعد مضي نصف العام علي ميزانية التجويع والافقار ..هاهو الفشل لا يحتاج الي دليل ..فالتضخم الان 60% والميزانية قدرته ب19% ..والصادرات في انحسار وعجز الميزان التجاري في ازدياد ..والاسعار في السماء السابع ..والدواء لا يمكن الوصول اليه ..وليس هنالك من مسؤول رسمي يعترف بالفشل ..لان النظام كله فاشل ..
ولان الامر الان لا يتوقف فقط علي البترول ..بل يتعداه الي سعي النظام لبيع السودان في الدلالة وقبض الثمن ..فان الشعب سيوقف هذا العبث ..وسيتوقف صرف الاموال العامة علي اجندة القمع ..يوم ان يذهب الفاسدون الي مزبلة التاريخ ..
قال المبدع امل دنقل ذات يوم
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحاري
لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها? ثمن الكسرة والدواء:
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا، وتقتل الصغارا!
صدق امل دنقل وكذبت التصريحات ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الشعب مفتح وشايف كل ألاعيب النظام الفاسد وكتابات كمال كرار – كاتب الثورة – تثبت ذلك لهذا النظام الفاسد الذي يخلق المشاكل للشعب ويحلها بزيادة المعاناة على الشعب

  2. الشعب مفتح وشايف كل ألاعيب النظام الفاسد وكتابات كمال كرار – كاتب الثورة – تثبت ذلك لهذا النظام الفاسد الذي يخلق المشاكل للشعب ويحلها بزيادة المعاناة على الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..