لنبدأ

والوضع الان في الوطن ينذر بالتلاشي الاكيد لجغرافيا ما يعرف بالسودان كدولة ، وفي سنوات الغيبوبة الاولي سكبت كثيرا من المداد محذراً من ان الاوضاع من شأنها ان تصل الي الاسوأ بكثير عن ماهي عليه ، وما يحزن الغالبية العظمة من السودانيين ان النظام وفي يونيو الماضي قد اكمل العقد الثالث من عمرة كاطول خيبة في تاريخ السودان منذ الازل .
ولكن يكون السؤال كيف حكم النظام الحالي كل تلك السنوات برغم هذه الاخفاقات التي اوصلت الوطن الي هذا الدرك …؟
كيف يحكم رجل مثل البشير بلداً مثل السودان كل هذه الفترة …؟
وهل النظام الحاكم في السودان له من المقدرات الذهنية والامنية ما يضاهي كثير من الانظمة الشموليه والديكتاتورية المنهارة في بعض دول العالم …؟
ثلاث عقود هي محصلة الفشل من سياسات من هم علي سدة الحكم لماذا لم تثمر حراك جماهيري فعال …؟
والملاحظ ان قيادة النظام ومنذ بدايات تخلقها الاولي ناقص التطورجبهة الميثاق ويقابلها التكوين الاولي للتخلق بيضة والجبهه الاسلامية القومية ويقابلها التكوين الثاني حورية والمؤتمر الوطني يقابلة التكوين الثالث حشرة كاملة وفي كل هذه المراحل خلال دورة حياة تلك المنظومة لم يعرف لتلك القيادات اي ذكاء بارع او اجتهاد فكري او حتي بُعد اكاديمي تحليلي واقعي ويتدرج ذلك العقم حتي علي المستوي المهني فهي ليست اكثر من قيادات لها الخبرة التراكمية في العمل السياسي الداخلي بابعاد خبث ودهاء في تكسير التطور الطبيعي للفكر الديمقراطي فشلت المنظومة حتي في ادارة تحالفاتها الخارجية واصبحت مثال في نقض العهود والخيانة
أن النظام الحالي من الناحية التشرحية العلمية لمفهوم منظومة سياسية يعتبر ضعيفاً جدا وهشاً يعتمد بصورة مباشرة علي القمع الممنهج للقوي المناهضة داخليا لسياساتة يلجاء الي استثمار الاعلام والذي لم تعد له مصداقية عند السودانيين وحتي نضع يدنا علي موضع الازمة دعونا نقف علي حقيقة المنظومة في السودان :-
اسم المنظومة :- المؤتمر الوطني
الرئيس :- عمر حسن احمد البشير
العضوية :- عضوية مترهلة ليس لها اي ارتباط فكري وانماء الانتماء انتماء مصالح وصفقات تجارية .
القيادات :- تعتبر اغلب قيادات المنظومة الان متناحرة ولها صراعات اقوي من صراعها مع المعارضة .
الدولة العميقة في السودان وفي ظل النظام الحالي ليس لها وجود اطلاقا فالمنظومة قضت علي كل مؤسسات الدولة وحكم السودان من خلال رؤوس عصابة تدير صفقاتها التجارية فهي صفة اقرب لعصابات المافيا منها الي منظومة سياسية ، بلغ التناحر في ما بينها الي تكوين المليشيات عسكرية للحماية .
الجيش والشرطة غير محايدة اطلاقاً ولكنها في حالة سكون حذر فلا يعقل ان نقول ان المؤسسة العسكرية السودانية بكل فصائلها تؤيد حكم البشير بل علي العكس تماماَ هنالك تململ واضح جدا من سياسات النظام من داخل الشرطة والمؤسسة العسكرية ، وهذا يتتضح جلياً في ان النظام يعتمد اعتمادا كلياً وفي صراعة مع المعارضة المسلحة علي مليشيات الدعم السريع وهي مليشيات تعمل كمرتزقة يتم اختيارها وفق معايير عرقية محددة .
يمكننا القول ان منظومة المؤتمر الوطني ليست لها اي عضوية او قوة حقيقية علي الواقع فهي عبارة عن شرزمة من بائعي الضمير ، فحتي قياداتة التي ساهمت علي تثبيت دعائم هذا المشروع الان في صراع شديد مع راس النظام وبلغ الامر الي التصفية الجسدية والقتل العمد ، ان المنظومة الحاكمة في السودان اليوم ليست حكومة بالمعني الدال علي ذلك المصطلح وانما هي مافيا تدير مصالحها الذاتية وفقا ما تقتضية الضرورة وليكن في علم الجميع ان ما يتم تناقلة عن حالة قتل او موت بعض ما تصيبهم شبة فساد من صغار المنظومة ليس من اجل اخفاء معالم الفساد كما يتبادر الي ذهن الكثيرين وانما هو صراع يذكرنا بحرب عصابات المخدرات في الافلام الامريكية فالانقاذ ليس من ضمن اجندتها الراي العام او شعب السودان .
فالنظام الحالي فيه من الضعف ما لايمكن توصيفة والغريب انه يستمد قوتة من المناهضين له ان كانت احزاب معارضة او حتي الشعب وبالاخص الناشطيين فالواضح بل الاكيد ان المنظومة الحاكمة لن تصمد اكثر من اسبوع دون معاونة الشعب لها في قهرة …وقد تتسال عزيزي القاري كيف يساهم شعب الانقاذ في هذا الجور العظيم يمكنك الرجوع الي مقال سابق لنا بعنوان ( لماذا تاخرت الثورة في السودان ) فالشاهد ان النظام يعتمد في استمراريتة و سيرورتة علي المواطنيين ولا اجد تشبيه اكثر من الطفيايات الخارجية من قراد وقمل التي تتغذي علي دماء الماشية حيث تلتصق بجلد الحيوان وتبداء دورة حياتها علي امتصاص الدماء منه فتظهر علي الحيوان علامات الهزال والجفاف وتنقص مناعتة ويكون عرضة للاصابه بامراض اخري وبالتالي تكون المحصلة النهائية هي موت الحيوان ، ان معالجة الطفيليات الخارجية وحتي الداخلية لهو امر في غاية السهولة ولا يكلف الكثير فقط اذا تم التحكم في الحيوان ورشه بمبيد محدد مع اعطاءه جرعة معين من الدواء في فترة زمنية لا تتجاوز الاسبوع وبالتالي يكون تم القضاء عليها ، وهذا بالضبط ما يجب العمل علية في القضاء علي تلك المنظومة الطفيلية حتي ولو كان في ظاهرها الشراسة فهي ليست اكثر من قراد يمتص دم الوطن وهنا علينا ان ندرك ان الامر لايتتطلب اكثر من الاصطفاف في لجان المقاومة و عمل خطط واضحة من خلالها يمكن شل الشمولية وضربها في مقتل ….
كيف يكون الاصطفاف في لجان المقاومة وكيف يمكننا تكوينها
أن اهم محور في العمل التنظيمي هو النقابات
ماهي النقابات :- ويمكن ان نعرف النقابة بانها جسم يضم عدد من اصحاب المهنة الواحدة ولها لوائح وقوانيين تحدد طريقة اختيار الممثلين لها يعمل هذا الجسم علي تعزيز المصالح المشتركة لاصحاب المهنة الواحدة بحيث يمكن لممثلي النقابات للمهنة المعينة الاجتماع مع السلطة العليا والتفاوض معها حول اي مشكلة تعرقل سير المهنة بما في ذلك الاجور والمزايا وبيئة العمل
دور النقابة :-

للنقابات دورمهم جدا في في تحقيق مصالح الموظفيين ….

علية ون خلال السر اعلاه فان اي عمل مناهض للنظام في الوقت الحالي لا يستصحب دور النقابات وتاهيلها لا يرجي منه وقد يقول قائل بان النقابات معطله من قبل المنظومة الحاكمة وهو امر بديهي ان تعمل المنظومة علي تعطيل خط المواجهه الاول للحراك الجماهير ي وان تقوم بعمل نقابات بديلة تقدم فروض الولاء والطاعة لها وتعمل علي اسكات كل موجهه مناهضة للحاكم بل وتتمادي اكثر بان تتحول من نقابة تدافع عن اصحاب المهنة المححده لها الي جهاز امني يعمل علي رصد وتتبع الاخرين .
علية كان لا بد من التوافق علي النقابات الشرعية التي تعبر بصدق عن معاناة من هم تحتها وتعمل علي ازالة كل العقبات التي تعرقل الاهداف المرجوة
وتكون الخطوة الاولي لمواجهه النظام بتكوين تلك النقابات الشرعية بالحد الادني من التوافق ( نقابة الاطباء / نقابة المعلمين / نقابة الصيادلة / نقابة المحاميين / نقابة الصحفيين / نقابة البياطرة / نقابة المهندسين / ….. الخ )
واعتقد بان اغلب الناشطيين والاحزاب لديها من العضوية الكافية التي تكوين جسم نقابي بالحد الادني من التوافق يتم التنسيق بين هذه النقابات واخراج بيانات كل علي حدة في فترة زمنية محددة وبيان مشترك يشرح بصورة تفصيلة ما وصلت اليه الاوضاع في كل مهنة من مهن النقابات اعلاه
يتم التركيز علي مشجعي الاندية الرياضية وبالاخص الترس الهلال والمريخ والتوافق معهم الي ضرورة تكوين جسم محدد باسم رابطة مشجعي تلك الفرق علي ان يتم التنسيق معها في رفد الحراك الجماهيري في وقت محدد
غالبا ما تواجهه تلك الحركة قمع وشل واعتقلات وقسم لصفوف النقابات وهو امر بديهي من امن النظام الحالي
.نفهم بان كل شرائح المجتمع لها دور في عمل الحراك الجماهير والطرق الصوفية احد المكون الاساسي للمجتمع السوداني واستصحابها امر حتمي في تحريك شرائح واسعه من الجماهير التي تمد الحراك الثوري بكوادر لها اثرها الواضح في تغيير مجريات الاحداث في المسرح او الميدان
وفي ظل هذه الاوضاع يجب علينا ان نفهم بان كل شرائح المجتمع لها دور في عمل الحراك الجماهير يتطلب ذلك وقف الاراء التي تفرق ولا تجمع مثل الراي في بعض التنظيمات او الاشخاص فالغاية المشتركة الان هي ازالة النظام .
وفي تاريخ محدد يكون وفقاً لترتيب ممثلي النقابات تحديد عصيان مدني كامل مع النزول الي الشوارع تحت مسمي كل نقابة من النقابات ومع الترس الفرق ومعجبي وروابط الفنانيين مثل رابط معجبي مصطفي سيد احمد / محمود عبدالعزيز وغيرهم لابد من التفكير خارج الصندوق ان روابط ومعجبي الفنانيين ليس كلهم بائعي ضميرهم للنظام هنالك وطنيين حقا وهذا ينطبق ايضا مع مشجعي الفرق وترك الحبل علي قارب تلك المجموعات يستفيد منة النظام بصورة كبيرة فلنعمل علي شق تلك المجموعات الي صف وطني واخر عميل يدين للنظام بالولاء لا بد من تمايز الصفوف .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام منطقى وعملى يستحق دراسته من قبل كل فئات الشعب والعمل به أوتطويره بمايناسب طبيعتها .. على الناس البحث عن سبل غير المجربه للنضال .. السكوت والإستسلام للأمر الواقع لن يزيد واقعنا إلا ألما ودمارا
    اللهم إن الترابى وجماعته شقوا علينا فأششقق عليهم

  2. كلام منطقى وعملى يستحق دراسته من قبل كل فئات الشعب والعمل به أوتطويره بمايناسب طبيعتها .. على الناس البحث عن سبل غير المجربه للنضال .. السكوت والإستسلام للأمر الواقع لن يزيد واقعنا إلا ألما ودمارا
    اللهم إن الترابى وجماعته شقوا علينا فأششقق عليهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..