جديد اللمبي: “الوقود بمشي وين؟”

فيض وانحسار
ونسة رسمية بلا طعم !!

بطبعنا كمجتمع سوداني (بنحب الونسة) حتى إذا حضر إليك ضيف وهو في عجلة من أمره تحلف عليه قسم بأن (يقعد يتونس) فلا يكسر خاطرك فيجلس يستمع إليك، ومن ثم يهم بالاستئذان مرة أخرى ويحاول أن يعتذر لك بقوله (أدونا خاطركم) إلا أن المضيف يعاود نبرة العتاب (ما اتونست ياخ) هنا يعجل الضيف بالانصراف متمتماً في نفسه (هو في شنو بتونسو فيهو؟) هكذا تدار مجالسنا الصغيرة المؤقتة إذ نقضي معظم الوقت في الونسة حتى انتقلت الونسة من داخل البيت إلى عمود الحي إلى المواصلات حتى وصلت المكاتب ففي بعض المؤسسات تجد جمعاً من الموظفين في حالة ونسة (شمار هنا وخبر هناك) .
وانتقلت الونسة من شعبية إلى رسمية، فكل يوم دواوين الحكومة تعج بالونسة، كأن يعقد وزيراً مؤتمراً صحفياً فيجلس لينظر ويحكي بأبسط لهجة في حين أن تصريحاته تلك لا تحدث تغييراً على أرض الواقع وعندما تطالع الصحف اليومية تحس بأن هؤلاء المسؤولين يمارسون فن (الونسة) حتى على الرأي العام، فإذا كان المسؤول يعلم كل التقصير والفشل والإخفاقات لماذا لا يبادر بالحلول بدلاً من التباكي تحت قبة البرلمان وسقف المجلس التشريعي .
إن الحديث الذي أدلى به والي الخرطوم الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين في الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي والذي استفهم فيه وتعجب حول اختفاء الوقود بقوله (الوقود بيمشي وين؟) في إشارة منه إلى أن الوقود يذهب إلى جهة ما ليس لهم علم بها وهذا في حد ذاته تعجب يحتاج إلى وقفة كيف لا تعلم حكومة الولاية عما يدور بداخلها من فوضى وأزمة، أما اعترافه بأن هنالك أكثر من 20 منطقة تعاني العطش بالخرطوم غير تلك التي لم يتم احصاؤها في بقية المناطق والولايات يكشف بأن حكومة الولاية (ما شايفة شغلها) بدليل استفهامه وسؤاله واستغرابه وتحسره ايضاً على عدم استغلال السياحة بالرغم من الموارد الغنية التي تتمتع بها الدولة، وحتى السياحة المستثمرة لا ندري أين يذهب عائدها.. فالمناطق السياحية لا تشهد أية صيانة أو رعاية واهتمام من قبل الدولة، فكثير من المناطق السياحية مهمشة ولا تجد الصيانة والترميم وتسليط الضوء عليها، فتدهور السياحة لا يعود إى عدم الاهتمام بالسياحة كمورد رسمي فقط وإنما يعود إلى أن القائمين على أمر السياحة ليست لهم علاقة بها ولا يعرفون شيئاً عن أسس وقواعد ومنافع السياحة وإذا عدنا إلى تصريحات وزير السياحة سندرك بأننا ننحدر نحو الهاوية .
على السيد الوالى أن يفكر في طريقة لإنقاذ الوضع المتردي للولاية بدلاً عن هذا الحديث العاطفي الذي لا يتعدي سوى أنه (ونسة) رسمية تحمل عاطفة وتساؤلات ليست لها أجوبة على أرض الواقع فإلى متى تظل هذه الونسات الرسمية تحت قبب البرلمان والمجلس التشريعي ونحن نقترب من انتخابات 2020م فهل تعود ذات الوجوه وتتواصل الونسة (ومسك الزمن) .
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..