حكومات بورتسودان وليس حكومات البحر الأحمر

أتمنى من رئيس الجمهورية حينما يعين واليا للبحر الأحمر أن يقول وبصريح العبارة والي مدينة (بورتسودان) فلان بن الفلانى حتى تكون الأمور فى نصابها ، وحتى لا يحمل (الولاة) صفة لا يتصفون بها فى الواقع ، وقد يعترض أحدهم أنهم ليسوا ولاة لمدينة بورتسودان بضواحيها وبأحيائها الفقيرة بل فقط هم ولاة لمنطقة صغيرة بالمدينة فيها مقر الحكومة ، والسوق الكبير ، ومقر المجلس التشريعي وهنا إعتراضه فى محله وصائب ، فحقيقة أغلب الولاة الذين تعاقبوا للبحر الأحمر يولون جل إهتمامهم وأغلب عملهم لمدينة (بورتسودان) عروس البحر كما يقولون وكأن البحر الأحمر فى نظرهم بورتسودان فقط ، وتنتهي فترة تعيين أحدهم ولم يعرف فى البحر الأحمر سوى مدينة (بورتسودان) والبعض الأخر فى تاريخ ولايتهم للبحر الأحمر لا يزورون مجرد زيارة خاطفة وسريعة مناطق ريف وجبال البحر الأحمر لمعرفة مشاكلها ، ناهيك عن ينشئوا فيها مرافق خدمية ، ومشاريع تنموية ، ويهتموا بها وبحاجة أهلها من مياه وتعليم وصحة وكهرباء ، وحتى لو قاموا بهكذا خطوة وبقافلة من السيارات تتقدمها سيارة (بوقية) ترعد وتزبد فى (الفاصي) فتقديم الخدمات بالولاية يتوقف لعلاقة الوالي الشخصية بأهل المنطقة أو بقيادات أهل تلك المناطق إن كانت هذه العلافات علاقات (قرابة) أو حتى علاقات (عامة) ، فليس هنالك شيء يقدم لوجه الله تعالى ، أو كواجب من الوالي لرعيته فى البحر الأحمر ، فرعيته لو كانت محظوظة تكون ذات علاقات بطابع خاص معه أو حتى مع أفراد (أسرته) لتتمتع بعمل تنموي متناثر هنا وهناك ، فللعلاقات الإجتماعية دور وأدوار فى الإدارة السياسة والخدمية فى سودان اليوم.
فجميع الولاة الذين تولوا منصب الوالي بالبحر الأحمر دون إستثناء منذ العام العام 2005 وقبله إهتمامتهم التنموية لا تتعدى مدينة بورتسودان وحتى هذا من الناحية الجمالية بنظافة شوارعها وبفرش (الإنترولوك) فى الأرض وتعبيد الطرق الداخلية من باب الزينة والتزين وإقامة حفلات ليلية نهارية بها بإسم السياحة ، وبإنشاء أبراج سماوية تناطح السحاب وأمور فارغة أخرى تفتقد ﻷي معنى ، فزيارة واحدة تكفى لمعرفة قدرة (التنمية) لمستشفى بورتسودان الرئيسي وما يعانيه من إهمال وتردى مريع فى الخدمات من كل النواحي ، أما أغلب مناطق الريف كما (خلقت) ولم تتغير فالفقر مسيطر علي الموقف سيطرة كاملة شاملة موزعا الجهل والأمية والأمراض توزيع غير عادل كيفما يشاء ووقت ما يشاء فلا مستسفيات جاهزة ، ولا مدارس جاهزة ، ولا كهرباء وللإستدلال وناهيك عن الريف حتى مناطق تعد رئاسة معتمديات كطوكر وسنكات تعانياني من إنقطاع شبه كامل فى الكهرباء بسبب أعطال فى (الوابورات) القديمة (المتقادمة) ولم نرى أي تحرك من الوالي الحالي لحل ذلك كما تحرك وتحرك معه المركز لحل أزمة كهرباء ومياه مدينة بورتسودان وقصة الطائرات المحمولة جوا (بالكوابل) ، كأن هؤلاء المواطنين يستحقون وأولئك لا يستحقون والفرق (التمييزي) أن هؤلاء فى مدينة بورتسودان ميناء وشنغهاي أفريقي، وأؤلئك فى أقصى وريف المدينة وكما أن مناطقهم لا تحمل ألقاب عالمية كبورتسودان وأهلها لم يحتجوا كأهل بورتسودان مطالبين بالماء والكهرباء …وكحل أقترح نقل كل مواطني ريف البحر الأحمر الى مدينة بورتسودان ليشاركوا إخوانهم الموجود من الخدمات على قلتها فشيء خير من لا شيء بدلا أن يكونوا مهملين ومنسيين فى ريفهم ولا يكترس لهم أحد ولا لمطالبهم ، فالولاة ليسوا (ولاة) لهم كما أثبتت الايام والسنين…وبخصوص الكهرباء قام ما يسمى بصندوق إعادة إعمار شرق السودان قبل سنوات بإنشاء محطات كهربائية فى رئاسة بعض المعتمديات كسواكن وسنكات وطوكر ودروديب وهيا لربطها بالشبكة القومية …ولكن فجأة كده توقف العمل بها تماما من (النص) وما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
وعموم أهل شرق السودان ناضلوا لرفع الظلم والتهميش عنهم وفى نهاية المطاف جاءت إتفاقية كسيحة مكسحة سميت للشرق وما هي من الشرق بشيء بدلا عن ترفع التهميش عن كاهل الإنسان الشرقاوى أوقفت حتى الكلام عن التهميش فى شرق السودان مقابل كم وظيفة كده فى القصر وفى الحكومة فرح بها من تولاها ولا أثر لها فى واقع شرق السودان بريفه وحضره.

عمر طاهر أبوآمنه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..