سودانير: الظلم ظلمات يا وزير النقل

منذ مجئ الإنقاذ لم يتعذب موظفين في اَي مكان في العالم مثلما تعذب موظفي الخطوط الجويه السودانيه كأنما هذه الثوره قامت خصيصا لأجل ذلك. فرحلة الإحالة للصالح العام بدأت فيها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي ولَم تتوقف حتي الان.غير انها في الأوان الاخيره بدأت تأخذ منحي مختلف تماما. فبينما كانت الإحالة في الماضي لأسباب سياسية او لتصفية حسابات شخصيه، أصبحت أحالة الموظف للصالح العام الان تعتمد علي قربه او بعده من الذين بيدهم القلم.
سيادة وزير النقل المسئول عن سودانير وقبل التصفيات الاخيره التي اطلق عليها اسم الهيكلة للتمويه، قال ان التشغيل سيتوقف لمدة شهرين حتي يتمكن من إعادة صياغة الشركه لتقديمها الي سوق النقل بحله جديده يقودها موظفين اكفاء، وقام تبعا لذلك بإنهاء خدمات كل العاملين كبيرهم وصغيرهم، صالحهم وطالحهم عدا 250 لا ندري علي اَي أسس تم اختيارهم. هذا الكلام تبدو علي ظاهره الرحمه ولكن يوجد في داخله العذاب. ورغما عن ذلك، تفاءلنا خيرا مادام الامر سيلحقنا بركب الشركات المحترمه. ولكن للأسف عندما بدأت اللجان المناط بها هندسة الهيكلة وتحديد من هم المبشرون بالجنه ومن هم الموعودون بالنار، ظهر المكر السئ وطفحت المحسوبيه وفقه الأحباب والاصحاب ليجد المستضعفون أنفسهم في قارعة الطريق بلا عمل . وكان تبرير الوزير وجماعته ان لامكان بينهم لكبار السن (فوق الستين) او ممن لا يحملون شهادات جامعية. استبشرنا خيرا بذلك فالشركات الناجحة تحتاج الي الشباب المتعلم القادر علي تحمل المسئوليه. ولكن للأسف وقبل ان يرتد إلينا طرفنا، ظهرت حقيقة المؤامره وتكشف لنا ان من بين الذين تم استيعابهم لم يجلسوا علي مدرجات الجامعات من قبل وان أعمار بعضهم تزيد عن الستين ؟ وتكشف لنا أيضا ان الذين تم الاستغناء عنهم قد تخرجوا في جامعات معترف بها بشهادات ماجستير وان أعمارهم دون الستين. فمثلا مدراء التدريب والعمليات الذين تم اختيارهم قد تجاوزت أعمارهم الستين عاما، والمدراء الاقليمين لمحطتي السعوديه ومصر (اكبر محطات الشركه) يحملون شهادات ثانوية لاندري اذا كانت نجاح أم رسوب. فكيف يتم استيعاب موظف بمؤهل ثانوي ليكون مديرا اقليميا لمحطة مثل مصر والسعوديه وهما المحطتان اللتان تتحصلان علي نسبه عاليه من ايرادات الشركه؟ للأسف الشديد هذا ماحصل وأصبح الوزير مثل بني اسرائيل الذين استبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير.
عند لقائه بالسيد رئيس الجمهورية مؤخرا كما جاء في الأنباء، أكد سيادة الوزيران عملية الهيكلة قد تمت بنجاح. كيف تمت بنجاح واللجان التي كونها لاستيعاب الموظفين الجدد قد رفعت له تقريرا يقول ان الذين تم استيعابهم اقل من الطموحات، وان الذين أرسلت لهم خطابات لحضور معاينات جديده ليس من ضمنهم حملة الشهادات الجامعيه الذين طالب سيادته بمعاينتهم وإعادة استيعابهم؟ لقد نما الي علمنا وجود أيادي خفيه ماكره داخل اللجان تعبث بعملية الاختيار بحجة وجود ( تقارير أمنيه) ضد اللذين لم يتم اخطارهم بمقابلة اللجان. هل فطن السيد الوزير بعد خراب مالطا الي ان الموضوع لا يعدو ان يكون كذبه كبيره من مراكز قوي وجهات أمنيه داخل الشركه؟ إذن لماذا لم يطلع السيد رئيس الجمهورية بحقيقة الامر؟ ونتساءل بإندهاش عن الدور الذي يلعبه الأمن في تحديد الكفاءه لموظفين عملوا في سودانير لسنين طويله دون وجود تقارير أمنيه ضدهم في الماضي ؟ وحتى إن وجدت الان فماهي طبيعة هذه التقارير ومن هو الذي كتبها وعلي اَي أساس؟ أليس هذا عمل اداري لا دخل لرجال الأمن فيه؟ هل يستطيع السيد مديرالأمن ان يطلعنا علي تقرير أمني مفصل يجرم أولئك الذين لم يتم استيعابهم لأسباب أمنيه؟ نحن لانري سببا وجيها يجعل قسم الأمن بالشركة يتدخل في تقييم اداء الموظفين لان ذلك من صميم عمل رؤساء الأقسام ومدراء الإدارات. ولكنه الظلم ياساده الذي اصبح احدي سمات الخدمة المدنية في بلادنا والذي بسببه تحطم القطاع العام وبسببه أيضا سوف لن تقوم قائمه لسودانير مادام وزيرها واثقا في عمل رجاله الاوفياء الذين يقرأون يوميا قوله تعالي (وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) فيمرون عليه صما وعميانا.
ياسيادة وزير النقل. انته رجل كبيرعلي مشارف خط النهايه لرحلة حياتك. كيف تقبل الظلم علي مجموعه كبيره من العاملين معك يعيلون اسرا لأسباب أمنيه وهميه؟ أم ان الظالم اصبح لا يدري انه ظالما في هذا الزمن الخرب. ومادمت انته الخصم والحكم في هذه القضيه، فنوجه شكوانا الي السيد معالي رئيس مجلس الوزراء الموقر ونطالبه بوقف هذه المسرحيه الرخيصه في سودانير وابعاد رجال الأمن نهائيا من اللجان التي تقوم باختيار الناس في عملية الهيكلة لان شركات الطيران لا يديرها رجال الأمن. نطالب سيادته باستبدال اللجان الحاليّه بلجان متخصصة، امينه وصادقه واعطائها الحريه الكامله تحت إشرافه المباشر لكي تختارالاكفاء فكلنا سودانيون وكلنا نحتاج ان نعيش في وطننا بكرامه. اما اذا استمر الحال علي ماهوعليه، وضرب سيادته بطلبنا عرض الحائط، فستظل سودانير كسيحة ومحطمة لان الله تعالي لا يرضي الظلم لعباده. وإذا أدرتم كشفا بأسماء أكفأ العاملين الذين تم إنهاء خدماتهم فلكم ذلك.

د الرازي الطيب ابوقنايه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه المره معلوماتك خاطئة. مدير محطة القاهره سيده جليلة تحمل شهادات عليا وخريجة جامعة الخرطوم ومن أميز موظفي سودانير.

  2. هذه المره معلوماتك خاطئة. مدير محطة القاهره سيده جليلة تحمل شهادات عليا وخريجة جامعة الخرطوم ومن أميز موظفي سودانير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..